المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05



الدور السياسي لأمام الرضا  
  
3537   04:39 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص455-462.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

أنفذ المأمون الى جماعة من آل ابي طالب فحملهم اليه من المدينة وفيهم الرضا على بن موسى (عليهما السلام)  فأخذ بهم على طريق البصرة حتى جاءهم وكان المتولي لا شخاصهم المعروف بالجلودي فقدم بهم على المأمون فأنزلهم دارا وأنزل الرضا على بن موسى (عليهما السلام) دارا واكرمه و عظم أمره ثم أنفذ اليه: انى أريد ان أخلع نفسى من الخلافة وأقلدك اياها فما رأيك؟ فانكر الرضا (عليه السلام) هذا الامر وقال له: اعيذك بالله يا أميرالمؤمنين من هذا الكلام وان يسمع به أحد فرد عليه الرسالة: فاذا أبيت ما عرضت عليك فلابد من ولاية العهد من بعدى فأبى عليه الرضا إباء ا شديدا فاستدعاه اليه وخلابه ومعه الفضل بن سهل ذو الرياستين ليس في المجلس غيرهم وقال له: انى قد رأيت ان اقلدك امر المسلمين وافسخ ما فى رقبتي وأضعه في رقبتك فقال له الرضا (عليه السلام) : الله الله يا أميرالمؤمنين انه لا طاقة لى بذلك ولا قوة لى عليه قال له: فاني موليك العهد من بعدى؟ فقال له: اعفنى من ذلك يا أميرالمؤمنين فقال له المأمون كلاما فيه كالتهدد له على الامتناع عليه وقال في كلامه: ان عمربن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك أميرالمؤمنين على بن ابي طالب (عليه السلام) وشرط فيمن خالف منهم ان يضرب عنقه ولابد من قبولك ما أريده منك فإنني لا أجد محيصا عنه فقال له الرضا عليه السلام: فأنى اجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على اننى لاآمر ولاأنهى ولا أفتي ولا أقضى ولا اولى ولا أعزل ولا أغير شيئا مما هو قائم؟ فأجابه المأمون إلى ذلك كله  .

اخبرنى الشريف ابومحمد الحسن بن محمد قال: حدثنا جدى قال: حدثنى موسى بن سلمة قال: كنت بخراسان مع محمد بن جعفر فسمعت ان ذو الرياستين خرج ذات يوم وهو يقول: واعجباه وقد رأيت عجبا ! سلوني مارأيت؟ فقالوا: وما رأيت أصلحك الله؟ قال: رأيت المأمون أميرالمؤمنين يقول لعلى بن موسى: قد رأيت ان أقلدك أمور المسلمين وأفسخ ما في رقبتي وأجعله في رقبتك؟ ورأيت على بن موسى يقول: يا أميرالمؤمنين لا طاقة لى بذلك ولاقوه فما رأيت خلافة قط كانت أضيع منها ان اميرالمؤمنين يتفصى منها ويعرضها على على بن موسى وعلى بن موسى يرفضها ويأباها؟ ؛ وذكر جماعة من اصحاب الاخبار ورواة السير من أيام الخلفاء ان المأمون لما أراد العقد للرضا على بن موسى (عليهما السلام) وحدث نفسه بذلك احضر الفضل بن سهل فأعلمه بما عزم عليه من ذلك وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل على ذلك ففعل واجتمعا بحضرته فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في اخراج الامر من أهله عليه فقال له المأمون: انى عاهدت الله على اننى ان ظفرت بالمخلوع اخرجت الخلافة إلى أفضل آل ابي طالب وما أعلم أحدا افضل من هذا الرجل على وجه الارض فلما رأى الحسن والفضل عزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته فيه فأرسلهما إلى الرضا (عليه السلام) فعرضا ذلك عليه فامتنع منه فلم يزالا به حتى أجاب ورجعا إلى المأمون فعرفاه اجابته فسر بذلك وجلس للخاصة في يوم خميس وخرج الفضل بن سهل فأعلم برأي المأمون في على بن موسى (عليه السلام)  وانه قد ولاه عهده وسماه الرضا وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في الخميس الآخر على ان ياخذوا رزق سنة فلما كان ذلك اليوم ركب الناس على طبقاتهم من القواد والحجاب والقضاة وغيرهم في الخضرة وجلس المأمون ووضع للرضا (عليه السلام) وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسه وفرشه واجلس الرضا (عليه السلام) عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف ثم امر ابنه العباس بن المأمون ان يبايع له اول الناس فرفع الرضا (عليه السلام) يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة؟ فقال الرضا (عليه السلام) : ان رسول الله (صلى الله عليه واله) هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق أيديهم ووضعت البدر وقامت الخطباء والشعراء فجعلوا يذكرون فضل الرضا (عليه السلام) وما كان من المأمون في أمره ثم دعى ابوعباد بالعباس بن المأمون فوثب فدنى من أبيه فقبل يده وأمره بالجلوس ثم نودى محمد بن جعفر بن محمد وقال له الفضل بن سهل: قم فقام فمشى حتى قرب من المأمون فوقف ولم يقبل يده فقيل له: امض فخذ جائزتك وناداه المأمون: ارجع يا ابا جعفر إلى مجلسك فرجع ثم جعل ابوعباد يدعو بعلوى وعباسى فيقبضان جوائزهما حتى نفدت الاموال.ثم قال المأمون للرضا عليه السلام: اخطب الناس وتكلم فيهم فحمدالله واثنى عليه وقال: ان لنا عليكم حقا برسول الله ولكم علينا حقابه فاذا أنتم أدبتم الينا ذلك وجب علينا الحق لكم ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس وأمر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها اسم الرضا (عليه السلام) وزوج اسحق بن موسى بن جعفر بنت عمه اسحق بن جعفر بن محمد وأمره فحج بالناس وخطب للرضا (عليه السلام) في كل بلد بولاية العهد .

