أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
3198
التاريخ: 7-2-2019
2907
التاريخ: 7-2-2019
2085
التاريخ: 5-11-2015
3182
|
قضى (صلّى الله عليه وآله) ويد أمير المؤمنين اليمنى تحت حنكه ، ففاضت نفسه (صلى الله عليه واله )فيها، فرفعها إلى وجهه فمسحه بها، ثمّ وجّهه وغمّضه ومدّ عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره .
فسئلت فاطمة (عليها السلام ): ما الذي أسر إليك رسول اللهّ (صلّى الله عليه وآله) فسرى عنك ؟ قالت : «أخبرني أنّي أوّل أهل بيته لحوقاً به ، وأنّه لن تطول المدّة بي بعده حتّى أدركه ، فسرى ذلك عنّي ».
وروي عن اُمّ سلمة قالت : وضعت يدي على صدر رسول اللهّ (صلّى الله عليه وآله) يوم مات ، فمرّ بي جُمع آكل وأتوضّأ ما يذهب ريح المسك عن يدي.
وروى ثابت ، عن أنس قال : قالت فاطمة (عليها السلام )- لمّا ثقل النبي (صلّى الله عليه وآله) وجعل يتغشّاه الكرب: «يا أبتاه إلى جبرئيل ننعاه ، يا أبتاه مِن ربه ما أدناه ، يا أبتاه جنان الفردوس مأواه ، يا أبتاه أجاب رباً دعاه».
قال الباقر (عليه السلام ): «لمّا حضر رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) الوفاة نزل جبرئيل (عليه السلام )فقال : يا رسول الله أتريد الرجوع إلى الدنيا وقد بلغت ؟ قال : لا، ثم قال له : يا رسول الله تريد الرجوع إلى الدنيا ؟ قال :لا ، الرفيق الأعلى».
وقال الصادق (عليه السلام ): «قال جبرئيل (عليه السلام ): يا محمد هذا آخر نزولي إلى الدنيا، إنّما كنت أنت حاجتي منها .
قال : وصاحت فاطمة (عليها السلام )وصاح المسلمون وصاروا يضعون التراب على رؤوسهم.
ومات (صلوات الله عليه وآله) لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من هجرته.
وروي أيضاً لاثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الأول يوم الاثنين .
ولمّا أراد عليّ (عليه السلام )غسله استدعى الفضل بن عبّاس ، فأمره أن يناوله الماء، بعد أن عصب عينيه ، فشقّ قميصه من قبل جيبه حتّى بلغ به إلى سرّته ، وتولّى غسله وتحنيطه وتكفينه والفضل يناوله الماء، فلمّا فرغ من غسله وتجهيزه تقدّم فصلّى عليه .
قال أبان : وحدّثني أبو مريم ، عن أبي جعفر (عليه السلام )قال : قال الناس : كيف الصلاة عليه ؟ فقال عليّ (صلوات الله وسلامه عليه) : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إمامنا حيّاً وميّتاً، فدخل عليه عشرة عشرة فصلّوا عليه يوم الاثنين وليلة الثلاثاء، حتّى الصباح ويوم الثلاثاء، حتّى صلّى عليه صغيرهم وكبيرهم ، وذكرهم وانثاهم ، وضواحي المدينة ، بغير إمام . وخاض المسلمون في موضع دفنه ، فقال عليّ (عليه السلام ): إنّ الله سبحانه لم يقبض نبيّاً في مكان إلاّ وارتضاه لرمسه فيه ، وإنّي دافنه في حجرته التي قبض فيها فرضي المسلمون بذلك . فلمّا صلّى المسلمون عليه أنفذ العبّاس رجلاً إلى أبي عبيدة بن الجرّاح ، وكان يحفر لأهل مكّة ويصرح ، وأنفذ إلى زيد بن سهل أبي طلحة ، وكان يحفر لأهل المدينة ويلحد ، فاستدعاهما وقال : اللهم خر لنبيّك ، فوجد أبو طلحة فقيل له : اُحفر لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فحفر له لحداً .
