أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-03-2015
3331
التاريخ: 6-4-2016
3005
التاريخ: 4-03-2015
3027
التاريخ: 8-6-2022
1875
|
عمد ولاة ابن هند إلى نشر الجور والظلم في جميع أنحاء البلاد فكانت دوائرهم مصدرا للقلق والاضطراب وبابا من أبواب البلاء على الناس فما راجعها أحد إلا اكتوى بنارها يقول عبد الملك في وصفها : أنعم الناس عيشا من له ما يكفيه وزوجة ترضيه ولا يعرف أبوابنا الخبيثة فتؤذيه .
لقد بالغ الولاة فى ظلم المواطنين واضطهادهم فأخذوا ينهبون الاموال بغير حق ويشددون في أمر الخراج ويرغمون الناس على أدائها يقول فان فلوتن : وبدل أن يتخذ الخلفاء أي ملوك الأمويين التدابير لمحاسبة الولاة ومنعهم من الظلم نجدهم يقاسمونهم فى فوائدهم من الأموال التي جمعوها بتلك الطرق المفضوحة وهذا معناه رضى الخلفاء بسوء تصرف العمال مع أهل البلاد بالاضافة إلى أنه دليل على أن بعضهم كان يهمه مصالح الخزينة المركزية بالدرجة الأولى .
ان معاوية وسائر ملوك بنى أمية لم يحاسبوا واليا من ولاتهم ولم يمنعوهم من الظلم والاعتداء على الناس يقول عاقبة بن هبيرة الأسدي لمعاوية منددا بطمع ولاته واستصفائهم أموال الرعية :
معاوي إننا بشر فاسجح فلسنا بالجبال ولا الحديد
أكلتم أرضنا فجردتموها فهل من قائم أو من حصيد
فهبنا أمة ذهبت ضياعا يزيد أميرها وأبو يزيد
أتطمع في الخلافة إذ هلكنا وليس لنا ولا لك من خلود
ويقول الشاعر الراعي النميري لعبد الملك بن مروان مبينا له جور عماله واضطهادهم لقومه حتى افتقروا وهربوا في البيداء وليس معهم سوى إبل مهزولة يقول الراعي :
أخليفة الرحمن إنا معشر حنفاء نسجد بكرة وأصيلا
إن السعاة عصوك يوم أمرتهم وأتوا دواهي لو علمت وغولا
أخذوا العرين فقطعوا حيزومه بالأصبحية قائما مغلولا
وهذا الشعر طافع بالأسى والألم قد صور فيه الشاعر الجور والمظالم التي صبها الولاة على الناس وقد استمر الجور حتى في دور عمر بن عبد العزيز الذي هو أعدل ملوك بنى أمية كما يقولون فان عماله لم يألوا جاهدا قي نهب أموال الناس وسلب ثرواتهم وفى ذلك يقول كعب الأشعري مخاطبا له :
إن كنت تحفظ ما يليك فانما عمال أرضك بالبلاد ذئاب
لن يستجيبوا للذي تدعو له حتى تجلد بالسيوف رقاب
بأكف منصلتين أهل بصائر في وقعهن مزاجر وعقاب
وانبرى لعمر رجل وهو على المنبر فقال له :
إن الذين بعثت في أقطارها نبذوا كتابك وأستحلّ المحرم
طلس الثياب على منابر أرضنا كل يجور وكلهم يتظلم
وأردت أن يلي الأمانة منهم عدل وهيهات الأمين المسلم
لقد امتحن المسلمون امتحانا عسيرا وأرهقوا إرهاقا شديدا من الحكم الأموي الذي عمد إلى اماتة الحق ومناهضة العدل ونشر الفقر والبؤس في جميع انحاء البلاد ؛ ومهما يكن الأمر فان هذه البوادر التي ذكرناها عن معاوية وعن بني أمية قد شددت نقمة الناس عليهم في جميع مراحل التاريخ فقد أبرزت واقعهم الجاهلي الذي لا التقاء له مع النواميس الدينية وكان هذا هو الانتصار الرائع الذي أحرزه الإمام الحسن (عليه السلام) في صلحه فقد عاد الصلح بالنكاية ببنى أمية وبالتشهير والقدح بمعاوية حيا وميتا وعاد الحكم الأموي مثالا للسلطة الجائرة التي تحمل شعار الظلم والاستبداد والاستهانة بحقوق الناس .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|