وروى احمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنى يحيى بن الحسن العلوى قال: حدثنى من سمع عبدالحميد بن سعيد يخطب في تلك السنة على منبر رسول الله (صلى الله عليه واله) بالمدينة فقال في الدعاء له: ولى عهد المسلمين على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على (عليهم السلام) .

ستة آبائهم ما هم * افضل من يشرب صوب الغمام

وذكر المدائنى عن رجاله قال لما جلس الرضا على بن موسى (عليهما السلام) في الخلع بولاية العهد قام بين يديه الخطباء والشعراء وخفقت الالوية على رأسه فذكر عن بعض من حضر ممن كان يختص بالرضا (عليه السلام) انه قال: كنت بين يديه في ذلك اليوم فنظر إلى وانا مستبشر بما جرى فأومأ إلى ان ادن فدنوت منه فقال لى من حيث لا يسمعه غيرى: لا تشغل قلبك بهذا الامر ولا تستبشر له فانه شى لا يتم .

وكان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن على الخزاعى (رحمه الله) فلما دخل عليه قال: انى قد قلت قصيدة وجعلت على نفسى ان لا أنشدها أحدا قبلك فأمره بالجلوس حتى خف مجلسه ثم قال له: هاتها قال: فانشده قصيدته التى اولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحى مقفر العرصات

حتى اتى على آخرها فلما فرغ من انشادها قام الرضا (عليه السلام) فدخل إلى حجرته وبعث اليه خادما بخرقة خز فيها ستمائة دينار وقال لخادمه: قل له: استعن بهذه على سفرك واعذرنا فقال له دعبل: لا والله ما هذا أردت ولاله خرجت ولكن قل له: البسني ثوبا من أثوابك وردها عليه فردها الرضا (عليه السلام) عليه وقال له: خذها وبعث اليه بجبة من ثيابه فخرج دعبل حتى ورد قم فلما رأوا الجبة معه اعطوه بها ألف دينار فأبى عليهم وقال: لا والله ولا خرقة منها بألف دينار ثم خرج من قم فاتبعوه وقطعوا عليه الطريق واخذوا الجبة فرجع إلى قم وكلمهم فيها فقالوا: ليس اليها سبيل ولكن ان شئت فهذه ألف دينار قال لهم: وخرقة منها فأعطوه الف دينار وخرقة من الجبة.

وروى على بن ابراهيم عن ياسر الخادم والريان بن الصلت جميعا قالا: لما حضر العيد وكان قد عقد للرضا (عليه السلام) الامر بولاية العهد بعث المأمون اليه في الركوب إلى العيد والصلاة بالناس و الخطبة لهم فبعث اليه الرضا (عليه السلام) : قد علمت ماكان بينى وبينك من الشروط في دخول الامر فاعفنى من الصلوة بالناس فقال له المأمون: انما أريد بذلك أن تطمئن قلوب الناس ويعرفوا فضلك ولم تزل الرسل يتردد بينهما في ذلك فلما ألح عليه المأمون أرسل اليه ان أعفيتنى فهو أحب إلى وان لم تعفنى خرجت كماخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) وأمير المؤمنين على بن ابي طالب (عليه السلام) فقال له المأمون: اخرج كيف شئت وامر القواد والحجاب والناس ان يبكروا الى باب الرضا عليه السلام قال: فقعد الناس لأبى الحسن (عليه السلام) في الطرقات والسطوح واجتمع النساء و الصبيان ينتظرون خروجه وصار جميع القواد والجند إلى بابه فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس فاغتسل أبوالحسن (عليه السلام) ولبس ثيابه وتعمم بعمامة بيضاء من قطن ألقى طرفا منها على صدره وطرفا بين كتفه ومس شيئا من الطيب وأخذ بيده عكازة وقال لمواليه: افعلوا مثل ما فعلت فخرجوا بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمره فمشى قيلا ورفع رأسه إلى السماء وكبر وكبر مواليه معه ثم مشى حتى وقف على الباب فلما رآه القواد والجند على تلك الصورة سقطوا كلهم عن الدواب إلى الارض وكان احسنهم حالا من كان معه سكين قطع بها شرابة جاجيلته ونزعها وتحفى وكبر الرضا (عليه السلام) على الباب وكبر الناس معه فخيل الينا ان السماء والحيطان تجاوبه وتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج لما رأوا أبا الحسن (عليه السلام) وسمعوا تكبيره وبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذو الرياستين: يا أمير المؤمنين ان بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل افتتن به الناس وخفنا كلنا على دمائنا فانفذ اليه ان يرجع فبعث اليه المأمون: قد كلفناك شططا وأتعبناك ولسنا نحب أن تلحقك مشقة فارجع وليصل بالناس من كان يصلى بهم على رسمه فدعى ابوالحسن (عليه السلام) بخفه فلبسه وركب ورجع واختلف امر الناس في ذلك اليوم ولم ينتظم في صلاتهم .

