المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05

العلاقة بين الحرارة والحركة عند فرنسيس بيكون (القرن 17م)
2023-05-01
من مكارم اخلاق رسول الله
2024-04-26
Newton-Girard Formulas
13-2-2019
DNA Repair : Double-strand break repair
25-12-2021
نطاق الوظائف المحجوزة
2-4-2016
لغة التشجيع
19-6-2016


دعاء الاستغفار عقيب صلاة الفجر  
  
22944   09:45 صباحاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4, ص87-112.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 7906
التاريخ: 13-4-2016 3107
التاريخ: 20-10-2015 4259
التاريخ: 13-4-2016 3377

كان الإمام علي (عليه السلام) يدعو الله بهذا الدعاء الصباح الجليل عقيب صلاة الفجر ويستغفر الله سبعين مرّة حافلة بآيات التعظيم والتبجيل له تعالى شأنه وهذا نصّ الدعاء مع الاستغفار :

اللهمّ إنّي اثني عليك بمعونتك على ما نلت به من الثّناء عليك وأقرّ لك على نفسي بما أنت أهله والمستوجب له في قدر فساد نيّتي وضعف يقيني , اللهمّ نعم الإله أنت ونعم الرّبّ أنت وبئس المربوب أنا ونعم المولى أنت وبئس العبد أنا ونعم المالك أنت وبئس المملوك أنا فكم قد أذنبت فعفوت عن ذنبي وكم قد أجرمت فصفحت عن جرمي وكم قد أخطأت فلم تؤاخذني وكم قد تعمّدت فتجاوزت عنّي وكم قد عثرت فأقلتني عثرتي ولم تؤاخذني على غرّتي فأنا الظّالم لنفسي المقرّ بذنبي المعترف بخطيئتي فيا غافر الذّنوب أستغفرك لذنبي وأستقيلك لعثرتي فأحسن إجابتي فإنّك أهل الإجابة وأهل التّقوى وأهل المغفرة.

وحفل هذا المقطع بالثناء على الله تعالى وطلب العفو منه وذكر ما أسداه عليه من النعم والألطاف ويستمرّ الإمام بالاستغفار فيقول بخضوع وخشوع :

اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب قوي بدني عليه بعافيتك أو نالته قدرتي بفضل نعمتك أو بسطت إليه يدي بتوسعة رزقك أو احتجبت فيه من النّاس بسترك أو اتّكلت فيه عند خوفي منه على أناتك ووثقت من سطوتك عليّ فيه بحلمك وعوّلت فيه على كرم عفوك فصلّ على محمّد وآله واغفره لي يا خير الغافرين .

طلب الإمام (عليه السلام) بهذه الكلمات من الله تعالى أن يغفر له ويعفو عنه كما ذكر الأسباب التي تؤدّي العبد إلى الذنب واقتراف الخطيئة ؛ ويستمرّ الإمام (عليه السلام) في استغفاره :

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يدعو إلى غضبك أو يدني من سخطك أو يميل بي إلى ما نهيتني عنه أو ينأى بي عمّا دعوتني إليه فصلّ على محمّد وآله واغفره لي يا خير الغافرين.

بهذه الكلمات يتعوّذ الإمام (عليه السلام) من الذنوب التي تدعو إلى غضب الله وتحيل به إلى سخطه وإلى ما ينهى عنه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب استملت إليه أحدا من خلقك بغوايتي أو خدعته بحيلتي فعلّمته منه ما جهل وعمّيت عليه منه ما علم ولقيتك غدا بأوزاري وأوزار مع أوزاري فصلّ على محمّد وآله واغفره لي يا خير الغافرين.

طلب الإمام (عليه السلام) من الله أن يعفو عن الذنوب التي تقترف من أجل استمالة الناس وجلب عواطفهم ثمّ يستمرّ الإمام بالاستغفار.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يدعو إلى الغيّ ويضلّ عن الرّشد ويقلّ الرّزق ويمحق البركة ويخمل الذّكر فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

لقد استغفر الإمام (عليه السلام) من الذنوب التي تدعو إلى الغيّ وتصدّ عن الطريق القويم والتي تقلّل الرزق وتمحق البركة وتخمل الذكر ويقول (عليه السلام) :

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب أتعبت فيه جوارحي في ليلي ونهاري وقد استترت فيه من عبادك بستري ولا ستر إلاّ ما سترتني فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره يا خير الغافرين.

