أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016
3703
التاريخ: 8-04-2015
3321
التاريخ: 29-3-2016
3739
التاريخ: 29-3-2016
4892
|
لمْ يفكر مسلم في تلك الساعة الحرجة بما سيعانيه مِن القتل والتنكيل على يد الطاغية ابن مرجانة ؛ وإنّما شغل فكره ما كتبه للإمام الحُسين بالقدوم إلى هذا المصر فقد أيقن أنّه سيلاقي نفس المصير الذي لاقاه فدمعت عيناه وظنّ عبيد الله بن العباس السلمي أنّه يبكي لما صار إليه مِن الأسر فأنكر عليه ذلك وقال له : إنّ مَنْ يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل الذي نزل بك لمْ يبكِ ؛ فردّ عليه مسلم ما توهمّه فيه قائلاً : إنّي والله ما لنفسي بكيت ولا لها مِن القتل أرثي وإنْ كنت لمْ أحبّ لها طرفة عين تلقها ولكنْ أبكي لأهلي المقبلين أبكي لحُسين .
وازدحمت الشوارع والأزقة بالجماهير الحاشدة لتنظر ما يؤل إليه أمر القائد العظيم وما سيلاقيه مِن الاُمويِّين ولمْ يستطع أحد منهم أنْ ينبس ببنت شفة حذراً مِن السلطة العاتية.
جيء بمسلم أسيراً تحفُّ به الشرطة وقد شهرت عليه السيوف فلمّا انتهي به إلى قصر الإمارة رأى جرّة فيها ماء بارد وقد أخذ العطش منه مأخذاً أليماً فالتفت إلى مَنْ حوله قائلاً : اسقوني مِنْ هذا الماء , فانبرى إليه اللئيم الدنس مسلم بن عمرو الباهلي فقال له : أتراها ما أبردها؟ والله لا تذوق منها قطرة حتّى تذوق الحميم في نار جهنم , ولا حدّ لظلم الإنسان ولا منتهى لوحشيته وجفائه فما يضرّ اُولئك الجفاة لو سقوه الماء وهو أسير بين أيديهم لا يملك مِنْ أمره شيئاً وكان هذا السمت مِن التردّي وسقوط الأخلاق قد عُرف به جميع السفلة الساقطين مِنْ قتلة المصلحين .
فانبرى مسلم فأراد التعرّف على هذا الإنسان الممسوخ الذي تنكّر لأبسط القِيَم الإنسانية قائلاً له : مَنْ أنت؟!
فأجابه مفتخراً بأنّه مِنْ عملاء السلطة الاُمويّة وأذنابها قائلاً : أنا مَنْ عرف الحقّ إذ تركته ونصح الاُمّة والإمام إذ غششته وسمع وأطاع إذ عصيته أنا مسلم بن عمرو ؛ أيّ حقّ عرفه الباهلي؟ وأيّ نصيحة أسداها للاُمّة هذا الجلف الجافي الذي ارتطم في الباطل وماج في الضلال؟ لقد كان منتهى ما يفخر به تماديه في خدمة ابن مرجانة الذي هو صفحةُ عارٍ وخزي على الإنسانية في جميع مراحل التاريخ , وردّ عليه مسلم بمنطقه الفيّاض قائلاً : لاُمِّك الثكل! ما أجفاك وأفظك وأقسى قلبك وأغلظك! أنت يابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم منّي , واستحيا عمارة بن عقبة مِنْ جفوة الباهلي وقسوته فدعا بماء بارد فصبّه في قدح فأخذ مسلم كلّما أراد أنْ يشرب يمتلئ القدح دماً وفعل ذلك ثلاثاً فقال وقد ذاب قلبه مِن الظمأ : لو كان مِن الرزق المقسوم لشربته ؛ وهكذا شاءت المقادير أنْ يُحرمَ مِن الماء ويموت ظامئاً كما حُرِمَ مِن الماء ابن عمّه ريحانة الرسول (صلّى الله عليه وآله) وسيّد شباب أهل الجنّة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|