المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
Rise-fall Λyes Λno
2024-11-05
Fall-rise vyes vno
2024-11-05
Rise/yes/no
2024-11-05
ماشية اللحم كالميك في القوقاز Kalmyk breed
2024-11-05
Fallyes o
2024-11-05
تركيب وبناء جسم الحيوان (الماشية)
2024-11-05

conversion (n.)
2023-07-26
مواعيد زراعة الخيار
6-7-2022
compensatory lengthening
2023-07-11
النيوتن
30-7-2017
مفهوم الانتقال من الكُمُون الحراري إلى الحرارة الكامنة عند أرسطو (القرن 4 ق.م.)
2023-05-03
Extended Binary Tree
20-5-2022


النمو الاجتماعي في المراهقة  
  
5065   02:46 صباحاً   التاريخ: 24-5-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص41ـ42
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

المعروف إن سلوك الفرد اجتماعياً عملية تطويرية ذات صفة مستمرة تبدأ بذورها في مرحلة الطفولة المبكرة. وعلى وجه التحديد يكون في السنة الأولى حين يشعر بعلاقاته مع أمه أو مع البديل عنها. وعندما تأخذ هذه العلاقة بالتطوير سعة وعمقاً وتناسقاً مع البيئة التي يعيش في ثناياها ويتفاعل مع متغيراتها في الانتماء أو الاتصال بأي جماعة من الجماعات في البيت أو المدرسة أو الشارع يترك آثاراً مهمة في التركيب النفسي للفرد. وذلك لأن الفرد يقيم الحكم على نفسه وعلى الآخرين من خلال نتائج التعامل الاجتماعي فإن حصل من خلاله على الاحترام والتقدير شعر بالسعادة والاطمئنان وعلى العكس من ذلك فإنه في حالة رفضه من قبل الجماعة أو تقليلاً منهم لشأنه فقد ينتابه القلق و تخيّم عليه التعاسة.

إن انتقال الطفل من بيئة إلى أخرى يحمله مضطراً على تعديل أنماط سلوك الجماعة الجديدة ، وهذه الخاصية أحياناً يطلق عليها (القدرة على التكيف) وهي القدرات المهمة في حياة الفرد حتى ليذهب البعض إلى اعتبارها من مؤشرات ذكاء الفرد وهي على العموم من ركائز نجاح الفرد في الحياة.

إن الحاجة إلى الانتماء والتعلق بالجماعة تظهر في بداية المراهقة ولكنها تأخذ بإلحاح عندما لا يتوفر المناخ الملائم لإشباعها داخل البيت والمراهق حينما يتخلص ـ أو يحاول من ـ ضغط العائلة فإنه ينشد جماعة أخرى توافقه على مطالبه دون اعتراض ، وعن هذا الطريق يؤكد ذاته إلى حد كبير. غير إن ذلك لا يتحقق بسهولة ولهذا السبب يبدأ الصراع بين المراهق ومجتمعه فإن كان هذا الصراع شديداً فإنه يؤدي إلى قيام حالات انفعالية ثائرة عند المراهق كما يؤدي إلى زيادة الشك في أفعال وأقوال من يحيط به منهم.

إن الفرد ينتقل من الطفولة إلى المراهقة ولكن هذا الانتقال لا يخلصه من آثار الخبرات الأولى التي عاشها في الطفولة والتي تستمر آثارها إلى المراحل اللاحقة من المراهقة والرشد. وهذا يعني إن نجاح المراهق في التكيف والتوافق للمواقف الاجتماعية الأولى والاتجاهات التي تمخضت عنها. ولكن هذا لا يعني قطعاً إن الشخص الذي كان بعيداً عن المشكلات الاجتماعية في طفولته سيكون لذلك في مراهقته ، فالواقع يؤكد بأن لا مراهقة عنيدة بمشكلاتها. إلا إنها من حيث الحدة والشدة تتوقف على ماضي الفرد وخبراته في الطفولة، سواء أكانت تلك الخبرات شعورية أم لا شعورية.

وهذا يبدو لنا جلياً مدى تأثر الطالب عندما ينتقل من مدرسة إلى أخرى بسبب ظروف والديه أو انتقالهم للمعيشة من موقع لآخر مما سيؤدي إلى أن يلاقي صعوبة بسبب تحول اندماجه من مكانه الذي عايشه سابقاً إلى موقع آخر ورفاق جدد ووجوه جديدة لا يطمئن للتعامل معها إلا بعد فترة معينة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.