ويستغفر الإمام سلام الله عليه من الذنوب والآثام التي يستتر فيها الناس لئلا يطّلع عليها أحد فتوجب سقوط المقترف بها من أعينهم.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب رصدني فيه أعدائي لهتكي فصرفت كيدهم عنّي ولم تعنهم على فصيحتي كأنّي لك وليّ فنصرتني وإلى متى يا ربّ أعصي فتمهلني وطالما عصيتك فلم تؤاخذني وسألتك على سوء فعلي فأعطيتني فأيّ شكر يقوم عندك بنعمة من نعمك عليّ فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

طلب إمام المتّقين من الله تعالى العفو عن الذنوب التي يترصّدها الأعداء لهتك الشخص وفضيحته ويقدّم الإمام (عليه السلام) شكره إلى الله تعالى على ألطافه وفضله المستمرّين عليه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب قدّمت إليك فيه توبتي ثمّ واجهت بتكرّم قسمي بك وأشهدت على نفسي بذلك أولياءك من عبادك أنّي غير عائد إلى معصيتك فلمّا قصدني بكيده الشّيطان ومال بي إلى الخذلان ودعتني نفسي إلى العصيان استترت حياء من عبادك جرأة منّي عليك وأنا أعلم أنّه لا يكنّني منك ستر ولا باب ولا يحجب نظرك إليّ حجاب فخالفتك في المعصية إلى ما نهيتني عنه ثمّ كشفت السّتر عنّي وساويت أولياءك كأنّي لم أزل لك طائعا وإلى أمرك مسارعا ومن وعيدك فازعا فلبّست على عبادك ولا يعرف بسريرتي غيرك فلم تسمني بغير سمتهم بل أسبغت عليّ مثل نعمهم ثمّ فضّلتني في ذلك عليهم حتّى كأنّي عندك في درجتهم وما ذلك إلاّ بحلمك وفضل نعمتك فلك الحمد مولاي فأسألك يا الله كما سترته عليّ في الدّنيا أن لا تفضحني به في القيامة يا أرحم الرّاحمين .

ويستغفر الإمام العظيم (عليه السلام) من الذنوب التي يعلن فيها الإنسان توبته منها ثمّ يقسم على أن لا يعود إليها فيغريه الشيطان ويغويه على العودة إليها ولكنّ الله تعالى بفضله يسترها عليه ولم يفضحه بين عباده.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب سهرت له ليلي في التّأنّي لإتيانه والتّخلّص إلى وجوده حتّى إذا أصبحت تخطّيت إليك بحلية الصّالحين وأنا مضمر خلاف رضاك يا ربّ العالمين فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ويستغفر الإمام (عليه السلام) من الذنوب التي يسهر الإنسان فيها لياليه على الدنيا ولكنّه إذا أصبح برز بزيّ الصالحين كأنّه لم يقترف شيئا.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب ظلمت بسببه وليّا من أوليائك أو نصرت به عدوّا من أعدائك أو تكلّمت فيه بغير محبّتك أو نهضت فيه إلى غير طاعتك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

واستغفر الإمام من الذنوب التي يقترفها بعض الناس والتي تؤدّي إلى ظلم وليّ من أولياء الله تعالى كما استغفر من الذنوب التي ينصر بها عدوّا من أعداء الله تعالى وغير ذلك من الخطايا التي ذكرها (عليه السلام) .

