أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2016
3284
التاريخ: 30-3-2016
2891
التاريخ: 1-11-2017
8460
التاريخ: 30-3-2016
3046
|
عقب عيسى بن زيد من أربعة أولاد:
1- احمد المختفي 2- زيد 3- محمد 4- الحسين الغضارة ، و الحسين المذكور هو جدّ عليّ بن زيد بن الحسين الذي خرج في ايّام المهتدي باللّه و بايعه جمع من عوام الكوفة و أعرابها، فارسل المهتدي شاه بن ميكال لحربه في جيش عرمرم فلمّا سمع جيش عليّ بالخبر خافوا لانّ عددهم كان حوالي مائتي فارس ؛ فلمّا رأى عليّ خوف أصحابه و دهشتهم قال لهم : أيها الناس انّ القوم لم يريدوا أحدا سواي و انّي رفعت بيعتي عنكم فاذهبوا لشأنكم و دعوني و اياهم، فقالوا : لا و اللّه لا نفعل هذا أبدا.
فلمّا وصل الجيش دخل في قلوبهم رعب عظيم فقال عليّ : اثبتوا و انظروا ما اصنع، فسلّ سيفه ثم قنّع فرسه و حمل في وسطهم يضربهم يمينا و شمالا فأفرجوا له حتى صار خلفهم و علا على تل، ثم حمل من خلفهم فافرجوا له حتى عاد الى موقعه، فحمل هكذا ثلاث مرات حتى قوى أصحابه و ذهب الخوف عنهم فهجموا على القوم فهزموهم أقبح هزيمة.
و بقى عليّ بن زيد الى أيام المعتمد فأخذه ناجم مع طاهر بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس بن أمير المؤمنين (عليه السلام) و طاهر بن احمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن ابي طالب، بالبصرة فضرب أعناقهم.
كان احمد بن عيسى بن زيد رجلا عالما فقيها زاهدا له كتاب في الفقه، و أمّه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمية، ولد سنة (185) هـ و توفى سنة (240) هـ و كفّ بصره في آخر عمره و كان يعيش في دار الخلافة بعد وفاة أبيه عيسى و تسليمه الى المهدي العباسي كما ذكرناه عند وفاة أبيه و بقي هناك الى زمن الرشيد و قال صاحب عمدة الطالب : كان عند الرشيد الى أن كبر و خرج فأخذ و حبس فخلص، و اختفى الى أن مات بالبصرة و قد جاوز الثمانين، فلذلك سمّي بالمختفي ؛ و زوجته خديجة بنت عليّ بن عمر بن الحسين (عليه السلام) ، و هي أمّ ابنه محمد الوجيه الفاضل المتوفي بالحبس ببغداد.
يقول المؤلف : من الذين نسبوا أنفسهم الى أحمد المختفي صاحب الزنج، فقد ادعى انّ نسبه هكذا- أنا عليّ بن محمد بن احمد بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) و قال له جمع : دعيّ آل أبي طالب، و جاء في توقيع الامام الحسن العسكري (عليه السلام) : صاحب الزنج ليس من أهل البيت ؛ و أصله من احدى القرى في الري و يميل الى مذهب الازارقة و الخوارج، و يعتقد انّ جميع الذنوب شرك، و كان أصحابه و أعوانه كلهم من الزنج و خرج في ايام المهتدي باللّه لثلاثة أيام بقيت من شهر رمضان سنة (255) هـ في حدود البصرة ثم توجه الى البصرة و ملكها و حرّض الزنج على الثورة و القيام و كان جمع كثير منهم بالبصرة و الأهواز و نواحيها، و كانوا يباعون على أهل الضياع و البساتين و المزارع كي يعملوا فيها.
