المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

سكان المدينة المنورة
31-1-2016
copying (n.)
2023-07-28
من لوازم المحبّة الشوق.
2024-03-18
الدور السياسي لأمام الرضا
19-05-2015
أنواع الحوار
7-5-2022
قوالب صياغة الخبر
2023-05-18


أيام الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) الأخيرة  
  
2010   05:17 مساءً   التاريخ: 7-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 1، ص205-210
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

الحيلولة دون كتابة الوصية :

ورغم ثقل الحمى وألم المرض خرج النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) مستندا على علي ( عليه السّلام ) والفضل بن العباس ليصلي بالناس وليقطع بذلك الطريق على الوصوليين الذين خطّطوا لمصادرة الخلافة والزعامة التي طمحوا لها من قبل حيث تمرّدوا على أوامر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بالخروج مع جيش اسامة بكل بساطة والتفت النبيّ - بعد الصلاة - إلى الناس فقال : « أيها الناس سعّرت النار وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، وإني واللّه ما تمسكون عليّ بشيء ، إني لم أحلّ إلا ما أحلّ اللّه ، ولم احرّم إلا ما حرّم اللّه »[1] فأطلق بقوله هذا تحذيرا آخر أن لا يعصوه وإن لاحت في الأفق النوايا السيئة التي ستجلب الويلات للأمة حين يتزعّمها جهّالها .

واشتد مرض النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) واجتمع الصحابة في داره ولحق بهم من تخلّف عن جيش اسامة فلامهم النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) على تخلّفهم واعتذروا بأعذار واهية . وحاول النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) بطريقة أخرى أن يصون الأمة من التردّي والسقوط فقال لهم : ايتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ، فقال عمر ابن الخطاب : إنّ رسول اللّه قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب اللّه[2] ، وهكذا وقع التنازع والاختلاف وقالت النسوة من وراء الحجاب : إئتوا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بحاجته . فقال عمر : اسكتن فإنكن صويحبات يوسف إذا مرض عصرتنّ أعينكن وإذا صحّ أخذتنّ بعنقه ، فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : هن خير منكم [3].

ثم قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع .

وكم كانت الأمة بحاجة ماسة إلى كتاب الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) هذا ، حتى أن ابن عباس كان يأسف كلما يذكر ذلك ويقول : الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول اللّه [4].

ولم يصرّ نبي الرحمة على كتابة الكتاب بعد اختلافهم عنده خوفا من تماديهم في الإساءة وإنكارهم لما هو أكبر ، فقد علم ( صلّى اللّه عليه واله ) بما في نفوسهم ، وحين راجعوه ثانية بشأن الكتاب قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أبعد الذي قلتم[5] ؟ ! » وأوصاهم ثلاث وصايا ، لكن كتب التأريخ لم تذكر سوى اثنتين منها وهما : اخراج المشركين من جزيرة العرب وإجازة الوفد كما كان يجيزهم .

وعلّق السيد محسن الأمين العاملي على ذلك قائلا : والمتأمل لا يكاد يشكّ في أن الثالثة سكت عنها المحدّثون عمدا لا نسيانا وأنّ السياسة قد اضطرتهم إلى السكوت عنها وتناسيها وأنّها هي طلب الدواة والكتف ليكتبها لهم[6].

الزهراء ( عليها السّلام ) تزور أباها ( صلّى اللّه عليه واله ) :

أقبلت الزهراء ( عليها السّلام ) وهي تجر أذيال الحزن وتتطلع إلى أبيها وهو على وشك الالتحاق بربّه فجلست عنده منكسرة القلب دامعة العين وهي تردد :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وفي هذه اللحظات فتح النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) عينيه وقال بصوت خافت : يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي : {مَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].

وكأنّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) كان يريد بذلك أن يهيّىء ابنته فاطمة ( عليها السّلام ) لما سيجري من أحداث مؤسفة فإن ذلك كان هو الأنسب لتلك من قول أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه وأرضاه .

ثم إنّ النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) أومأ إلى حبيبته الزهراء ( عليها السّلام ) أن تدنو منه ليحدثها فانحنت عليه فسارّها بشيء فبكت ثم سارّها ثانية فضحكت . وقد أثارت هذه الظاهرة فضول بعض الحاضرين فسألوها عن سرّ ذلك فقالت ( عليها السّلام ) : ما كنت لأفشي سرّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

ولكنّها سئلت بعد وفاة أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) عن ذلك فقالت : أخبرني رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أنه قد حضر أجله وأنه يقبض في وجعه هذا ، فبكيت ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت[7].

اللحظات الأخيرة من عمر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) :

وكان علي ( عليه السّلام ) ملازما للرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ملازمة ذي الظل لظلّه حتى آخر لحظات حياته الشريفة وهو يوصيه ويعلّمه ويضع سرّه عنده . وفي الساعة الأخيرة قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : ادعوا لي أخي - وكان ( صلّى اللّه عليه واله ) قد بعثه في حاجة فجاءه بعض المسلمين فلم يعبأ بهم الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى جاء علي ( عليه السّلام ) فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) له :

ادن مني . فدنا علي ( عليه السّلام ) فاستند إليه فلم يزل مستندا إليه يكلّمه حتى بدت عليه ( صلّى اللّه عليه واله ) علامات الاحتضار[8] ، وتوفّي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو في حجر علي ( عليه السّلام ) . كما قد صرّح بذلك علي ( عليه السّلام ) نفسه في إحدى خطبه[9] الشهيرة .

