المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

خطة الاتصال
27-6-2016
الزيزفران Ziziphora tenuior L
1-2-2021
مرض اعفان الجذور وموت البادرات على الذرة ومكافحتها
26-6-2017
الجزاءات الدولية الخالية من الإكراه ( غير الجزاءات التأديبية ).
16-6-2016
The Language Faculty
28-7-2022
ابان بن تغلب
17-04-2015


التحذير والتذكير في يوم عاشوراء  
  
3373   03:43 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص339-341.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015 3306
التاريخ: 27/9/2022 2174
التاريخ: 8-04-2015 4473
التاريخ: 22-11-2017 3022

[في يوم عاشوراء] دعى الحسين (عليه السلام) براحلته فركبها ونادى بأعلى صوته: يا أهل العراق، وجلهم يسمعون فقال : ايها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم علي، وحتى أعذر اليكم، فان أعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد، وان لم تعطوني النصف من أنفسكم فاجمعوا رأيكم " ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا إلى ولا تنظرون ان ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين " ثم حمد الله واثنى عليه وذكر الله تعالى بما هو أهله وصلى عليه النبى (صلى الله عليه واله) وعلى ملائكته وانبيائه، فلم يسمع متكلم قط قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه، ثم قال: اما بعد فأنسبوني فانظروا من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها، فانظروا هل يصلح لكم قتلى وانتهاك حرمتي؟ ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين المصدق لرسول الله (صلى الله عليه واله) بما جاء به من عند ربه؟ , أو ليس حمزة سيد الشهداء عمى؟ أو ليس جعفر الطيار في الجنة بجنا حين عمى؟ , أو لم يبلغكم ما قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لى ولأخي: هذان سيد اشباب أهل الجنة؟ , فان صدقتموني بما أقول وهو الحق؟ والله ما تعمدت كذبا منذ علمت ان الله يمقت عليه أهله، وان كذبتموني فان فيكم من ان سئلتموه عن ذلك أخبر كم ، سلوا جابر بن عبدالله الانصارى، وأبا سعيد الخدري ، وسهل بن سعد الساعدي، وزيد بن أرقم، وانس بن مالك، يخبروكم انهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله (صلى الله عليه واله) لى ولأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمى!!.

فقال له شمر بن ذي الجوشن : هو يعبد الله على حرف ان كان يدرى ما يقول، فقال له حبيب بن مظاهر : والله انى لأراك تعبد الله على سبعين حرفا وأنا أشهد انك صادق، ما تدرى ما يقول، قد طبع الله على قلبك.

ثم قال لهم الحسين (عليه السلام) : فان كنتم في شك من هذا أفتشكون انى ابن بنت نبيكم؟ فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيرى فيكم ولا في غيركم، ويحكم أتطلبونى بقتيل منكم قتلته؟ أو مال لكم استهلكته؟ أو بقصاص جراحة؟ فاخذوا لا يكلمونه فنادى : ياشبث بن ربعى، وياحجار بن أبجر، ويا قيس بن الاشعث، ويا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إلى : ان قد أينعت الثمار واخضر الجنات ، وانما تقدم على جند لك مجند.. .

فقال له قيس بن الاشعث : ما ندرى ما تقول ولكن انزل على حكم بني عمك، فانهم لم يروك إلا ما تحب.

فقال له الحسين (عليه السلام): لا والله لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل، ولا أفر فرار العبيد، ثم نادى: يا عباد الله " انى عذت بربى وربكم ان ترجمون، اعوذ بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب " ثم انه اناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها، فاقبلوا يزحفون نحوه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.