و وافقه جمع من الأعراب و ظهرت منه أفعال لم يفعلها قبله أحد، و خرج لحربه في ايام المعتمد على اللّه العباسي احمد بن المتوكل أخوه طلحة بن المتوكل، الملقب بالموفق و القائم بأمر الخلافة، فحاربه و استعمل عليه شتى الحيل حتى ظفر به و قتله و أراح الناس من شرّه، و قد بلغت ايام سلطة صاحب الزنج و ملكه حوالي أربع عشرة سنة و أربعة أشهر، و كان رجلا قاسي القلب، ذميم الافعال لم يمتنع من سفك دماء المسلمين و الفتك بهم و أسر نسائهم و قتل ذراريهم و نهب أموالهم، و قيل انّه قتل من أهل البصرة في وقعة واحدة ثلاثمائة الف نفر، و قد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) في اخباره بالمغيبات مرارا الى صاحب الزنج و فتنته و ابتلاء أهل البصرة حيث قال في بعضها : يا أحنف كأنّي به و قد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار و لا لجب و لا قعقعة لجم و لا حمحمة خيل، يثيرون الارض باقدامهم كأنّها اقدام النعام.
قال السيد الرضي : يومئ (عليه السلام) بذلك الى صاحب الزنج .
يقول المؤلف : لم يكن مع صاحب الزنج في اوائل ظهوره و بعد ما لحق به الزنج و كثر أصحابه الّا ثلاثة أسياف- كما قاله المؤرخين- فخرج الى البصرة فمرّ على قرية الكرخ، فأتاه كبراؤها و هيئوا مكانا لنزوله، فبات ليلته تلك عندهم فلمّا أصبح أهدى له رجل من أهل القرية المسماة جبّى فرسا كميتا فلم يجد سرجا و لا لجاما فركبه بحبل و سنفه بحبل ليف.
قال ابن أبي الحديد : هذا تصديق قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : «كأنّي به قد سار في الجيش الذي لا غبر و لا لجب و لا قعقعة لجم و لا حمحمة خيل ...» .
ثم قال (عليه السلام) للأحنف : «ويل لسكككم العامرة و الدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النسور، و خراطيم كخراطيم الفيلة من اولئك الذين لا يندب قتيلهم و لا يفتقد غائبهم، أنا كابّ الدنيا بوجهها و قادرها بقدرها و ناظرها بعينها» .
قال المؤرخون : دخل صاحب الزنج البصرة يوم الجمعة في السابع عشر من شوال سنة (257) هـ فقتل أهلها و أحرق المسجد الجامع و أحرق الدور، و كان يوم الجمعة و السبت و الأحد لا يعمل عملا الّا القتل و الفتك حتى فاضت الجداول بالدم و اتسع الحريق من الجبل الى الجبل و عظم الخطب، و عمّها القتل و النهب و الاحراق ثم أعطى الامان و قال : كلّ من حضر فله الأمان، فلمّا اجتمع الناس غدر بهم و أجرى السيف على رقابهم فعلا الصوت بذكر الشهادتين و جرت الدماء على الارض فقتلهم عن آخرهم و كان أصحابه إذا رأوا أحد أثرياء البصرة انتهبوا ماله اولا و ان لم يجدوا مالا عذّبوه حتى يظهر ماله ثم يقتلوه و لو كان فقيرا قتلوه في ساعته.
و اختفى من سلم من أهل البصرة في آبار الدور فكانوا يظهرون ليلا، فيطلبون الكلاب و الفئران و السنانير فيذبحونها و يأكلونها، فأفنوها حتى لم يقدروا على شيء منها فصاروا إذا مات الواحد منهم أكلوه فكان يراعي بعضهم موت بعض و من قدر على صاحبه قتله و أكله.
و رأيت امرأة تبكي و بيدها رأس، فقال لها قائل : ويحك ما لك تبكين؟
فقالت : اجتمع الناس على أختى فما تركوها تموت بشكل طبيعي حتى قطّعوها و ظلموني فلم يعطوني من لحمها شيئا الّا الرأس.
يقول المؤلف : هذه معجزة كبيرة لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث أخبر بما سيقع بالبصرة و قال أيضا : فويل لك يا بصرة عند ذلك من جيش من نقم اللّه، لا رهج له و لا حسّ و سيبتلى أهلك بالموت الأحمر و الجوع الأغبر .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|