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب نهيتني عنه فخالفتك إليه أو حذّرتني إيّاه فأقمت عليه أو قبّحته لي فزيّنته لنفسي فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استغفر الإمام (عليه السلام) من كلّ ذنب يعمله بعض الناس وقد نهاهم الله تعالى عنه وحذّرهم منه فاقترفوه لأنّ النفس الأمّارة بالسوء قد دفعتهم إليه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب نسيته فأحصيته وتهاونت به فأثبتّه وجاهرتك فيه فسترته عليّ ولو تبت إليك منه لغفرته فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استغفر الإمام (عليه السلام) من الذنوب التي ينساها الإنسان ولكنّ الله تعالى أحصاها وأثبتها ولو علم بها لأستغفر منها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب توقّعت فيه ـ قبل انقضائه ـ تعجيل العقوبة فأمهلتني وأدليت عليّ سترا فلم آل في هتكه عنّي جهدا فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استغفر الإمام (عليه السلام) من الذنوب التي يتوقّع فيها تعجيل العقوبة ولكنّ الله تعالى بلطفه ورحمته يؤخّر نقمته ويمهل عبده.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يصرف عنّي رحمتك أو يحلّ بي نقمتك أو يحرمني كرامتك أو يزيل عنّي نعمتك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استغفر الإمام من الذنوب التي تصرف رحمة الله تعالى عن العبد وتحلّ به نقمته وتحرمه كرامته.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يورث الفناء أو يحلّ البلاء أو يشمت الأعداء أو يكشف الغطاء أو يحبس قطر السّماء فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ الإمام (عليه السلام) بالله تعالى من بعض الذنوب التي تورث الفناء وتحلّ البلاء وتؤدّي إلى شماتة الأعداء.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب عيّرت به أحدا من خلقك أو قبّحته من فعل أحد من بريّتك ثمّ تقحّمت عليه وانتهكته جرأة منّي على معصيتك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ الإمام (عليه السلام) من بعض الذنوب التي ينتقم الله بها ممّن يقترفها ويتعمّدها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب تبت إليك منه وأقدمت على فعله فاستحييت منك وأنا عليه ورهبتك وأنا فيه ثمّ استقلتك منه وعدت إليه فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ (عليه السلام) من الذنوب التي يقترفها الإنسان ثمّ يعلن توبته عنها ثمّ يعود إليها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب تورّك عليّ ووجب في فعلي بسبب عهد عاهدتك عليه أو عقد عقدته لك أو ذمّة آليت بها من أجلك لأحد من خلقك ثمّ نقضت ذلك من غير ضرورة لرغبتي فيه بل استزلّني عن الوفاء به البطر واستحطّني عن رعايته الأشر فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ الإمام (عليه السلام) من العهد الذي قطعه الإنسان على نفسه أو العقد الذي يعقده لأحد من الخلق ثمّ ينقض ذلك ولا يفي به فإنّه من أفحش الذنوب.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب لحقني بسبب نعمة أنعمت بها عليّ فقويت بها على معصيتك وخالفت بها أمرك وقدمت بها على وعيدك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي يقترفها الإنسان بسبب نعمة من نعم الله تعالى أسداها عليه فخالف أمر الله وصرفها في معاصيه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب قدّمت فيه شهوتي على طاعتك وآثرت فيه محبّتي على أمرك وأرضيت نفسي فيه بسخطك إذ أرهبتني منه بهيبتك وقدّمت إليّ فيه بأعذارك واحتجبت عليّ فيه بوعيدك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استغفر الإمام من الذنوب التي يقترفها الإنسان فيقدّم فيها شهواته على طاعة الله أو أرضى فيه الإنسان نفسه بسخط الله تعالى.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب علمته من نفسي أو نسيته أو ذكرته أو تعمّدته أو أخطأته ممّا لا أشكّ أنّك سائل عنه وأنّ نفسي مرتهنة لديك وإن كنت قد نسيته وغفلت عنه فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استغفر الإمام (عليه السلام) من الذنوب التي يعملها الإنسان وهو إمّا عالم بها أو ذاكر لها متعمّدا في ارتكابها أو أخطأ في فعلها فقد استعاذ الإمام (عليه السلام) منها جميعا.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب واجهتك به وقد أيقنت أنّك تراني عليه واغفلت أن أتوب إليك منه وأنسيت أن أستغفرك له فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