ودخل أمير المؤمنين علي صلوات الله وسلامه عليه والعباس والفضل واُسامة بن زيد ليتولّوا دفن رسول الله (صلى الله عليه واله)، فنادت الأنصار من وراء البيت :يا عليّ إنّا نذكرك الله وحقّنا اليوم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يذهب ، أدخِل منّا رجلاً يكون لنا به حظّ من مواراة رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقال : «ليدخل أوس بن خولي » رجل من بني عوف بن الخزرج وكان بدريّاً، فدخل البيت وقال له عليّ (صلوات الله وسلامه عليه) : «انزل القبر» فنزل ، ووضع عليّ (عليه السلام )رسول الله على يديه ثمّ دلاه في حفرته ثمّ قال له : « اخرج » فخرج ونزل عليّ (عليه السلام )فكشف عن وجهه ووضع خدَّه على الأرض موجّهاً إلى القبلة على يمينه ، ثمّ وضع عليه اللبن وهال عليه التراب .
وانتهزت الجماعة الفرصة لاشتغال بني هاشم برسول الله (صلى الله عليه واله)وجلوس عليّ صلوات الله وسلامه عليه للمصيبة فسارعوا إلى تقرير ولاية الأمر، وتِّفق لأبي بكر ما اتّفق لاختلاف الأنصار فيما بينهم ، وكراهة القوم تأخير الأمر إلى أن يفرغ بنو هاشم من مصاب رسول الله (صلى الله عليه واله)فيستقرّ الأمر مقرّه ، فبايعوا أبا بكر لحضوره .
وروي : أنّ أبا سفيان جاء إلى باب رسول الله فقال :
بني هاشم لايطمع الناس فيكم * ولا سيّما تيم بن مرّة أو عديّ
فما الأمر إلاّ فيكم وإليكم * وليس لها إلاّ أبو حسن عليّ
أبا حسن فأشدد بها كفّ حازم * فإنّك بالأمر الذي يرتجى ملي
ثمّ نادى بأعلى صوته : يا بني هاشم ، يا بني عبد مناف ، أرضيتم أنيلي عليكم أبو فصيل الرذل بن الرذل ؟ أما والله لئن شئتم لأملأنّها عليهم خيلاً ورجلاً، فناداه أمير المؤمنين (عليه السلام ): «ارجع يا أبا سفيان ، فوالله ما تريد الله بما تقول ، وما زلت تكيد الإسلام وأهله ، ونحن مشاغيل برسول اللهّ (صلى الله عليه واله)، وعلى كلّ امرئ ما اكتسب وهو وليّ ما احتقب ».
قال : وبعثوا إلى عكرمة بن أبي جهل وعمومته الحارث بن هشام وغيرهم فأحضروهم ، وعقدوا لهم الرايات على نواحي اليمن والشام ، ووجّهوهم من ليلهم ، وبعثوا إلى أبي سفيان فارضوه بتولية يزيد بن أبي سفيان .
قال : ولمّا بايع الناس أبا بكر قيل له : لو حبست جيش اُسامة واستعنت بهم على من يأتيك من العرب ؟ وكان في الجيش عامّة المهاجرين ، فقال اُسامة لأبي بكر: ما تقول في نفسك أنت ؟ قال : قد ترى ما صنع الناس ، فأنا اُحبّ أن تأذن لي ولعمر، قال : فقَد أذنت لكما .
قال : وخرج اُسامة بذلك الجيش ، حتى إذا انتهى إلى الشام عزله واستعمل مكانه يزيد بن أبي سفيان ، فما كان بين خروج أسامة ورجوعه إلى المدينة إلاّ نحو من أربعين يوماً، فلمّا قدم المدينة قام على باب المسجد ثمّ صاح : يا معشر المسلمين ، عجباً لرجل استعملني عليه رسول الله (صلى الله عليه واله)فتأمّر عليّ وعزلني !.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|