المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



السن الذي نفوض فيه امر الطفل للآخرين  
  
2294   01:04 مساءاً   التاريخ: 2-9-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص287
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن على الام وفي جميع ظروف العمل رعاية طفلها بنفسها، فالطفل يتعرض الى صدمات اقل عندما يكون الى جوار امه قياساً بالآخرين. وإذا كانت الضرورة تقتضي ان يعيش خارج محيط الاسرة، فالمصلحة تقتضي ان يُفوض امره الى اسرة اخرى وليس الى دور الايتام؛ لأن الاسرة توفر ضمانات اكبر لسلامته جسمياً وروحياً.

وعلى رغم جميع الظروف والقضايا المذكورة، فإذا كان من المقرر تفويض امر الطفل الى اسرة أخرى فمن الضروري الإسراع والمبادرة الى هذا العمل، ومن الافضل ان يفوض أمر الطفل الى الآخرين منذ سن الرضاعة وحتى الاشهر والايام الاولى لمولده، لأنه كلما كان سن الطفل اكبر كان تعلقه بأمه اكثر، ويترتب على فصله عن امه اعراض اكبر، فالطفل يأنس تدريجياً بأمه عندما يبلغ الشهر الرابع من عمره تقريباً، ويبدأ بمعرفة امه في الشهر السادس، وتبلغ هذه المعرفة ذروتها في عمر السنة الاولى، وتصبح عملية فصله عن امه قضية غير قابلة للتحمل في الثانية من عمره، ونجد في بعض الاحيان ان الطفل الذي يفصل عن امه في عمر السنتين يستيقظ من نومه ليلاً ويبحث عن امه ويبكي من اجلها.

وتستمر هذه الحالة عند الطفل حتى السادسة والسابعة من عمره، وبعد هذا العمر يمر الطفل من الناحية الفكرية بحالة تمكنه من تحمل الفراق والانفصال الى حد ما؛ وايضاً يستطيع ان يتفهم لماذا ينبغي ان ينفصل عن والدته. طبعاً هذا لا يعني ان تحمل ذلك من قبل الطفل امر سهل، فقد يكون هذا الامر في بعض الاحيان مقروناً بصعوبات لا يمكن تحملها.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.