طلب الإمام (عليه السلام) من الله تعالى العفو عن بعض الذنوب التي يرتكبها الإنسان ظنّا منه أن لا يعذّبه الله عليها وغفل أن يتوب منها إلى الله تعالى.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب دخلت فيه بحسن ظنّي بك أن لا تعذّبني عليه ورجوتك لمغفرته فأقدمت عليه وقد عوّلت على معرفتي بكرمك أن لا تفضحني بعد أن سترته عليّ فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

 وهذا الاستغفار قريب من الاستغفار الذي سبقه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب استوجبت منك به ردّ الدّعاء وحرمان الإجابة وخيبة الطّمع وانفساخ الرّجاء فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

طلب إمام المتّقين (عليه السلام) من الله تعالى أن يعفو عن كلّ ذنب يقترفه الناس وهو يوجب ردّ الدعاء وحرمان الإجابة.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يعقب الحسرة ويورث النّدامة ويحبس الرّزق ويردّ الدّعاء فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي توجب حسرة الإنسان وتورث الندامة وتحبس الرزق وتردّ الدعاء.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يورث الأسقام والفناء ويوجب النّقم والبلاء ويكون في القيامة حسرة وندامة فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي تورث الأمراض وتسبّب الفناء وتوجب النقمة وتكون حسرة وندامة يوم القيامة على من يقترفها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب مدحته بلساني أو أضمره جناني أو هشّت إليه نفسي أو أتيته بفعالي أو كتبته بيدي فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ الإمام (عليه السلام) من بعض الذنوب التي يتلفّظ بها الإنسان أو يضمرها جنانه أو يرغب إليها أو يرتكبها أو يكتبها فإنّها جميعا توجب البعد من الله تعالى.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب خلوت به في ليل أو نهار وأرخيت عليّ فيه الأستار حيث لا يراني إلاّ أنت يا جبّار فارتابت فيه نفسي وتحيّرت بين تركه لخوفك وانتهاكه لحسن الظّنّ بك فسوّلت لي نفسي الإقدام عليه فواقعته وأنا عارف بمعصيتي فيه لك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي يرتكبها الإنسان ويستتر بها لئلاّ يراه الناس وهو مع ذلك يتردّد في ارتكابها لعلمه بمعصية الله تعالى وبين أن يقدم عليها ولكن سوّلت له نفسه فقدم على ارتكابها مع علمه بمعصيته لله تعالى.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب استقللته أو استكثرته أو استعظمته أو استصغرته أو ورّطني جهلي فيه فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

 استعاذ الإمام (عليه السلام) بالله تعالى من كلّ ذنب يستقلّه الإنسان أو يستكثره أو يستعظمه أو يستصغره فإنّها جميعا توجب البعد عن الله تعالى.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب مالأت فيه على أحد من خلقك أو أسأت بسببه إلى أحد من بريّتك أو زيّنته لي نفسي أو أشرت به إلى غيري أو دللت عليه سواي أو أصررت عليه بعمدي أو أقمت عليه بجهلي فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

أدلى الإمام (عليه السلام) ببعض الذنوب وهي أن يساعد الإنسان شخصا على ارتكاب الذنب أو يسيء إلى أحد من الخلق أو ما زيّنته النفس من عمل بعض السيّئات وغير ذلك.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب خنت فيه أمانتي أو بخست بفعله نفسي أو احتطبت به على بدني أو آثرت فيه شهواتي أو قدّمت فيه لذّاتي أو سعيت فيه لغيري أو استقويت عليه من تابعني أو كاثرت فيه من منعني أو قهرت عليه من غالبني أو غلبت عليه بحيلتي أو استزلّني عليه ميلي فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

