المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ترجمة ابن المتأهل العذري
2024-12-03
ترجمة أبي الحجاج الطرطوشي
2024-12-03
ترجمة ابن الجد الفهري
2024-12-03
ترجمة ابن غفرون الكلبي
2024-12-03
ترجمة ابن الجياب
2024-12-03
ترجمة ابن الصباغ العقيلي
2024-12-03



مشاكل التربية / عدم ثقافة الأهل  
  
2563   01:21 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص132-134
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2017 7051
التاريخ: 2024-05-14 785
التاريخ: 15-10-2018 2168
التاريخ: 21-9-2018 1975

إن عدم ثقافة الأهل تُشكل أحد أهم المشاكل التي يمكن أن يعاني منها الأولاد مع أهلهم , ومن المعروف أن الثقافة ضرورية في كل جوانب الحياة , وهي أكثر ضرورة في مجال التربية, لأن الأهل المثقفين يطّلعون على ما ورد في الشرع أولا حول مسألة التربية والتأديب فلا يتجاوزونه,  وكذلك يطّلعون على ما ورد في المجال العلمي من آخر ما تفتق عنه العقل البشري من أساليب التربية المتطورة , والأهم أنهم يطلعون من خلال ثقافتهم الواسعة , على مشاكل العصر عند أولاد هذا الزمان فيتحضرون لمواجهتها , فمن المعروف ان كل عصر له مشاكل مختلفة عن العصر الآخر , ففي آخر النصف الاول من القرن العشرين الميلادي كانت المسألة الطاغية في الحوارات الفكرية مسألة الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى وهجوم الفكر الشيوعي, لذلك كان المطلوب من الاهل في تلك الفترة التسلح بالعقيدة الصافية لمواجهة هذه الحملة , ولعل سبب انحراف الكثير من الأولاد في تلك الفترة كان راجعا لعدم قدرة الأهل على تقديم إجابات شافية لأولادهم على ما يطرحونه من أسئلة وإشكالات في هذا الموضوع , في حين تميزت نهايات هذا القرن بهجمة الانحلال الخلقي والميوعة في كل المجالات , والتوجه نحو الانفتاح العالمي من خلال العولمة , وظاهرة القرية الكونية الواحدة من خلال السواتل والانترنت , كل ذلك يعرض على الاهل أسلوبا جديدا من المواجهة تعتمد على ثقافة العصر . فيجب علينا أن نوجههم في كيفية الاستفادة السليمة من تقنيات العصر لا منعهم عنها مطلقا , وهذا ما يفرض على الأهل ان يمتلكوا خبرة ومعلومات حول تقنيات العصر الحديثة .

إن الثقافة المواكبة لتطور العصر ضرورية لعملية تنشئة وتربية سليمتين , وهذا لن يتوفر مع بُعد عن فهم واقع العصر والإشكالات التي يسعى أبناؤنا للحصول على إجابات عنها , وأنه في حال لم يجدد الاولاد إجابات شافية من أهلهم فإنهم سيلجؤون الى أصحاب الفكر المنحرف ويقتنعون منهم ويتوجهون في الطريق التي يرشدونهم إليها , لذلك فإن التعلم وتحصيل ثقافة العصر ضرورية للأهل لصون أولادهم عن الانحراف , وإذا لم يتوفر لهم ذلك عليهم أن يمتلكوا من الوعي ما يؤهلهم لإرشاد أولادهم الى من يقدم لهم إجابات شافية من أهل العلم والاختصاص والدين .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.