المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Tok Pisin and English in contact
2024-04-29
التنظيم
5-5-2016
الغابات الشمالية
5-2-2018
A derivational constraint involving quantifiers
2024-07-23
نور الزهراء يكشف الظلمة
16-12-2014
دارات العاكسات التي تستخدم الثايرستور: العاكس مع محول نقطة وسط
2023-08-14


نظرة إسلامية عامة للإرث  
  
1676   11:26 صباحاً   التاريخ: 25-12-2020
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص351-352
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

الإسلام سعى من خلال نظامه الاقتصادي لكي لا يكون هناك دولة بين الأغنياء ، ومعنى ذلك أن الإسلام أراد ان لا تتراكم الثروات في اتجاه معين ، او عند شخص معين ، فلو أن كل فرد أعطى ثروته لفرد واحد فقط فهذا سيعني أن الثروة ستتجمع مع شخص معين وتكبر وتنمو ويصبح هذا الشخص صاحب كل المال ، ولكن الإسلام جاء الى ثروة الشخص وقسمها بعد وفاته بين أبنائه وأبويه وزوجته الى ما هناك من طبقات الإرث المرتبطة به ، فالأصل في الإسلام أن لا يجمع المال في مكان واحد بل أراد أن يوزع المال في مجالات متعددة ، وهذا ما أرشد إليه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حيث قال: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [الحشر: 7]. ومعنى الآية الكريمة أن كل ما تحصل عليه أو يفيئ به الله سبحانه وتعالى عليكم فإنه يقسم بين فئات حددتها الآية الكريمة كي لا يكون هناك دولة بين الأغنياء والكل يعلم الدور والتأثير الذي يؤثره المال في المجتمع سياسة واقتصاداً واجتماعاً.

فتقسيم الثروة يؤدي إلى عدم تضاعفها ، وبالتالي يوفر لمن انتقلت إليه الثروة أن يبدأ حياة جديدة معتمداً على جزء ثروة الشخص الذي سبقه ، ما يؤدي إلى أن لا تتعاظم ثروة شخص واحد. وعلى المقلب الآخر تعطي لعدد من الأفراد قد يتجاوز عددهم الستة أو السبعة ثروات صغيرة تشكل الثروة العامة للمجتمع من خلال فتح فرص عمل جديدة لأكثر من فرد ، وهو أفضل من حجزها في يد شخص واحد قد يدخرها من دون العمل على تنميتها ، والنظريات الاقتصادية الحديثة تعتمد على فتح فرص عمل كثيرة لأفراد كثيرين برساميل صغيرة ما يؤدي الى إنتاج كبير متعدد ومتنوع في المجتمع .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.