أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2021
2390
التاريخ: 14-1-2021
1537
التاريخ: 10-3-2021
1972
التاريخ: 14-11-2016
2030
|
وفادة قريش إلى سيف بن ذي يزن [1] وفيهم أشرافهم
حدثنا أبو سعيد السكري قال حدثنا أبو بكر محمد بن المغيرة بن بسّام قال حدثنا علي بن زريق [2] قال حدثني عبد الله بن ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: غزا سيف بن ذي يزن النجاشي [3] أغار عليهم فقتل منهم مقتلة عظيمة، وسبى سبايا كثيرة، ورجع إلى بلاده فكانت العرب ترحل اليه/ من الآفاق يهنئونه والشعراء يمدحونه، فرحل إليه وفد قريش فيهم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس بن عبد مناف وعبد الله بن جدعان التيمي ورياح بن عبد الله [4] حتى وصلوا إلى بابه فاستأذنوا [5] لهم الإذن فأذن لهم، فدخلوا عليه وهو في قصر يقال له غمدان، وفيه يقول أمية بن أبي الصلت الثقفي: (البسيط)
اشرب [6] هنيئا عليك التاج مرتفعا [7] ... في رأس غمدان دار منك محلالا [8]
فدخل القوم عليه وهو مضمّخ بالعنبر [9] يلصف [10] وبيض [11] المسك من مفرقه [12] متّزر ببردة [13] مرتد بأخرى، بين يديه سيفه وعن يمينه وشماله الملوك والمقاول [14] فاستأذنه عبد المطلب ليتكلم فقال له الملك: إن كنت ممن يتكلم بين يدي الملوك فتكلم، فقال عبد المطلب: إن الله أحلّك أيها الملك محلا شامخا [15] باذخا وأنبتك منبتا طابت أرومته وعزت جرثومته وثبت [16] أصله وسمك فرعه في خير موطن وأكرم معدن، وأنت أبيت اللعن ناب [17] العرب الذي لا ينقدّ وربيعها وخصبها [18] الذي يحيا حياؤها [19] به وأنت رأس العرب وعمادها الذي عليه الاعتماد ومعقلها [20] الذي إليه يلجأ العباد، سلفك خير سلف وأنت لنا منه خير خلف، لن يخمد [21] ذكر من أنت/ سلفه ولن يهلك من أنت خلفه، نحن أيها الملك أهل حرم الله وسكان [22] بيته أشخصنا إليك منعك الذي اجتاحنا ودفعك الكرب الذي فدحنا [23] فنحن لا وفد التهنئة لا وفد المرزية [24] ، فقال [25] له الملك: من أنت أيها المتكلم؟ قال: أنا عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، قال له الملك: ابن أختنا [26] ، قال: نعم، أيها الملك، قال له الملك: أهلا وسهلا وناقة ورحلا [27] ومستناخا [28] سهلا وملكا ربحلا [29] ، يعطي عطاء جزلا، قد سمع الملك مقالتكم وقبل وسيلتكم وعرف مكانكم وقرابتكم، فأهل [30] الليل والنهار أنتم، لكم الكرامة ما أقمتم، والحباء [31] إذا ظعنتم، ثم انطلق [32] بالقوم إلى دار الضيافة قد يجري [33] عليهم ما يجري على مثلهم، فمكثوا شهرا لا يسأل عنهم حتى إذا كان بعد أرسل إلى عبد المطلب فجاءه حتى إذا دخل عليه أخلى [34] له مجلسه [35] وقربه إلى نفسه، وقال: أيها الشيخ! إني لمفوض إليك من [36] [سر-] [37] علمي ما لو غيرك يكون لم أبح [38] له به ولكني وجدتك معدنه [39] فليكن عندك مطويا [40] حتى يأذن الله فيه، فأني أجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون الذي اخترناه [41] لأنفسنا واحتجبناه دون غيرنا خبرا عظيما وخطرا جسيما فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة للناس كافة ولقومك/ عامة ولك خاصة، قال عبد المطلب: مثلك أيها الملك سر [42] وبر فما هو فداك جميع أهل الوبر زمرا بعد زمر [43] قال له الملك: إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة كانت له الإمامة إلى يوم القيامة، قال له عبد المطلب: أبيت اللعن! لقد أتيت بخبر [44] لم يأت به أحد قبلك، ولولا هيبة الملك وجلاله وإعظامه وإكرامه لسألت