المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



العنف الأسري  
  
1831   01:57 صباحاً   التاريخ: 22-8-2020
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص258-260
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

لم تتضمن الثقافة العربية الموروثة شيئاً اسمه (العنف الأسري) مداناً من قبل المعايير والقيم الاجتماعية العربية، بل بالعكس فإن معايير وقيم الزوج أو الأب أو الأخ تلزمه على أن يكون حاداً وصارماً وقاسياً ومؤدب في دوره الأسري وألا يعد في نظر أهله وأقاربه بأنه غير مؤدي لدوره المناط به من قبل أسوته وينظر إليه على أنه ضعيف (لا حول له ولا قوة) تؤثر عليه ‏زوجته أو أخته أو ابنته في توجيه سلوكه وتفكيره وعلائقه مع الآخرين وتكون هذه مثلبة إن لم تصل إلى الوصمة يوصم سلبياً بها.

‏إلا أن مع ظهور مفهوم العنف الأسري في الأدبيات الثقافية والسوسيولوجية تحديداً في العالم الغربي استعار بعض المثقفين العرب هذا المفهوم وطبقه في مجتمعه العربي. أقول إنه لم يصدر من المعنف بهم ولم يشتك منه إلا القليل إلا أنه يتم التستر عليه من قبل السلطات القضائية والإعلامية والاجتماعية (العرفية) لأن المجتمع العربي بالأمل مجتمع بطريقي أي يؤكد على أهمية دور الأب في تنشئة وتوجيه الأسرة وخضوع جميع أفراد أسرته له (أي أنه الحاكم المطلق في أسرته).

‏لكن مع ارتفاع معدلات التعليم في المجتمع العربي ومسايرة سرعة التغير الاجتماعي قلت حدة وشدة العنف الأسري إلا أنه لم يزل ولم ينظر إلى العنيف أسرياً بأنه شخص بربري، متوحش، لا يحترم الرأي الآخر، غير ديموقراطي، مغلق ذهنياً، دكتاتوري، متسلط بل يطلب من المعلم أو المدرس أن يمارس دور الأب الذي يمارسه في أسرته ويطلق عليه بالأب التربوي.

‏أي كان الأبناء يتم ضربهم وتعنيفهم لفظاً وجسداً كواجب تنشيئي مطلوب من قبل الزوج تجاه زوجته والأب تجاه أبنائه والأخ تجاه أخواته إلا أنه مع وعي بعض المثقفين وطلبة الدراسات العليا في علم الاجتماع تمت إثارة هذه الحالة وإيصالها إلى ما يسمى بالعنف الأسري ونشر نتائجها كمشكلة قائمة. في الواقع هذه المبادرة نعدها من المبادرات الواعية من قبل بعض مثقفي علم الاجتماع العرب أمثال‏، مصطفى عمر اليتر (في ليبيا) وليلى عبد الوهاب (من سوريا) ومحمد جواد رضا (من العراق) واصل العواوده (من فلسطين).

‏جدير بالذكر أن أساليب العنف الأسري في المجتمع العربي تأخذ الصور الآتية: الغضب، التقييد، الإرغام، التحريم، الطرد، الضرب، التهديد، القتل. تنطبق هذه الصور على الزوجة أو الأبناء والشخص الذي يقوم بالسلوك العنفي في المجتمع العربي يحصل على اعتبار اجتماعي عالي لأن مجتمعه مجتمع ذكوري.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.