المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Brook Taylor
27-1-2016
تعيين التركيب الكيميائي للجلوكوز Glucose
2023-09-09
مناظرة ابن طاووس مع بعض أهل الخلاف
11-11-2019
المصادر الغير مدونة للخصومة الإدارية
2024-01-10
العوامل البشرية المؤثرة على السياحة - تسهيلات الإمداد
2-10-2019
القياس الأصلي
3-1-2023


السرقة عند الأبناء(1)  
  
3600   09:25 صباحاً   التاريخ: 7-12-2019
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص125ـ130
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2020 1831
التاريخ: 21-4-2016 2730
التاريخ: 2023-04-01 1120
التاريخ: 21-4-2016 2535

ينزعج الآباء والمربون في العادة مما يرتكبه أبناؤهم من سرقات ، ويعتبرون ذلك بداية سيئة شريرة ومستقبل مظلم.

والسرقة رذيلة إلا أنهم يعتبرونها أم الرذائل وذلك لأن الأخلاق تحاسب عليها ، وكذلك يحاربها الدين ، كما ينظر لها المجتمع نظرة فيها الكثير من الحطة والازدراء. ويطلب بعض الآباء ممن يخافون العاقبة عند ظهور مثل هذه الحوادث التي قد تدور حول سرقات نادرة تصدر عن طفل شريف مهذب ، والآباء بصورة عامة يهتمون بسرقة المال أكثر من الأشياء الأخرى. وتختلف مسروقات الأطفال من حالة لأخرى وهي في العادة تشمل على الأغذية وكل شيء ملون جذاب... أما سرقة المال فتحتمل مجالا ضيقا من سرقات الأطفال. أما أعمار الأطفال السارقين فليس لها مقياس محدد لأن الطفل معرض في كل سنة من سنوات حياته للسرقة.

وتوقفنا الملاحظة العادية على أن الآباء لا يضطربون من السرقات التي يرتكبها طفل لم يتجاوز من عمره عشرة سنوات اعتقادا منهم بأن ضمير الطفل من عمره لم يكن قد تكون قبل هذا السن. كما يتغاضى بعضهم عن السرقات الطفيفة... وهو خطأ يرتكبه أولئك الآباء لأن التساهل في الصغائر يؤدي للكبائر... وأول الغيث قطر ثم ينهمر. ولابد من فهم وظيفة السرقة ومكانتها من تكون الشخصية قبل الاتجاه نحو علاجها..! ليست السرقة فطرية طبيعية وإنما هي صفة مكتسبة وتستند السرقة على أساس طبيعي.

في الإنسان وهو الميل وليست السرقة إلا نموا شاذا لحب التملك عند الإنسان إذ إنها تعني الاستحواذ على ما يملكه الآخرون بدون وجه حق ، وأن بعض المهارات العقلية والجسمية التي تساعد على السرقة كسرعة حركة الأصابع وخفة الحركة عامة ودقة الحواس من سمع وبصر ، والقوة الميكانيكية ووفرة الذكاء العام ودقة الاحتياج والملاحظة وما إلى ذلك.

ففي كثير من الحالات كان صاحب الحالة يفتح أقفالاً معقدة بقطعة من سلك ويقطع جيبا لمسافر بموس دون أن يحس الشخص المسروق منه ، أو يخطف سلعة معينة ويفر هاربا أو لراكب دراجة أو غير ذلك من مئات الحيل والمهارات التي يلجأ إليها السارق ، والوقوف على هذه المهارات يمكننا من توجيهها في اتجاهات لصالح صاحبها وصالح المجتمع.

تبدأ السرقة عند الطفل نتيجة لعدم تمييزه بين ما يملكه وبين ما لا يملكه وفكرة التمييز بين ما يملكه وما لا يملكه ليست سهلة فالطفل يعيش عادة في منزل كل ما فيه ملك للكبار ، فليس له ما يعده ملكا له وأحيانا يغلق عليه الأمر فلا يعرف إن كانت لعبة معينة ملكا له أو لأخته.

والآباء بشرائهم لعبة واحدة لجميع أطفالهم يظنون أنهم  يعلمونهم الإيثار بدلاً من الأثرة والواقع على العكس من ذلك.

أما دوافع السرقة فتختلف من حالة لأخرى لأن السرقة تعتبر دائما عن حاجة نفسية ملحة تتطلب الإشباع والارتواء.

وهذه الدوافع تتنوع كثيرا فقد تكون الغيرة أو الحاجة المادية أو الرغبة في الانتقام أو سد حاجة الجسم من الغذاء أو لسد الحاجة للظهور أمام الرفاق أو بدافع نفسي خاص. وقد تكون السرقة نتيجة لجو فقد فيه العطف ونبضت العاطفة فيه ينابيع المحبة وازدادت القسوة والشدة وليست السرقة في مثل هذه الحالة إلا رمزا للاعتداء واسترداد العطف المفقود وهو سر من أسرار الحياة العقلية اللاشعورية.

وقد يسرق الطفل لأنه يشعر بالحاجة المادية فعلا ، كأن يكون محروما من حاجات كثيرة أو يكون جيبه فارغا من بعض النقود أو يكون قد نشأ في أسرة تعيش عيشة الكفاف وكل من أسبابه فعالة تدفع الطفل في مثل هذه الحالات للسرقة.

وفي حالات خاصة كانت الأم تدفع بالطفل للسرقة وتشجعه عليها أما لحاجة مادية أو لمفاهيم خاطئة تكونت في ذهن الأم.