الملك من بشارته إياي ما أزداد به [45] سرورا [46] ، قال له الملك: هذا [47] حينه الذي يولد فيه أو قد ولد اسمه محمد أنجل العينين خدلج الساقين كأن وجهه فلقة قمر، يموت عنه أبوه وأمه ويكفله جده وعمه، قد ولدناه [48] مرارا والله باعثه جهارا وجاعل له منا [49] أنصارا يعز بهم أولياءه، ويذل بهم أعداءه، يفتح بهم [50] خزائن الأرض ويضرب [بهم-] [51] الناس عن عرض، ويكسر الأوثان ويزجر [52] الشيطان ويعبد الرحمن، يأمر بالمعروف ويفعله وينهى عن المنكر ويبطله، كلامه فصل وحكمه عدل، قال له عبد المطلب: عز [53] جدك وعلا كعبك [54] ودام ملكك وطال عمرك! فهل [55] الملك سارّي بأوضاح فقد أوضح بعض الإيضاح فقال [56] له الملك: ورب البيت ذي الحجب [57] والعلامات والنصب [58] إنك لجده غير الكذب، قال: فخر عبد المطلب/ بين يدي الملك ساجدا، قال له الملك: ارفع رأسك أيها الشيخ! فرفع رأسه فقال له الملك: شرح [59] صدرك وعلا [60] ذكرك [61] ! هل أحسست بشيء مما قلته لك؟ قال له عبد المطلب: كان لي ابن وكان عاشر عشرة أصغرهم سنا وكنت عليه رفيقا وبه معجبا وإني زوجته امرأة من كرائم [62] قومي [63] وهي آمنة بنت وهب الزهرية فجاءت بغلام مات عنه أبوه وأمه قد أتت عليه سنتان [64] وفيه ما وصفت من العلامات وكفلته أنا [65] وعمه، قال له الملك: الأمر على ما وصفت لك أيها الشيخ! احتفظ بابنك واحذر عليه اليهود، فأنهم أعدى [66] الناس له ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا، فاطو [67] ما ذكرت لك عن هؤلاء الرهط الذين معك من قومك لا يأخذهم النفاسة [68] أن تكون لك الرئاسة [69] ، فيبتغون لك الغوائل [70] وينصبون لك الحبائل [71] وهم فاعلون وأبناؤهم [72] ، وإن عزهم فيه لقاهر وهلكهم فيه لظاهر [73] ، ولولا أني أعلم أن الموت مجتاحي [74] قبل مبعثه لتحولت بخيلي ورجلي إلى يثرب حتى أتخذها دارا [75] ، فاني [76] أجد في الكتاب الناطق والعلم السابق أن بيثرب استحكام أمره وإعلان ذكره وأهل نصره وموضع قبره، وأجدني قد دخلت له في قلبي محبة ومقه [77] ولولا [78] أني أقيه [79] الآفات وأحذر عليه العاهات لأوطأت عقبه على حداثة سنه العرب [80] ، ولكني صارف ذلك إليك عن غير [81] تقصير [82] بمن معك، ثم أمر لكل رجل منهم بعشرة أعبد سود وعشر إماء سود ولبنة [83] ذهب وكرشا [84] مملوءة عنبرا ولطيم مسك، وأمر لعبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك [85] ، فكانت قريش تنافسه وكان عبد المطلب يقول: معاشر قريش! لو عرفتم بشارة الملك إياي لهان هذا عندكم.
________________
[1] هو سيف بن ذي يزن الحميري من سلالة ملوك اليمن، وكانت الحبشة وهم النصارى تغلبوا عل أهل اليمن وهم اليهود وحكموا بها أكثر من سبعين سنة في القرن السادس للمسيح، فهزمهم سيف بن ذي يزن هذا بنصرة الفرس وأخرجهم من اليمن وتم ذلك نحو عشر سنين قبل بعثة النبي- الأغاني 16/ 75.
[2] زريق كزبير.
[3] المشهور المستفاض أن سيف بن ذي يزن استنجد كسرى أنو شروان على مسروق حاكم النجاشي في اليمن وهزمه وأخرجه من دياره، ولا نعرف أحدا من مؤرخي العرب الموثوقين بهم ذهب إلى أن سيفا غزا النجاشي في ملكه وعقر داره.
[4] في الأصل: عبد الدار، وعبد الله هو ابن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، وفي العقد الفريد 1/ 176: أسد بن عبد العزى- انظر مروج الذهب 2/ 83.
[5] في الأصل: فاستأذن.
[6] في الأصل: أشرف- بالفاء، وفي سيرة ابن هشام ص 44: فاشرب [كذا في ديوانه في فحول الشعراء ص 53- مدير] ، وفي الأغاني 16/ 76: واشرب.
