أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015
3697
التاريخ: 18-10-2015
3453
التاريخ: 29-3-2016
3315
التاريخ: 28-3-2016
3460
|
فكيف ينخذل الحسين وينتصر يزيد في عالم شهد النبوة وشهد الخلافة على سنة الراشدين؟ إن كلمة واحدة قالها الحسين في ساعة يأسه تشف عن مبلغ يقينه بوجوب الحق، وعجبه من أن يكون الأمر غير ما وجب، وذلك حيث قال : الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت به معائشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون .
إن الطبائع الأرضية لا تنخدع في صلاح الناس، ولا تعجب هذا العجب؛ لأنها لا تخرج من نطاقها المحدود، ولا تصدق ما وراءه من الآمال والوعود.
إنها لا تضل عن طريق المنفعة؛ لأنها لا تعرف غيرها من طريق، إنها تؤثر القنديل الخافت في يدها على الكوكب اللامع في السماء، لا لأنها لا ترى الكوكب اللامع في السماء؛ بل لأنها ترى القنديل والكوكب فتعلم أن هذا قريب وأن ذاك جد بعيد.
إنها لا تنخدع بالسراب؛ لأنها لا تخرج من عقر دارها، ولا تشعر بظمأ الفؤاد، ولا تنظر إلى السراب.
ولكن طبيعة الشهداء غير طبيعة المساومة على البيع والشراء.
طبيعة المساومة موكلة بالحرص على الهنات.
وطبيعة الشهادة موكلة ببذل الحياة لما هو أدوم من الحياة.
وشتان طبيعة وطبيعة، وشتان خطأ الشهداء وخطأ المساومين.
وليست موازين المساومة بالموازين الفذة التي يصلح عليها أمر بني الإنسان، فإن بني الإنسان ما بهم عن غنى قط عن الذين يخطئون؛ لأنهم أرفع من المصيبين، وأنهم لهم الشهداء.
وإنهم لعلى صواب في المدى البعيد، وإن كانوا على خطأ في المدى القريب، مدى الأجواف والمعدات والجلود لا مدى الأرواح والأخلاد.
من هؤلاء كان الحسين - رضي لله عنه - بل هو أبو الشهداء، وينبوع شهادة متعاقبة لا يقرن بها ينبوع في تاريخ البشر أجمعين.
فلا جرم يصيب في المدى البعيد، ويخطئ في المدى القريب، مدى المنفعة التي تناله هو في معيشة يومه، وهو المدى الذي لا يأسف عليها ولا ينص الركاب إليه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|