وفاة النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ومراسم دفنه :

ولم يكن حول النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في اللحظات الأخيرة إلّا علي بن أبي طالب وبنو هاشم ونساؤه . وقد علم الناس بوفاته ( صلّى اللّه عليه واله ) من الضجيج والصراخ الذي علا من بيت الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) حزنا على فراق الحبيب ، وخفقت القلوب هلعة لرحيل أشرف خلق اللّه . وانتشر خبر الوفاة في المدينة انتشار النار في الهشيم ودخل الناس في حزن وذهول رغم أنه ( صلّى اللّه عليه واله ) كان قد مهّد لذلك ونعى نفسه الشريفة عدّة مرات وأوصى الأمة بما يلزمها من طاعة وليّها وخليفته من بعده علي ابن أبي طالب . لقد كانت وفاته صدمة عنيفة هزّت وجدان المسلمين ، فهاجت المدينة بسكانها وازدادت حيرة المجتمعين حول دار الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) أمام كلمة عمر بن الخطاب التي قالها وهو يهدد بالسيف : إنّ رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قد مات ، إنه واللّه ما مات ولكنّه قد ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران[10].

ورغم أنّه لا تشابه بين غياب موسى ( عليه السّلام ) ووفاة النبي محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) ، لكن مواقف عمر التالية لعلّها تكشف النقاب عن إصراره على هذه المقارنة .

نعم لم يهدأ عمر حتى قدم أبو بكر من السنح ودخل إلى بيت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فكشف عن وجه النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وخرج مسرعا وقال : أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد اللّه فإن اللّه حيّ لا يموت وتلا قوله تعالى : وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وهنا هدأت فورة عمر وزعم أنه لم يلتفت إلى وجود مثل هذه الآية في القرآن الكريم[11].

وأسرع أبو بكر وعمر بن الخطاب مع بعض أصحابهما إلى سقيفة بني ساعدة بعد أن عرفا أنّ اجتماعا طارئا قد حصل في السقيفة فيما يخصّ الخلافة بعد وفاة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) . متناسين نصب عليّ بن أبي طالب وكذا بيعتهم إيّاه بالخلافة وغير مدركين أنّ تصرفهم هذا يعدّ استخفافا بحرمة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وجسده المسجّى .

وأمّا عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) وأهل بيته فقد انشغلوا بتجهيز الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ودفنه فقد غسّله عليّ من دون أن ينزع قميصه وأعانه على ذلك العباس بن عبد المطلب ابنه والفضل وكان يقول : بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيّا وميّتا[12].

ثم وضعوا جسد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) على سرير وقال علي ( عليه السّلام ) : إن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إمامنا حيا وميتا فليدخل عليه فوج بعد فوج فيصلّون عليه بغير إمام وينصرفون .

وأوّل من صلى على النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) علي ( عليه السّلام ) وبنو هاشم ثم صلّت الأنصار من بعدهم[13].

ووقف علي ( عليه السّلام ) بحيال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وهو يقول : سلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته اللهم إنّا نشهد أن قد بلّغ ما انزل اليه ونصح لامته وجاهد في سبيل اللّه حتى أعزّ اللّه دينه وتمّت كلمته ، اللهم فاجعلنا ممن يتّبع ما أنزل اللّه إليه وثبّتنا بعده واجمع بيننا وبينه ، فيقول الناس : آمين ، حتى صلّى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان[14].

وحفر قبر للنبي ( صلّى اللّه عليه واله ) في الحجرة التي توفي فيها . وحين أراد علي ( عليه السّلام ) أن ينزله في القبر نادت الأنصار من خلف الجدار : يا علي نذكرك اللّه وحقّنا اليوم من رسول اللّه أن يذهب ، أدخل منا رجلا يكون لنا به حظّ من مواراة رسول اللّه . فقال ( عليه السّلام ) ليدخل أوس بن خولي ، وكان بدريا فاضلا من بني عوف .

ونزل عليّ ( عليه السّلام ) إلى القبر فكشف عن وجه رسول اللّه ووضع خدّه على التراب ، ثم أهال عليه التراب .

ولم يحضر دفن النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) والصلاة عليه أحد من الصحابة الذين ذهبوا إلى السقيفة .

فسلام عليك يا رسول اللّه يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا .

 

[1] السيرة النبوية : 2 / 954 ، الطبقات الكبرى : 2 / 215 .

[2] صحيح البخاري كتاب العلم باب كتابة العلم وكتاب الجهاد باب جوائز الوفد .

[3] الطبقات الكبرى : 2 / 244 ، كنز العمال : 3 / 138 .

[4] صحيح البخاري كتاب العلم : 1 / 22 و 2 / 14 ، الملل والنحل : 1 / 22 ، الطبقات الكبرى : 2 / 244 .

[5] بحار الأنوار : 22 / 469 .

[6] أعيان الشيعة : 1 / 294 . راجع صحيح البخاري : باب مرض النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) .

[7] الطبقات الكبرى : 2 / 247 ، الكامل في التأريخ : 2 / 219 .

[8] الطبقات الكبرى : 2 / 263 .

[9] نهج البلاغة : خطبة 197 .

[10] الكامل في التأريخ : 2 / 323 ، الطبقات الكبرى : 2 / 266 ، السيرة النبوية لزيني دحلان : 2 / 306 .

[11] الطبقات الكبرى : 2 / القسم الثاني : 53 - 56 .

[12] السيرة النبوية لابن كثير : 4 / 518 .

[13] الارشاد : 1 / 187 وأعيان الشيعة : 1 / 295 .

[14] الطبقات الكبرى : 2 / 291 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.