[7] في الأصل: مرتفقا- بالقاف، وكذا في الأغاني 16/ 71 و 76، وهو خطأ. [وقوله «مرتفقا» قد يجوز كمال قال الأعشى:
نازعتهم قضب الريحان مرتفقا ... وقهوة مزة راوقها خضل- مدير.
[8] في الأصل: مجلالا- بالجيم، ودار محلال بكسر الميم: المختارة للنزول، [والبيت في ديوانه في مجموعة فحول الشعراء طبع بيروت 1934 ص 52- مدير] .
[9] في الأصل: بالعبير.
[10] لصف الجلد من باب سمع: يبس على العظم ولزق، وفي العقد الفريد 1/ 176:
يلصق- بالقاف، وفي أخبار مكة ص 99: بلصف.
[11] في العقد الفريد 1/ 176: بيص- بالصاد، وهو خطأ.
[12] في العقد الفريد 1/ 176: في مفرق رأسه.
[13] في الأصل: ببردة.
[14] المقاول بفتح الميم جمع المقول كمنبر وهو الملك بلغة أهل اليمن أو ملك من ملوك حمير.
[15] في الأصل: سامخا- بالسين.
[16] في العقد الفريد 1/ 176: نبل.
[17] في الأصل: فاب- بالفاء، وناب القوم: سيدهم، وفي العقد الفريد 1/ 176 والأغاني 16/ 76: رأس العرب.
[18] في الأصل: حصبها- بالحاء المهملة.
[19] الحياء: النبات.
[20] في الأصل: معلقها، لعله كما أثبتنا (مدير) .
[21] في العقد الفريد 1/ 176: ولن يهلك من أنت خلفه، في الأغاني 16/ 76: فلم يخمل من أنت خلفه.
[22] في العقد الفريد 1/ 176: سدنة، وهكذا في الأغاني 16/ 76 وأخبار مكة ص 100.
[23] في الأغاني 16/ 76 وفي العقد الفريد 1/ 176: أشخصنا إليك الذي أنهجك لكشف الكرب الذي فدحنا، وفي أخبار مكة ص 100: أبهجنا، مكان أنهجك.
[24] في الأصل: الموزية- بالواو.
[25] في الأصل: قال.
[26] في الأصل: اجتنا- بالجيم المعجمة، وكانت سلمى أم عبد المطلب من الخزرج وهم من اليمن أي من قوم سيف بن ذي يزن.
[27] في الأصل: رجلا- بالجيم المعجمة.
[28] في الأصل: مسثتاخا- بالثاء المثلثة.
[29] في الأصل: رجلا- بالراء والجيم المعجمة، والتصحيح من الأغاني 16/ 76، والعقد الفريد 1/ 176، والربحل- بكسر الراء وفتح الباء وسكون الحاء المهملة: العظيم الشأن من الناس والإبل أو التام الخلق.
[30] في الأغاني 16/ 76: وأنتم أهل الشرف والنباهة.
[31] في الأصل: الجنا- بالجيم المعجمة.
[32] في العقد الفريد 1/ 176 والأغاني 16/ 76: ثم استنهضوا.
[33] في الأغاني 16/ 76 والعقد الفريد 1/ 177: وأجرى لهم الأنزال.
[34] في الأصل: أجلي- بالجيم المعجمة.
[35] في الأصل: البهرة، والتصحيح من العقد الفريد 1/ 177 والأغاني 1/ 76.
[36] في الأصل: معز.
[37] الزيادة من الأغاني 1/ 76.
[38] في الأصل: الح- باللام.
[39] في الأصل: معد به.
[40] في الأصل: حطويا- بالحاء المهملة، في والعقد الفريد 1/ 177: مصونا.
[41] في الأصل: احسرناه- بالحاء المهملة والسين، وفي العقد الفريد 1/ 177: ادخرناه.
[42] في الأصل: سد- بالدال، وفي العقد الفريد 1/ 177: بر وسر وبشر.
[43] في الأصل: زمر بعد زمر.
[44] في العقد الفريد 1/ 177: لقد أبت بخير ما آب به أحد، وفي الأغاني 16/ 76 لقد أبت بخير 7 آب بمثله وافد، وفي أخبار مكة ص 101: لقد أتيت بخبر ما آب بمثله وافد قوم.
[45] في الأصل: ازدادته.
[46] في الأصل: سروزا- بالزاي.
[47] في الأصل: هو.
