أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2020
2359
التاريخ: 7-5-2020
1727
التاريخ: 6-1-2021
2219
التاريخ: 21-3-2021
2775
|
في تفسير العياشي بإسناد ، عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى : {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ } [النساء : 148] ، قال " من أضاف قوما فأساء ضيافتهم ، فهو ممن ظلم ، فلا جناح عليهم فيما قالوا فيه" .
اقول : قريب منه ما في الدر المنثور ، ومعنى الرواية أنه لا يجوز التعدي عن ما لاقاه الضعيف من سوء الضيافة ، نفاية ما يجوز له أن يقول مثلا : " ( لم يحسن ضيافتي ، أو أساء في ضيافته ) ، فإن ذلك نوع من الظلم الخلقي ، ومن المعلوم أن للظلم أنواعاً ، ولكن نوع مراتب ، وفي كل مرتبة درجات ، والرواية من باب ذكر أحد المصاديق كما هو واضح منها.
وفي تفسير العياشي عن ابي الجارود عن الصادق (عليه السلام) : {الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ} [النساء: 148] قال : أن يذكر الرجل بما فيه ".
أقول : لا بد وأن يقيد بما لم يكن من المستثنيات.
وفي تفسير علي بن إبراهيم في قوله تعالى : {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ } [النساء : 148]
قال : " لا يحب الله أن يجهر الرجل بالظلم والسوء ولا يظلم ، إلا من ظلم ، فقد أطلق له أن يعارضه الظلم " .
أقول : المراد من ذيل الرواية بما لا يوجب التعدي عليه أو ينافي الشرع ، وإلا فلا يجوز كما تقدم ، وفي بعض الروايات : " إن الله تعالى جعل لكن شيء حدا ، وجعل على من تعدى الحد حدا ".
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ } [النساء : 148]إن جاءك رجل وقال فيك ما ليس فيك من الخير والثناء والعمل الصالح ، فلا تقبله منه فكذبه فقد ظلمك ".
أقول : إما عدم القبول لعدم الحقيقة ونفي الواقع ، وإما تكذيبه لإرشاده إلى الواقع، والمراد من قوله (عليه السلام) : " فقد ظلمك " ؛ لأنه قال فيك ما ليس فيك ، فإنه يوجب حب الثناء والمحمدة ، ويعتبر ذلك عند علماء الأخلاق أم الفساد وأصل المهلكات ؛ لما يستلزم الغرور وصرف النفس عن نيل الكمال والبعد عن الحقائق والوقوع في المساوئ والضلال ، وذلك ظلم كبير.
وفي المجمع : قال في الآية المباركة : " لا يحب الله الشتم في الانتصار ، إلا من ظلم ، فلا بأس له أن ينتصر ممن ظلم بما يجوز الانتصار في الدين ".
أقول : الروايات الدالة على أن الله تبارك وتعالى يبغض القول السيء أو الشتم كثيرة جدا ، إلا من ظلم بما يجوز في الدين ، فلو حمل التعدي أو مما لا يجوز في الدين ، فلم يرخصه الشارع.
وفي الدر المنثور : " إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : من دعا على من ظلمه فقد انتصر .
أقول : ورد في الروايات المستفيضة أن دعاء المظلوم لا يرد ، وأنها تخرق الحجب السبع.
وقد أخذ المظلوم حقه مما يهبه سبحانه وتعالى له ؛ ولذا انتصر.
وفي بعض التواريخ يحكى عن ابن السكيت (رضوان الله تعالى عليه) معلم أبناء المتوكل : جلس معه المتوكل يوماً فجاء المعتز والمؤيد ابنا المتوكل ، فقال له : أيهما أحب إليك ابناي ، أم الحسن والحسين (عليه السلام) ؟
فقال ابن السكيت : والله إن قنبر خادم علي (عليه السلام) خير منك ومن ابنيك ، فقال المتوكل العباسي : سلوا لسانه من قفاه ، ففعلوا فمات ، ومن العجب أنه أنشد قبل ذلك للمعتز والمؤيد.
يصاب الفتى من عثرة بلسانه
وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته في القول تذهب رأسه
وعثرته في الرجل تبرأ على مهل.
أقول : لعل ابن السكيت (رحمه الله) رأى تكليفه في إظهار الحقيقة والواقع ، وعلم أن المتوكل أراد قتله على أي حال استعمل التقية أو لم يستعملها ، وإلا كان له الفرار من البلاء بذريعة التقية أو بغيرها ولم يتجاهر بعقيدته أو بالواقع ؛ لقاعدة تقديم الأهم وهو حفظ النفس المؤمنة على غيره وهو المهم ، أو هيجه حبه لأهل البيت (عليه السلام) ، وكيف كان فرضوان الله تعالى عليه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|