وفي بعض الحالات تحدث السرقة لإشباع ميل أو عاطفة أو هواية كميل بعض الأولاد لركب الدراجة.

دخول السينما أو للأنفاق على هواية معينة كالتصوير وتربية الطيور وغير ذلك. وهي حالات يتعسر علاجها وإذا كان الدافع للسرقة متجها نحو شخص معين فقد ينتقل إلى أشخاص آخرين ، فالسرقة من الأب قد تنتقل إلى سرقة من أصحاب السلطة على وجه العموم ، والسرقة من الأخ قد تنتقل إلى سرقة من الزملاء وذلك بتحويل الدوافع نفسها من الموضوع الأصلي إلى موضوعات متشابهة له.

ويحدث أحيانا أن تبدأ السرقة بصورة مصغرة كسرقة الحلوى أو سرقة السجائر أو سرقة النقود ، وقد يكون الدافع لمثل هذه السرقات بسيطا وقد يكون لموقف الوالدين نحو الطفل في السرقة الأولى أثرها في تثبيتها ، فيتستر الأبوان على الطفل في أغلب أساليب الوصول إلى هذه الأشياء ويشتق الطفل لذة كبرى من انتصاره على كبار المحيطين به ثم تتكرر سرقاته ، ويقترن بهذه السرقات أمور أخرى كالتدخين والظهور الاجتماعي والإشباع الجنسي... الخ.

وهكذا يصبح الطفل سارقاً أصيلا في السرقة ، وتصبح السرقة بالنسبة إليه عادة راسخة يصعب اقتلاعها فيما بعد.

ويمكن تصنيف السارقين في زمرتين: الزمرة الأولى تضم الأطفال الذين اعتادوا السرقة والزمرة الثانية تضم الأطفال الذين يسرقون نادرا وفي ظروف وشروط خاصة ، ومن الخطأ الخلط بين هاتين الزمرتين.

أيها المربون...

عند دراسة أية حالة من حالات السرقة يجب أن نعرف: أهذه السرقة عارضة أم متكررة؟ أصاحب الحالة يسرق أشياء معينة أم كل الأشياء؟ أهذه السرقة انفرادية أم أنها تتم ضمن عصابة أو جماعة؟ وإذا كانت كذلك فهل السارق تابع أو متبوع؟ وعلينا أن ندرس المادة وطريقة السرقة وما يدل عليه كل هذا من ذكاء أو غباء.

كذلك لابد من محاولة الوصول للوظيفة التي تؤديها السرقة انه أي لابد من دراسة الدوافع الظاهرة والدوافع النفسية العميقة التي تؤدي للسرقة... وتساعدنا مثل الدراسة على تشخيص الحالة وتوجيه الطفل السارق. ويمكننا أن نحدد العلاج في أسس ثلاث:

الأساس الأول: هو إشباع ملكية الطفل

هنا يجب إشباع حب التملك عند الطفل دون تطرف بالطفل إلى الأنانية أو الجشع أو السرقة. يجب أن تحترموا أشياءه الخاصة به ولا تعتدوا عليها حتى يشعر بأن هناك خاصة هي ملك له وحده كالملابس والأدوات كالملابس والألعاب وما شابه... ولكن دون مبالغة حتى لا يؤول ذلك به إلى الأنانية وعدم التعاون مع الآخرين. وإنماء الشعور بالملكية ثم إتباعها في الوقت المناسب بإنماء روح التعاون والأخذ والعطاء مهم في التكوين الخلقي الاجتماعي على وجه العموم.

والأساس الثاني: هو إفهام الطفل القيم الاجتماعية:

وذلك بإفهام الضرورات الاجتماعية ، ومن الضروري أن يتقدم عندهم الإحساس باحترام القوانين الضرورية لسلامة حياة مشتركة فالخوف من رجال الأمن ومن السجن ومن كل وسائل الإرهاب التي يهدد بها المجرمون.. أساليب فاشلة في ردع السارقين عن سرقاتهم... بل ربما كان ذلك دافعا لهم وتشجيعا على السرقات.

إن التكوين الوجداني هو شرط أساس في هذا المجال.

والأساس الثالث: هو القدوة الطيبة:

فالأمانة لا تعلم عن طريق التلقين أو الشرح أو عن طريق الاستماع للدروس. المحاضرات والإذاعات... فالأمانة أسلوب أو اتجاه نصل إلى اكتسابه بالتعود واحتذاء المثل وبالمعاملة والقدوة الطيبة.

ولا يمكن أن أطلب من أبنائي أن يكونوا أمناء إذا كنت أنا رجلاً غير أمين.

وفي بعض الأحيان يواجه الأب باعتراض هائل ومواجهة غير مألوفة من أبنه عندما يسأله من أين لك هذا؟! وقد تسنده الأم أو أحد أخوته معترضين على عملية التشكيك بالطفل أو المراهق ولكن الحزم مطلوب في مثل هذه الحالة وأن لا يجعل الحبل على الغارب حتى يتأكد بالشكل الكامل والمضبوط من صلاحية التصرفات وعدم حصول السرقة لأنها إن لم تحصل فستضع انطباعا على الشدة والحزم في حالة مجرد التفكير بالسرقة.

____________________

(1) كيف نربي أبنائنا ونعالج مشاكلهم ـ معروف زريق ـ مدرس التربية وعلم النفس في دار المعلمين بدمشق ـ دار الفكر بدمشق ط1 1963.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.