أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-3-2022
2210
التاريخ: 28-7-2020
1757
التاريخ: 29-3-2021
2168
التاريخ: 20-1-2021
1690
|
يستمد المؤمن العون من الله تعالى على تجاوز العقبات في طريقه لعلمه بأنه بعين الله تعالى لن ينساه ، ولن يقليه ، وانه معه اين ما حل واين ما ارتحل ... إن الشعور بالمعية الإلهية يمنح الإنسان قوة جبارة تتناسب تناسبا طردياً مع درجة إيمانه ففي الساعات الحرجة والظروف الصعبة نجد الحبيب المصطفى (صلى الله عليه واله) ، حيث رأى الحزن والاضطراب بادياً على صاحبه، وهما في الغار، وكل العالم يطارده ليستأصل شوكة الإسلام، يقول له : {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا } [التوبة: 40].
علام الحزن والاضطراب إذا كان يد الله هي التي تسددك، وتعينك وتوجهك وتكفيك كيد الاعداء؟!
وتأكيداً لهذه الحقيقة جاءت آيات الاستقامة صريحة تبشر المؤمنين بالأمداد الغيبي لهم معنوياً مادياً متجسداً بإنزال الملائكة لنصرتهم في جهادهم ضد العدو الكافر، يقول تعالى في وصف هذه الحقيقة :
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [الأنفال: 9، 10].
{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } [الأنفال: 12].
{إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران: 124، 125].
إن هذا الاحساس بالأمداد الغيبي يجعل المؤمن قوياً مستقيماً لا يطلب العون من غير بارئه وهذا هو السلاح الجبار الذي تسلح به رسل الله على طول خط الرسالة، فقد كانوا يستمدون النصر والعون من هذا الإيمان، واليقين بالإمداد الغيبي، وخير مثال على ذلك ابراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) حين يلقى في النار لم يطلب العون حتى من جبريل (عليه السلام) حين عرضه عليه كما في بعض الروايات، ولم يغير هذا الموقف في شعوره وإحساسه بنصر الله، وثقته الكاملة به، ولم يجره إلى الخوف، او التراجع قيد انمله.
قال ابو عبدالله (عليه السلام) : (لما اجلس ابراهيم في المنجنيق وارادوا ان يرموه به في النار اتاه جبرئيل فقال : السلام عليك يا ابراهيم ورحمة الله وبركاته ألك حاجة؟
فقال : أما إليك فلا.
فلما طرحوه دعا الله فقال : يا الله ، يا واحد ، يا احد ، يا صمد ، يا من لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً احد، فحسرت النار عنه وانه لمحتبي، ومعه جبرئيل وهما يتحدثان في روضة خضراء)(1)
وهذا كليم الله موسى (عليه السلام) حين قال له اصحابه : {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } [الشعراء: 61].
يعني من جيش فرعون المطارد لهم وهم هاربون من بطشه وظلمه حيث البحر امامهم، والعدو خلفهم أجاب {قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } [الشعراء: 62].
وهكذا رأينا خاتم الرسل (صلى الله عليه واله) في ساعة العسر والشدة حين اقبلت زحوف قريش، وأمامها عدد قليل من المؤمنين، وعدد ضعيفة، يقول ابن مسعود : (ما سمعت مناشداً ينشد اشد من مناشدة محمد (صلى الله عليه واله) يوم بدر، جعل يقول: (اللهم إني انشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد) (2).
تلك هي المواجهة الحقيقية، بقوة الله لا بقوته، حيث تكالبت قوى الكفر والشر والنفاق، واجمعت على إطفاء شعلة التوحيد، واقبلت من كل مكان صوب المدينة المنورة.
وهكذا لا زال هاتفاً متضرعاً بخشوع تتهاوى له الجبال الرواسي، وترتعد منه السماء حتى يسقط رداؤه يستمطر النصر، ويستمد العون من الله تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحدث المجلسي، بحار الانوار:12/24 .
(2) ابن كثير، السيرة النبوية : 2/419.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|