اخبرنى ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن على بن ابراهيم عن ياسر قال لما عزم المأمون على الخروج من خراسان إلى بغداد خرج معه الفضل بن سهل ذو الرياستين وخرجنا مع أبى الحسن الرضا عليه السلام فورد على الفضل بن سهل كتاب من أخيه الحسن بن سهل ونحن في بعض المنازل: انى نظرت في تحويل السنة فوجدت فيه انك تذوق في شهر كذاو كذا يوم الاربعاء حر الحديد و حر النار وأرى ان تدخل أنت وأمير المؤمنين والرضا الحمام في هذا اليوم وتحتجم فيه وتصب على بدنك الدم ليزول عنك نحسه فكتب ذو الرياستين إلى المأمون بذلك فسئله أن يسئل أبا الحسن (عليه السلام) ذلك فكتب المأمون إلى ابى الحسن (عليه السلام) يسئله فيه فأجابه ابوالحسن (عليه السلام) لست بداخل الحمام غدا فأعاد عليه الرقعة مرتين فكتب اليه ابوالحسن (عليه السلام) لست بداخل الحمام غدا فانى رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) في هذه الليلة فقال لى: ياعلى لا تدخل الحمام غدا فلا أرى لك ياامير المؤمنين ولا للفضل ان تدخلا الحمام غدا فكتب اليه المأمون: صدقت يا أبا الحسن وصدق رسول الله (صلى الله عليه واله) لست بداخل الحمام غدا والفضل أعلم .

قال فقال ياسر: فلما أمسينا وغابت الشمس قال لنا الرضا (عليه السلام) : قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة فلم نزل نقول ذلك فلما صلى الرضا (عليه السلام) الصبح قال لى: اصعد السطح فاستمع هل تجد شيئا؟ فلما صعدت سمعت الصيحة وكثرت وزادت فلم نشعر بشيء فاذا نحن و المأمون قد دخل من الباب الذى كان من داره إلى دار ابى الحسن (عليه السلام) وهو يقول: ياسيدى يا أبا الحسن آجرك الله في الفضل فانه دخل الحمام ودخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه وأخذ ممن دخل عليه ثلاثة نفر احدهم ابن خالة الفضل ابن ذي القلمين قال: واجتمع الجند والقواد ومن كان من رجال الفضل على باب المأمون فقالوا هو اغتاله وشنعوا عليه وطلبوا بدمه وجاؤا بالنيران ليحرقوا الباب فقال المأمون لأبى الحسن عليه السلام: يا سيدى ترى أن تخرج اليهم وترفق حتى يتفرقوا قال: نعم وركب أبوالحسن (عليه السلام) وقال لى: يا ياسر اركب فركبت فلما خرجنا من باب الدار نظر إلى الناس وقد ازدحموا عليه فقال لهم بيده تفرقوا قال ياسر: فاقبل الناس والله يقع بعضهم على بعض وما أشار إلى احد الا ركض ومضى لوجهه.

اخبرنى ابوالقاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن معلى بن محمد عن مسافر قال: لما أراد هارون بن المسيب أن يواقع محمد بن جعفر قال لى أبوالحسن الرضا (عليه السلام) : اذهب اليه وقل له: لا تخرج غدا فانك ان خرجت غدا هزمت وقتل أصحابك فان قال لك: من أين علمت هذا فقل: رأيت في النوم قال: فأتيته فقلت له: لاتخرج غدا فانك ان خرجت غدا هزمت وقتل أصحابك؟ فقال لى: من أين علمت هذا؟ قلت: رأيت في النوم فقال: نام العبد ولم يغسل إسته ! ثم خرج فانهزم وقتل اصحابه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.