عدّ (عليه السلام) من الذنوب خيانة الأمانة وما احتطبه الإنسان على نفسه من السيّئات وما ارتكبه من الشهوات أو ما قهر به غيره من الضعفاء وغير ذلك من الذنوب التي ذكرها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب استعنت عليه بحيلة تدني من غضبك أو استظهرت بنيله على أهل طاعتك أو استملت به أحدا إلى معصيتك أو رأيت فيه عبادك أو لبّست عليهم بفعالي فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي تبعد الإنسان عن ربّه وتلقيه في شرّ عظيم والتي منها ما يستعين به الإنسان على معصية توجب غضب الله وما يستظهره من الوسائل المحرّمة لقهر عباد الله الصالحين وما يستميل به الناس إلى معاصي الله تعالى.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب كتبته عليّ بسبب عجب كان منّي بنفسي أو رياء أو سمعة أو خيلاء أو فرح أو حقد أو مرح أو أشر أو بطر أو حميّة أو عصبيّة أو رضى أو سخط أو شحّ أو سخاء أو ظلم أو خيانة أو سرقة أو كذب أو نميمة أو لهو أو لعب أو نوع ممّا يكتسب بمثله الذّنوب ويكون في اجتراحه العطب فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ الإمام (عليه السلام) من الذنوب التي تنشأ من ضعف النّفس وعدم استطاعتها ردع الشيطان وذكر منها العجب والرياء والسمعة والخيلاء والفرح والحقد والبطر والحميّة والعصبية والشحّ والسخاء الذي لا يقصد به وجه الله تعالى ومرضاته وغير ذلك من الأمراض النفسية التي أدلى بها (عليه السلام) والتي توجب بعد الإنسان عن ربّه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب سبق في علمك أنّي فاعله بقدرتك الّتي قدرت بها على كلّ شيء فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي يعلم الله تعالى أنّه يرتكبها الشخص في حياته فاستعاذ به منها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب رهبت فيه سواك أو عاديت فيه أولياءك أو واليت فيه أعداءك أو خذلت فيه أحبّاءك أو تعرّضت فيه لشيء من غضبك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي يرتكبها بعض الناس ويرهب ويخاف غيره منها ومن الذنوب التي فيها معاداة أولياء الله وموالاة أعدائه وخذلان المتّقين والأخيار.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب تبت إليك منه ثمّ عدت ونقضت العهد فيما بيني وبينك جرأة منّي عليك لمعرفتي بكرمك وعفوك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي يرتكبها بعض الناس وقد تاب منها إلى الله تعالى ثمّ عاد عليها بشقوته وجهله.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب أدناني من عذابك أو نأى بي عن ثوابك أو حجب عنّي رحمتك أو كدّر عليّ نعمتك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

استعاذ الإمام (عليه السلام) من بعض الذنوب التي تدني الإنسان وتقرّبه من أعداء الله وتبعده عن ثوابه ومغفرته.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب حللت به عقدا شددته أو حرمت به نفسي خيرا وعدتني به فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي يحلّ بها عقدا عقده على نفسه من فعل الخير واجتناب السيّئات ثمّ يخالفه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب ارتكبته بشمول عافيتك أو تمكّنت منه بفضل نعمتك أو قويت عليه بسابغ رزقك أو خير أردت به وجهك فخالطني فيه وشارك فعلي ما لا يخلص لك أو وجب عليّ ما أردت به سواك فكثيرا ما يكون كذلك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي يقترفها الإنسان وهي ناشئة من عافيته التي أسبغها الله عليه أو من نعمته التي أسداها عليه أو من رزقه الذي تفضّل به عليه وغير ذلك.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب دعتني الرّخصة فحلّلته لنفسي وهو فيما عندك محرّم فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي يرتكبها الإنسان ظانّا حلّيتها والرخصة فيها وهي محرّمة ولا يعلم بها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب خفي عن خلقك ولم يعزب عنك فاستقلتك منه فأقلتني ثمّ عدت فيه فسترته عليّ فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

