المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

16- عقبة بن الحجاج السلولى
23-11-2016
عيوب نظام البلمرة في المحلول المتجانس
23-11-2017
تفسير الآية (9-12) من سورة فصلت
1-10-2020
حضرموت
13-11-2016
العلوم الخاصة بالقرآن
17-10-2014
Inverse Scattering Method
21-7-2018


الامراض الناشئة عن الخوف من المدرسة  
  
1280   10:03 صباحاً   التاريخ: 2-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص41 ــ 44
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

السنة الدراسية تقترب، والكثير من الأطفال الصغار لأول مرة في حياتهم يذهبون إلى المدرسة. المدرسة محيط غير مأنوس لهؤلاء الاطفال، فهو حياة الزامية مع افراد جدد، وروؤساء جدّد. وقواعد انظباطية جديدة، أطفال بصور مختلفة من صغار وكبار وآداب وسنن متنوعة وطريقة خاصة للحياة.

أسلوب الحياة يختلف عن البيت في هذا المحيط، يجب إنهاء دقائق وساعات من اليوم فيها والجلوس على رحلات خاصة والاستماع الى المعلم.

ومن الممكن أنهم سمعوا عن الضرب والشتم واهراق ماء الوجه والاشتباكات التي تحصل للأطفال. وبعد ذلك اقل مسألة هي انه يجب ابتعاده عن محيط البيت والاستقرار في هذا المحيط الجديد.

يجب أن يعلّم الطفل بأن فترة اللعب بحرية قد حدّدت، وان فترة الاستقلال قد زالت، فلا بد أن يقلص ميوله، يجب وضع الزمام على قفزه وطيرانه، لأن الدلال هنا لا معنى له، بل قد يتطلب الأمر اتخاذ موقف معين أمامه في بعض الأحيان.

هذه المجموعة تكون سبباً لخوف مبهم ومعقد ينتشر في جميع كيانهم أو يكون سبباً لتغلب الحيرة والاضطراب عليهم وباصطلاح العوام (يخسر نفسه ويجبن)، وهذه الخسارة هي السبب في تولّد نوع من المرض الذي ليس له أصل ولا جذور يسمى ب (الفوبيا المدرسية).

تعريف هذه الحالة 

يطرح البحث عن هذه الحالة (الفوبيا) في قسم الخوف. وهو الخوف الشديد الذي تكون جذوره في روح الانسان ويجعله تحت سلطته وسيطرته بصورة لا ارادية.

الفوبيا المدرسية في الحقيقة هو خوف أساسه الرعب من المدرسة!، ليس له علّة جسمانية وعصبية، بل ينشأ من إختلال الأوضاع النفسية، وفي الحقيقة انها تنشأ من تأثيرات الروح على الجسم ويبرز بأنواع متنوعة.

هؤلاء بمجرد الأنفصال عن الوالدين والدخول الى المدرسة يبدأون بالعويل والبكاء، يسعون لأجل الهزيمة من المدرسة والوصول الى البيت. فهو بأمر والديه يذهب إلى المدرسة. ويتوهّم أنه قد أصيب بمرض عضال وغير قابل للعلاج ولا مفر له إلا بالتوافق معه.

الطفل في أول يوم من حياته المدرسية، وبعض الأحيان من أول الأسبوع أو في أيام الامتحان أو الأيام التي يحاسب فيها من قبل معلمه أو يكلف فيها يصاب بالمرض، لونه يصفر وتشتد عنده حالة التقيء والتهوّع، ولا بد في هذه الحالة أن يأخذ إلى الطبيب.

الطبيب ـ بدوره ـ يبحث عن علّة المرض ولكنّه لا يجد شيئاً، ويبقى حيراناً ماذا يفعل ولكنه ان كان ذا خبرة وكان عالم بأمراض الأطفال فانه سيعثر على المرض في فكر الطفل ونفسه، ويبدأ بمعالجته ويعطي أوامره للعمل بها، وحتى يستطيع أن يقول لوالديه متى وفي أي زمان سيعود هذا المرض.

العلامات الظاهرة

أنتم ترون أن ابنكم يأتيه المغص وقت الصباح عند الذهاب إلى المدرسة، يتقيء ويتمرّض في ليلة الامتحان، ويغمى عليه في وقت الامتحان، وعندما تُرجعونه إلى البيت وبعد مدّة قصيرة تتحسن حالته، وهذه علامة من تلك الفوبيا المدرسية.

مرض الفوبيا المدرسي يظهر نفسه على صور مختلفة ومن تلك الصور هي: الاختلال في هضم الطعام، عدم الشهية، الآلام البطنية، حالة التهوّع، الأرق، الحمى، آلام الرأس والاُذن، وفي بعض الأحيان أمراض جسمية..

ومن علاماته الاُخرى: ضغط الدم، تشنج الجسم وارتعاشه، الصرع، والاختلالات الجلدية، عدم القدرة على الخروج من السرير في الصباح، البكاء والعويل، إحساس الحرقة في المعدة، سوء الهضم و...التي تعجز الأطباء والخبراء عن معرفة سبب المرض في بعض الأحيان.

بعض الأحيان تكون هذه الحالة بصورة بكاء شديد ومستمر مع قليل من التذرّع واللجاجة. واضطراب نفسي، وحتى في بعض الأحيان بصورة ضعف جنسي في الكبار، وعصبية وحدة في المزاج وتوتر عصبي مستمر، والذي من شأنه ان يقلق الأب والام ويقوموا بإرسال طفلهم الى الطبيب على وجه السرعة.

وأخيراً تظهر هذه الحالة في بعض الأحيان بصورة الهروب من المدرسة. التغيّب عن المدرسة، اثارة المشاكل في المدرسة، العلاقات الضعيفة مع بقية التلاميذ، اتخاذ موقف عدواني من الأبوين.

وقد تذهب اُمّه معه الى المدرسة. ولكنه يذهب باكيا ومعولاً إلى المدرسة وان قرّرت اُمه أن لا ترسله إلى المدرسة في ذلك اليوم فأنه يطمئن ويهدأ ويبدأ باللعب.

هؤلاء على اُهبة الاستعداد لأن يبقوا في البيت ويعملوا كل ما تأمرهم به أمّهم ولكنهم لا يرغبون بالذهاب إلى المدرسة. هم على أهبة الاستعداد للبقاء في البيت ومساعدة اُمهم ورعاية أخيه الرضيع. بشرط عدم الذهاب إلى المدرسة. وهذا الأمر يتضح أكثر في الأيام الأولى من الاسبوع وفي السنة الاولى من المدرسة، ولكن يمكن أن يبقى على صورة خوف مزمن لعدة سنين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.