أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2021
2003
التاريخ: 31-5-2020
2443
التاريخ: 19-3-2022
1722
التاريخ: 11-10-2016
2616
|
قال (عليه السلام) : (ألا وان من البلاء الفاقة ، وأشد من الفاقة مرض البدن ، وأشد من مرض البدن مرض القلب).
ألا وان من النعم سعة المال ، وأفضل من سعة المال صحة البدن ، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب.
تقرير لواقع يعيشه الناس ، حيث تتقلب احوالهم ، وتتدرج أوضاعهم ، وهذا ما يتضايق منه البعض ، ويعتبره امرا يدل على عدم الاعتناء به ، وانه لو كان ... لكان ... ، مع انه لا يؤشر على إقصاء وإهمال ، بل هناك حكم ومصالح خفية ، لا يعلمها إلا الله سبحانه ، وقد وظف ما يبتلي به الإنسان في دنياه ، بما يكون خيرا له ، فإن فقر العبد من انحاء البلاء ، والبلاء الذي يصبر عليه ، معوض بالأجر والمقامات المعنوية ، فلا يذهب عليه ، بل قد ينشط في مجالات اخرى ويتفوق فيها ، فيكون قبال ما عاناه ماديا ، وهذه المعاناة المادية اهون من المعاناة البدنية ، فإن المرض وما يصاحبه من صعوبات عديدة ، وما يلازمه من آلام وأوجاع مختلفة ، أشد من قلة ما في اليد ، كونه مما يمكن الإنسان التخلص او التخفف منه بالعمل ونحوه ، بينما علة البدن فهو وان قدر – احيانا – على التخفف من لوازمها ، لكنه لا يقدر لوحده على إزاحتها ، مما ينتج عن مرض القلب معنويا ، وان صحت عضلته ، وكان يضخ الدم بشكل صحيح ، حيث انه يسلب عن صاحبه الاستقرار والانس النفسي ، ليتحول إلى جسد مسالم للناس ، لكن روحه تشاكسهم ، وتنفر عنهم ، وعندها تستعصي الازمة على الحلول ، وتشتد فلا يفلح المال ، أو القوى الاخرى في إرجاعه إلى رشده ، إلا ان يتداركه الله بلطفه ، ويستجيب هو لمحاولات التصحيح ، لينثني عما هو عليه ، وينتقل انتقالة قويمة ، ذات معالم واضحة ، وإلا فهو ميت الاحياء ، فالنتيجة لابد من مقابلة البلاء بالصبر والتسلي بما يرفع وحشة الحال ، مع ضرورة البحث المتواصل عما ينتج حلا للمشكلة ، بدون تباطؤ ، بل على مستوى البلاء يكون السعي في الراحة منه ، مادية ام معنوية.
وفي المقابل نجد ان التوسعة المالية من جملة ما يتفضل به الله تعالى وينعم به ، ولا بد من مقابلتها بالشكر والعرفان ، وإلا تفر ، وقد لا يمكن ردها ، كما قال (عليه السلام) : (احذروا نفار النعم ، فما كل شارد بمردود)(1)، وعلى الإنسان إدراك ان هذه التوسعة لا تعني منتهى التكريم ، بل أفضل منها ان يكون صحيحا في بدنه ، وإلا فمع وجود المال واعتلال الصحة ، لا يتيسر له تحقيق أمانيه ، وإدراك آماله ، وايضا لن تكون الصحة غاية الفضل ، بل الافضل ان يكون متقيا، بحيث يخلص قلبه لله تعالى ، ويخشاه ويرهب وجوده كأنه يراه ، ويتيقن من انه إذا لم يقدر على رؤيته سبحانه ، لاستحالتها ، كونه ليس جسما متقوما بالأبعاد الثلاثة ، ليشار إليه، ويقبل صفات الممكنات ونعوتهم ، لكنه يراه ويطلع على ما يصدر منه كافة ، وهذا ما يتطلب المزيد من الانضباط ، المنبئ عن درجة وعي عالية ، والكاشف عن حياة قلبه معنويا ، فيتحسس عواقب المخالفة والتضييع ، وما يؤديان به إلى التأخر والتخلف عن المستوى المطلوب ، فلا يختار ذلك ، بل يسلك طريقا يوصله إلى خير عاجله وآجله ، ولا يفرط برصيده من عمره وطاقاته.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهج البلاغة 4/54.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|