عدّ (عليه السلام) من الذنوب ما يرتكبه الإنسان بالخفاء ويستره على الناس ولكنّه لا يخفى على الله تعالى الذي أحاط بكلّ شيء علما.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي أو مددت إليه يدي أو تأمّله بصري أو أصغيت إليه بسمعي أو نطق به لساني أو أنفقت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني ثمّ استعنت برزقك على معصيتك فسترت عليّ ثمّ سألتك الزّيادة فلم تخيّبني وجاهرتك فيه فلم تفضحني فلا أزال مصرّا على معصيتك ولا تزال ساترا عليّ بحلمك ومغفرتك يا أكرم الأكرمين ، فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

أدلى الإمام (عليه السلام) ببعض الذنوب التي يسعى إليها الإنسان برجله ويده ويسمعها أو ينطق بها وهي ممّا تبعده عن الله وتبعده عن الطريق القويم.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يوجب عليّ صغيره أليم عذابك ويحلّ بي كبيره شديد عقابك وفي إتيانه تعجيل نقمتك وفي الإصرار عليه زوال نعمتك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

عرض الإمام (عليه السلام) لصغائر الذنوب وكبائرها التي توعّد عليها النار والتي يقترفها بعض العباد غير حافلين بما أعدّ الله لهم من أليم العذاب.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب لم يطّلع عليه أحد سواك ولا علمه أحد غيرك ولا ينجّيني منه إلاّ حلمك ولا يسعه إلاّ عفوك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي يرتكبها بعض الناس ولم يعلم بها أحد سوى الله تعالى والتي لا ينجّي منها مرتكبها إلاّ حلم الله وسعة عفوه عنه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يزيل النّعم أو يحلّ النّقم أو يعجّل العدم أو يكثر النّدم فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي تزيل النعم وتحلّ النقم وتكثر الندم أعاذنا الله منها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السّيّئات ويعجّل النّقمات ويغضبك يا ربّ السّماوات فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر (عليه السلام) بعض الذنوب التي تمحق الحسنات وتضاعف السيّئات وتعجّل النقمة أعاذنا الله منها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب أنت أحقّ بمعرفته ؛ إذ كنت أولى بستره فإنّك أهل التّقوى وأهل المغفرة فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب تجهّمت فيه وليّا من أوليائك مساعدة فيه لأعدائك أو ميلا مع أهل معصيتك على أهل طاعتك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

من الذنوب أن يتنكّر الإنسان لوليّ من أولياء الله تعالى فيساعد عليه عدوّا من أعدائه تعالى ومن الذنوب أن يميل الإنسان بلسانه وعمله مع أهل المعاصي على أهل طاعة الله.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب ألبسني كبرة وانهما كي فيه ذلّة أو آيسني من وجود رحمتك أو قصّر بي اليأس عن الرّجوع إلى طاعتك لمعرفتي بعظيم جرمي وسوء ظنّي بنفسي فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

إنّ بعض الذنوب الكبيرة أعاذنا الله منها كقتل النفس المحترمة توجب اليأس من رحمة الله وتدفع المجرم إلى معاصي الله تعالى.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب أوردني الهلكة لو لا رحمتك وأحلّني دار البوار لو لا تغمّدك وسلك بي سبيل الغيّ لو لا رشدك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

من الذنوب التي توقع الإنسان في الهلكة وتحلّه دار البوار وتسلك به سبيل الغي إلاّ أنّ لطف الله تعالى بعباده ينقذهم وينجيهم منها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب نهاني عمّا هديتني إليه أو أمرتني به أو صرفني عمّا أمرتني به أو نهيتني عنه أو دللتني عليه فيما فيه الحظّ لي لبلوغ رضاك وإيثار محبّتك والقرب منك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

عرض الإمام (عليه السلام) لبعض الذنوب التي تصرف الإنسان عن هداية الله وتصدّه عن امتثال أوامره وتوقعه في معاصيه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يردّ عنك دعائي أو يقطع منك رجائي أو يطيل في سخطك عنائي أو يقصّر فيما عندك أملي فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

ذكر الإمام (عليه السلام) بعض الذنوب التي تحجب الدعاء وتقطع الرجاء وتطيل سخط الله وهي كبائر الذنوب.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يميت القلب ويشعل الكرب ويرضي الشّيطان ويسخط الرّحمن فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

