أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-07
1058
التاريخ: 9-10-2014
2398
التاريخ: 2023-07-02
2507
التاريخ: 2023-02-20
1551
|
كان ابيقور من فلاسفة اليونان المعاصرين لتلامذة أرسطو ، وله مذهب انفرد به عمن عاصره وتقدم عليه ، ويتلخص بأن اللذة هي الخير الأسمى ، والألم هو الشر الأقصى ، وان الفضيلة تستمد قيمتها من اللذات المعنوية كالصداقة وحياة الهدوء والراحة ، ومن اللذات الحسية كالطعام والشراب . . وفي ضوء هذه الفلسفة قال : على الإنسان أن لا يندفع وراء أهوائه ورغباته من أجل لذة قصيرة الأمد يعقبها ألم طويل الأمد . . وبكلمة ان الخير كل الخير عند ابيقور يقوم في اللذة الدنيوية - هو لا يؤمن بالبعث - سواء أتمثلت اللذة في المعدة ، أو في غيرها ، وإذا اقترنت اللذة بالألم فالعبرة بالأكثر ، فما كان أكثر لذة فهو خير ، وما كان أكثر ألما فهو شر .
وهناك فلسفة قديمة تتفق مع ابيقور في ان كل الخير في اللذة الدنيوية ، ولكنها تختلف معه في التحديد ، فهو يقول : ان الخير في اللذة المعنوية والحسية معا ، وهي تقول : ان الخير في لذة المعدة ، وما إليها من المظاهر الحسية . . ومن أهل هذه الفلسفة فرعون ومشركو قريش . . فقد أنكر فرعون نبوة موسى ( عليه السلام ) ، وبرر إنكاره بقوله : { أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ ولا يَكادُ يُبِينُ فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ } - 53 الزخرف . وقال أيضا : أنا ربكم الأعلى . .
ولما ذا ؟ فأجاب : { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وهذِهِ الأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ } ؟
وأنكرت قريش نبوة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، واحتجت بقولها : { لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ } - 12 هود . وكما قال فرعون : أليس لي ملك مصر ؟ وقالت قريش :
نحن أكثر مالا ، وأعز نفرا . . ولا تختص فلسفة المعدة هذه بفرعون ومشركي قريش ، ولا بالمترفين وأهل الثراء فكل من احترم شخصا وقدره لماله فهو من الذين آمنوا بفلسفة المعدة وحشوها ، ودانوا بأن الخير كل الخير فيها وفي امتلائها .
ولقد قرأت فيما قرأت كلمة لعميل مأجور قال فيها : ان الذين يلومون الولايات المتحدة على قواعدها الحربية ، وعلى ضربها قوى التحرر في كل مكان ، وعلى سلبها مقدرات الشعوب المستضعفة ، ان هؤلاء اللائمين ينسون أو يتناسون ان الولايات المتحدة أقوى علما ، وأكثر مالا من كل الشعوب ، ومن كان الأعلى علما ومالا يجب ان يطغى ويستبد . . وكنت أحسب ان فلسفة المعدة قد ولت مع عصر الظلمات حتى قرأت كلمة هذا الدخيل فأدركت ان لهذه الفلسفة جذورا عميقة في نفوس الأدعياء والعملاء .
{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} [مريم: 74] . تقدم نظيره في الآية 6 من سورة الانعام ج 3 ص 162 { قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وأَضْعَفُ جُنْداً } . أمر اللَّه نبيه الكريم ان يقول للذين يرون الخير في حشو المعدة : ان هذا الذي تفتخرون به من السعة في العيش هو ابتلاء يمتحن اللَّه به عباده ، ويمهلهم أمدا غير قصير ، فان شكروا أنعم اللَّه عليهم بالثواب وحسن المآب ، وان ازدادوا كفرا وطغيانا سلط عليهم من يسومهم سوء العذاب في الحياة الدنيا ، أو يعذبهم اللَّه العذاب الأكبر في اليوم الآخر . . وعندها يعلمون أي الفريقين أسوأ حالا : المؤمنين الفقراء ، أو الكافرين الأغنياء ؟ ولو ان إنسانا ملك كل ما طلعت عليه الشمس لم يكن هذا الملك شيئا مذكورا بالقياس إلى أدنى عذاب من حريق جهنم . . قال علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ما خير بخير بعده النار ، وما شر بشر بعده الجنة ، وكل نعيم دون الجنة محقور ، وكل بلاء دون النار عافية » .
{ ويَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً } . وذلك بأن يعرفهم بحقيقة أنفسهم ، وبمواقع الخطأ والصواب . . وهذه هي الهداية والنعمة الكبرى { والْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وخَيْرٌ مَرَدًّا } . والمرد هو المرجع والعاقبة ، والباقيات الصالحات العلم والعمل النافع ، وهما خير من المال والجاه لأنهما دائما باقيان لا ينقطع نفعهما وثوابهما ، أما الجاه والمال فإلى هلاك وزوال .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|