يقع هذا الاقليم في الطرف الجنوبي الغربي لقارة آسيا ممتداً من البحر المتوسط غرباً وحتى حدود شبه القارة الهندية شرقاً ، ومن البحر الاسود وبحر قزوين وجبال هندكوش وكوبت داغ والقوقاز شمالاً حتى البحر العربي والبحر الاحمر جنوباً شاملاً بذلك مجموعة الدول العربية وإيران وتركيا وقبرص وافغانستان .

ويمتاز اقليم جنوب غربي آسيا بتنوع مظاهر سطحه وتنوع ظروفه المناخية والنباتية ، إلا أن هذا التنوع لا يمنع أن يشكل وحدة بيئية تجمع اجزائه معاً ، فالجبال تشغل جزءاً كبيراً من مساحة هذا الأقليم ، تلك الجبال التي تشكلت بفعل الحركات الألبية وتكاد تتركز تلك الجبال عند حواف هذا الاقليم حاصرة فيما بينها هضاب مرتفعة . فعند اطرافه الشمالية تنتصب جبال البورز وتتبعها جبال كوبت داغ التي هي استمرار غربي لجبال هندكوش - وهندكوش التي تنتهي بعقدة بامير عبارة عن هضبة جبلية مرتفعة . الأطراف الجنوبية تظهر جبال مكران التي هي امتداد لجبال سليمان ، وسلاسل جبال زاغروس التي تنتهي في عقدة ارمينيا. والى الغرب من عقدة ارمينيا تظهر سلاسل الجبال التركية عند اطراف تركيا الشمالية ( جبال بندس ) والجنوبية ( جبال طوروس ) . وبالاضافة الى تلك السلاسل تتناثر في جهات وعند أخرى من جنوب غربي آسيا العديد من الجبال ، كما في الجبل الأخضر في عمان ، والجبال السورية - اللبنانية المحاذية للساحل الشرقي للبحر المتوسط ، وجبال الحجاز وعسير واليمن المحاذية للبحر الاحمر من الشرق ، وجبال شرقي ایران. وتحصر سلاسل الجبال السابقة بينها هضاب وأحواض منخفضة ، كهضبة ايران ، والاناضول ، وحوض سستان، والمنخفض الانهدامي في سوريا ولبنان وفلسطين . أما السهول فتكاد تقتصر على السهول البحرية الضيقة وسهول دجلة والفرات .

ومناخ جنوب غربي آسيا من نموذج المناخ المتوسطي الذي يتصف بكون التهطال فيه مقتصراً على نصف السنة الشتوي ، وتقل كمية الامطار السنوية بالابتعاد شرقاً عن ساحل المتوسط ، كما أنها تقل من الشمال الى الجنوب ، حيث يقع جزئه الجنوبي ضمن نطاق الصحارى المدارية. وتغزر الامطار فوق الجبال ، وخاصة فوق سفوحها المواجهة للرياح الغربية الرطبة ، وتقل خلف الجبال ، بحيث نجد أن أكثر من 75% من مساحة هذا الاقليم لا تتلقى أكثر من 250 ملم سنوياً ، لذا كانت مظاهر الصحراء غالبة على اجـزائـه ، حيث الصحارى العربية ، وصحارى ایران  صحراء لوط ، والصحراء الملحية الكبرى  ، لذا فان اغلب الأراضي الزراعية في هذا الاقليم تعتمد على الري من مياه الأنهار والآبار ، والزراعة البعلية لا توجد سوى في الاجزاء الرطبة منه وقد عوض من فقر هذا الأقليم بالموارد المعدنيـة غناه بالبترول والغـاز الطبيعي ، وبخام الفوسفات ، حيث يملك أكبر احتياطي بترول ، وينتج أكبر كمية منه خاصة من البلاد العربية وايران ، كما ويسهم بنسبة لا بأس بها من الفوسفات المستخرج من الاردن وسوريا. ومع ذلك فإن الزراعة وما يتصل بها من أعمال مهنة غالبية السكان ، ولذا فإن اعظم الكثافات السكانية تتواجد في أودية الانهار وفي الأراضي الساحلية السهلة الخصبة والغزيرة الامطار كسواحل بلاد الشام والسواحل التركية، وقد لعب هذا الاقليم دوراً بارزاً في تاريخ البشرية ، ففيـه قـامت الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين وفي ربوعه ظهرت الأديان السماوية الثلاثة ، وكان ظهور الاسلام عاملاً حاسماً في هذا الاقليم ، إذ أنه ربط بين كافة اجزائه برباط واحد وانتشرت الثقافة الاسلامية بين انحائه جميعاً وموقع هذا الاقليم الجغرافي جعل منه حلقة وصل بين الشرق الاسيوي والغرب الاوربي من جهة وافريقية من جهة اخرى . فهو يطل على ستة بحار هي قزوين ، والبحر الاسود ، والبحر المتوسط ، والبحر الاحمر ، والمحيط الهندي والخليج العربي، كما أنه يشرف على ثلاثة ممرات مائية هامة والدردنيل ، وقناة السويس ، ومضيق باب المندب.