إنّ بعض الذنوب تميت القلب كالإصرار على ارتكاب صغائر الذنوب وهي توجب سخط الله تعالى وإرضاء عدوّ الإنسان وهو الشيطان الرجيم.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يعقب اليأس من رحمتك والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

من أفحش الذنوب وأكثرها إثما الشّرك بالله تعالى والكفر به وهي ممّا توجب اليأس من مغفرة الله والقنوط من رحمته ولعلّ الإمام (عليه السلام) أشار إليها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب مقت نفسي عليه إجلالا لك فأظهرت لك التّوبة فقبلت وسألتك العفو فعفوت ثمّ مال بي الهوى إلى معاودته طمعا في سعة رحمتك وكريم عفوك ناسيا لوعيدك راجيا لجميل وعدك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

وهذه الذنوب التي أدلى بها الإمام (عليه السلام) من أقلّ الذنوب جرما وعقابا.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يورث سواد الوجوه يوم تبيضّ وجوه أوليائك وتسودّ وجوه أعدائك إذ أقبل بعضهم على بعض يتلاومون فقيل لهم : {لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ} [ق: 28] فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

إنّ الناس حينما يحشرون ويبعثون تبيضّ وجوه بعضهم ؛ لأنّهم كانوا من المتّقين في دار الدنيا كما تسودّ وجوه بعضهم ؛ لأنّهم أساءوا وظلموا وابتعدوا عن الطريق القويم فذنوبهم هي التي أوجبت سواد وجوههم .

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يدعو إلى الكفر ويطيل الفكر ويورث الفقر ويجلب العسر فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

إنّ من الذنوب ما يوجب الكفر والإلحاد ومنها الفقر ففي الحديث : كاد الفقر أن يكون كفرا أعاذنا الله من الذنوب التي تورث ذلك.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يدني الآجال ويقطع الآمال ويبتر الأعمار فهت به أو صمت عنه حياء منك عند ذكره أو أكننته في صدري وعلمته منّي فإنّك تعلم السّرّ وأخفى فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

لعلّ الإمام (عليه السلام) عنى بالذنوب التي تدني الآجال وتقطع الآمال قطيعة الرحم وعدم صلتهم فإنّه ممّا يوجب ذلك حسبما دلّت عليه الأخبار المتظافرة من أئمّة الهدى .

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يكون في اجتراحه قطع الرّزق وردّ الدّعاء وتواتر البلاء وورود الهموم وتضاعف الغموم فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

تحدّث الإمام (عليه السلام) في هذه الكلمات عن بعض الذنوب التي توجب قطع الرزق وردّ الدعاء وورود الهموم والغموم أعاذنا الله منها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يبغّضني إلى عبادك وينفّر عنّي أولياءك أو يوحش منّي أهل طاعتك لوحشة المعاصي وركوب الحوب وكآبة الذّنوب فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

إنّ بعض الذنوب التي يقترفها بعض الناس تترتّب عليها آثار وضيعة وهي كراهية أولياء الله له ونفورهم منه ومن الطبيعي أن يكون المرتكب لها متجاهرا بها.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب دلّست به منّي ما أظهرته أو كشفت عنّي به ما سترته أو قبّحت به منّي ما زيّنته فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

إنّ من الذنوب ما يستره الإنسان عن غيره أو يرائي ببعض الأعمال الصالحة أمام الناس بأنّه من الصالحين الأخيار لا بدّ وأن يظهر زيغه وينكشف واقعه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب لا ينال به عهدك ولا يؤمن معه غضبك ولا تنزل معه رحمتك ولا تدوم معه نعمتك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

من الذنوب ما لا ينال بها عهد الله ورحمته الشاملة وتكون سببا لزوال النعمة.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب استخفيت له ضوء النّهار من عبادك وبارزت به في ظلمة اللّيل جرأة منّي عليك على أنّي أعلم أنّ السّرّ عندك علانيّة وأنّ الخفيّة عندك بارزة وأنّه لم يمنعني منك مانع ولم ينفعني عندك نافع من مال وبنين إلاّ أن آتيك بقلب سليم فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

