أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2016
3551
التاريخ: 14-2-2019
3350
التاريخ: 2023-10-02
2158
التاريخ: 20-10-2015
3583
|
تضمّنت معركة اُحد صوراً رائعة من ايمان القلّة التي كانت لا تكترث بالموت وترجو لقاء الله تعالى. ومع ان الجوّ العام كان قد تأثّر بمعصية الرماة وانهزام المسلمين الذين لم يرسخ الايمان في قلوبهم، الا ان الشواهد الشخصية الفريدة في تلك المعركة دلّت على عمق الايمان لدى البعض الآخر القليل العدد.
1- من مصاديق اليقين:
أ- قال النبي (صلى الله عليه واله) لابي دجانة يوم اُحد وبعد هزيمة الناس: «انصرف فأنت في حلّ من بيعتي». فبكى ابو دجانة ورفع رأسه الى السماء وقال: لا والله الى اين انصرف؟ الى زوجة تموت او ولد يموت، او دار تخرب، او مال يفنى، أو اجل قد اقترب! فكان يقاتل هو من ناحية، وعلي (عليه السلام) من ناحية. ولمااُثخن بالجراح سقط على الارض فاحتمله علي (عليه السلام)...». وظاهر الرواية ان رسول الله (صلى الله عليه واله) اراد امتحان ايمانه، فوجده راسخاً. والا فان البيعة لا تنكث بانكسار او هزيمة عسكرية.
ب- لما رأى انس بن النضر المنهزمين صاح بهم قائلاً: ماذا تصنعون بالحياة بعد نبيّكم؟ موتوا على ما مات عليه رسول الله (صلى الله عليه واله)، وان كان محمد قد قتل فان ربّ محمد لم يُقتل. ثم قاتل قتال الابطال حتى استُشهد رحمه الله.
2- لما انصرف النبي (صلى الله عليه واله) من اُحد الى المدينة استقبلته «حمنة» بنت عمته (صلى الله عليه واله). فقال النبي (صلى الله عليه واله) لها: احتسبي، قالت: من يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه واله): أخاك عبد الله، فاسترجعت واستغفرت له، وهنأته بالشهادة. ثم قال لها: احتسبي. قالت: من يا رسول الله؟ قال: حمزة بن عبد المطلب خالك. فاسترجعت، واستغفرت له، وهنأته بالشهادة. ثم قال (صلى الله عليه واله): احتسبي. قالت: من يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه واله): زوجك مصعب بن عمير. فقالت: وا حزناه، وولولت، وصاحت. فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): ان زوج المرأة منها بمكان ما هو لأحد.
3- عندما أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر الى اخيها حمزة، قال النبي (صلى الله عليه واله) لابنها الزبير: ارجعها، حتى لا ترى ما بأخيها. فأعلمها الزبير بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقالت: ولمَ، وقد بلغني انه مُثّل بأخي. وهذا قليل في الله. فما أرضانا بما كان، لاحتسبن واصبرن.
4- تزوّج حنظلة بن ابي عامر في الليلة التي كانت في صبيحتها معركة اُحد. فاستأذن رسول الله (صلى الله عليه واله) في ان يبقى مع اهله، فنـزل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ} [النور: 62] فأذن له النبي (صلى الله عليه واله)، وتخلّف حنظلة عند اهله. لكنه حين اصبح وسمع هاتف الحرب اسرع الى ساحة المعركة والجهاد وكان لا يزال جُنباً فقاتل حتى استشهد. قال رسول الله (صلى الله عليه واله): رأيت الملائكة تغسّل حنظلة بين السماء والارض بماء المزن في صحائف من ذهب.
5- لما استشهد حمزة (رض) جاءت هند ام معاوية بن ابي سفيان فاستخرجت كبده ولاكته فلم تستطع اكله فلفظته وقطعت اذنه وجعلتها قلادة في عنقها وقطعت يديه ورجليه ومذاكيره ولذلك تسمى هند: «آكلة الاكباد» وكانت هند قد اعطت وحشياً الحبشي الذي قتل حمزة عهداً لان قتل محمداً (صلى الله عليه واله) او علياً (عليه السلام) أو حمزة (رض) لتعطيه رضاه. ولذلك اشارت زينب الكبرى في خطبتها: «وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الاذكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء». ودفن النبي (صلى الله عليه واله) حمزة بثيابه التي استشهد فيها وزاده برداً فقصر عن رجليه فدعا بأذخر حشيش من الارض وطرحه عليه وصلى عليه سبعين صلاة وكبّر عليه سبعين تكبيرة، وما كان يوم أشدّ على رسول الله (صلى الله عليه واله) أشدّ من يوم اُحد لما سمع (صلى الله عليه واله) النوح قال: «ولكن حمزة لا بواكي له» فبكته نسوة الانصار. وكانت فاطمة الزهراء (عليه السلام) تبكي حمزة وتزور قبره.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|