[48] في العقد الفريد 1/ 177: وجدناه، ولا معنى له.
[49] يعني الأوس والخزج وهم من اليمن.
[50] في الأصل: به.
[51] ليست الزيادة في الأصل.
[52] في الأغاني 16/ 77: يدحر- بالدال والحاء المهملة، ومعناه يطرد، وفي أخبار مكة ص 101: يدخر- بالخاء، وهو خطأ.
[53] في العقد الفريد 1/ 177: عز فخرك.
[54] في تهذيب ابن عساكر 1/ 364: علا كنفك.
[55] في الأصل: هل.
[56] في الأصل: قال.
[57] في العقد الفريد 1/ 177: ذي الطنب.
[58] في الأغاني 16/ 77 وتهذيب ابن عساكر 1/ 364 وأخبار مكة ص 101: على النصب.
[59] في العقد الفريد 1/ 177 والأغاني 16/ 77 وتهذيب ابن عساكر 1/ 364: ثلج.
[60] في الأصل: على.
[61] في العقد الفريد 1/ 177 والأغاني 16/ 77 وتهذيب ابن عساكر 1/ 364: أمرك.
[62] في الأصل: كرايم- بالياء المثناة.
[63] في الأصل: قوم.
[64] ليس في العقد الفريد ولا الأغاني ولا في تهذيب ابن عساكر التصريح عن العمر.
[65] في الأصل: أبا.
[66] في الأصل: اعدا الناس له، وفي مراجعنا الأخرى: فإنهم له أعداء.
[67] في الأصل: فأفض.
[68] النفاسة بفتح النون الحسد، وفي العقد الفريد 1/ 177 والأغاني 16/ 77: وأخبار مكة ص 101: فإني لست آمن أن تدخلهم النفاسة، وفي تهذيب ابن عساكر 1/ 364: أن تدخلهم التعاسة- بالتاء والعين المهملة.
[69] في الأصل: الرياسة- بالياء المثناة.
[70] في الأصل: العوايل- بالعين المهملة والياء المثناة.
[71] في الأصل: الحيايل- بالياء المثناة.
[72] في تهذيب ابن عساكر 1/ 364: أو أتباعهم.
[73] العبارة من «وإن عزهم إلى لظاهر» غير موجودة في مراجعنا الأخرى.
[74] في الأصل: محتاجي- بالحاء المهملة بعد الميم والجيم المعجمة قبل الياء.
[75] في العقد الفريد 1/ 177: دار مهاجره، وفي الأغاني 16/ 77 وتهذيب ابن عساكر 1/ 364: دار ملكي.
[76] في الأصل: إني.
[77] في الأصل: وومقه، والمقة بكسر الميم وفتح القاف: المحبة.
[78] في الأصل: وولا.
[79] في الأغاني 16/ 77: أتوقي عليه.
[80] أي لحملت العرب على المشي وراءه، وفي العقد الفريد 1/ 178: لأوطات أقدام العرب عقبه، وفي أخبار مكة ص 102: لأوطأت أسنان العرب كعبه، وفي تهذيب ابن عساكر 1/ 364: لأوطأت على أسنان العرب كعبه، وفي تهذيب ابن عساكر 1/ 364: لأوطأت على أسنان العرب كعبه وهو خطأ.
[81] في العقد الفريد 1/ 178: عن تقصير مني، وهو خطأ.
[82] في العقد الفريد 1/ 178 والأغاني 16/ 77: غير تقصير عني.
[83] في الأصل: لبنه، واللبنة بفتح اللام وكسر الباء الموحدة: المضروب من الطين مربعا، والمراد هنا المضروب من الذهب، وفي العقد الفريد 1/ 177: وخمسة أرطال فضة وحلتين من حلل اليمن، وفي الأغاني 160/ 77 وتهذيب ابن عساكر 1/ 364: ومائة من الإبل وحلتين وخمسة أرطال ذهبا وعشرة أرطال فضة، وفي أخبار مكة ص 102/ بعد إماء: وعشرة أرطال ذهب وعشرة أرطال فضة وكرش مملوءة عنبرا.
[84] الكرش بكسر الكاف وسكون الراء: وعاء الطيب والثوب، جمعه أكراش وكروش.
[85] في الأغاني 16/ 77 بعد ذلك: وقال يا عبد المطلب إذا حال الحول فأتني (وفي العقد الفريد 1/ 178: فأنبئني بما يكون من أمره، وفي أخبار مكة ص 102: ائتني بخبره وما يكون من أمره) فمات ابن ذي يزن قبل أن يحول الحول.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|