إنّ بعض الذنوب التي يقترفها المجرمون في غلس الليل دون النهار لئلا يعلم بها أحد ولم يعلموا أنّ الله مطّلع على جميع أسرار الناس وخفاياهم وما أضمروه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب يورث النّسيان لذكرك ويعقب الغفلة عن تحذيرك أو يمادي في الأمن من مكرك أو يطمع في طلب الرّزق من عند غيرك أو يؤيس من خير ما عندك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

من أفحش الذنوب ما يورث النسيان عن ذكر الله والأمن من عقابه ويصدّ الإنسان عن الله تعالى ويجعل طلب رزقه عند غيره.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب لحقني بسبب عتبي عليك في احتباس الرّزق عنّي وإعراضي عنك وميلي إلى عبادك بالاستكانة لهم والتّضرّع إليهم وقد أسمعتني قولك في محكم كتابك : { فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } [المؤمنون: 76] فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

من الذنوب العتب على الله تعالى في تأخير رزقه عن العبد ؛ فإنّه يأخذ باللوم والعتب على الله وفي نفس الوقت يحيل ويتّجه نحو عباد الله ولا يطلب منه.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب لزمني بسبب كربة استعنت عندها بغيرك أو استبددت بأحد فيها دونك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

إنّ من الذنوب الاستعانة بغير الله تعالى والالتجاء إلى غيره فإنّ ذلك من أوهى الآراء وأبعدها عن الله.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب حملني على الخوف من غيرك أو دعاني إلى التّواضع لأحد من خلقك أو استمالني إليه للطّمع فيما عنده أو زيّن لي طاعته في معصيتك استجرارا لما في يده وأنا أعلم بحاجتي إليك لا غنى لي عنك فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

من الذنوب الخوف من أحد غير الله والتواضع والاستمالة للمخلوقين مع العلم أنّ جميع مجريات الأحداث بيده تعالى وليس للخلق فيها شأن.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب مدحته بلساني أو هشّت إليه نفسي أو حسّنته بفعالي أو حثثت عليه بمقالي وهو عندك قبيح تعذّبني عليه فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

من الذنوب ما يمدحها الإنسان ويميل إليها من المحرّمات أو يحسّنها بفعله أو يحثّ عليها بكلامه فإنّه يكون مسئولا عنها يوم يلقى الله.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب مثّلته في نفسي استقلالا له وصوّرت لي استصغاره وهوّنت عليّ الاستخفاف به حتّى أفرطتني فيه فصلّ على محمّد وآل محمّد واغفره لي يا خير الغافرين.

إنّ من الذنوب استصغار بعضها والاستهانة بها فإنّها من موجبات الهلكة.

اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب جرى به علمك فيّ وعليّ إلى آخر عمري بجميع ذنوبي لأوّلها وآخرها وعمدها وخطئها وقليلها وكثيرها ودقيقها وجليلها وقديمها وحديثها وسرّها وعلانيتها وجميع ما أنا مذنبه وأتوب إليك وأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تغفر لي جميع ما أحصيت من مظالم العباد قبلي ؛ فإنّ لعبادك عليّ حقوقا أنا مرتهن بها تغفرها لي كيف شئت وأنّى شئت يا أرحم الرّاحمين .

وانتهت بذلك هذه الاستغفارات التي لم يترك الإمام (عليه السلام) ذنبا يبعد الإنسان عن ربّه إلاّ أشار إليه .

أنّ الاجتناب عن اقتراف الذنوب له أثره التامّ في صفاء النفس والاقتراب من الخالق العظيم والفوز برضاه ؛ وهذا الدعاء من ذخائر أدعية إمام المتّقين سلام الله عليه ففيه عرض شامل لجميع الذنوب التي توجب البعد عن الله تعالى الذي هو عزّ اسمه مصدر الفيض والخير على الناس لو كانوا يشعرون .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.