المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



صور من معركة اُحد  
  
2236   01:54 مساءً   التاريخ: 23-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 358-360.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

تضمّنت معركة اُحد صوراً رائعة من ايمان القلّة التي كانت لا تكترث بالموت وترجو لقاء الله تعالى. ومع ان الجوّ العام كان قد تأثّر بمعصية الرماة وانهزام المسلمين الذين لم يرسخ الايمان في قلوبهم، الا ان الشواهد الشخصية الفريدة في تلك المعركة دلّت على عمق الايمان لدى البعض الآخر القليل العدد.

1- من مصاديق اليقين:

أ- قال النبي (صلى الله عليه واله) لابي دجانة يوم اُحد وبعد هزيمة الناس: «انصرف فأنت في حلّ من بيعتي». فبكى ابو دجانة ورفع رأسه الى السماء وقال: لا والله الى اين انصرف؟ الى زوجة تموت او ولد يموت، او دار تخرب، او مال يفنى، أو اجل قد اقترب! فكان يقاتل هو من ناحية، وعلي (عليه السلام) من ناحية. ولمااُثخن بالجراح سقط على الارض فاحتمله علي (عليه السلام)...». وظاهر الرواية ان رسول الله (صلى الله عليه واله) اراد امتحان ايمانه، فوجده راسخاً. والا فان البيعة لا تنكث بانكسار او هزيمة عسكرية.

ب- لما رأى انس بن النضر المنهزمين صاح بهم قائلاً: ماذا تصنعون بالحياة بعد نبيّكم؟ موتوا على ما مات عليه رسول الله (صلى الله عليه واله)، وان كان محمد قد قتل فان ربّ محمد لم يُقتل. ثم قاتل قتال الابطال حتى استُشهد رحمه الله.

2- لما انصرف النبي (صلى الله عليه واله) من اُحد الى المدينة استقبلته «حمنة» بنت عمته (صلى الله عليه واله). فقال النبي (صلى الله عليه واله) لها: احتسبي، قالت: من يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه واله): أخاك عبد الله، فاسترجعت واستغفرت له، وهنأته بالشهادة. ثم قال لها: احتسبي. قالت: من يا رسول الله؟ قال: حمزة بن عبد المطلب خالك. فاسترجعت، واستغفرت له، وهنأته بالشهادة. ثم قال (صلى الله عليه واله): احتسبي. قالت: من يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه واله): زوجك مصعب بن عمير. فقالت: وا حزناه، وولولت، وصاحت. فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): ان زوج المرأة منها بمكان ما هو لأحد.

3- عندما أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر الى اخيها حمزة، قال النبي (صلى الله عليه واله) لابنها الزبير: ارجعها، حتى لا ترى ما بأخيها. فأعلمها الزبير بأمر رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقالت: ولمَ، وقد بلغني انه مُثّل بأخي. وهذا قليل في الله. فما أرضانا بما كان، لاحتسبن واصبرن.

4- تزوّج حنظلة بن ابي عامر في الليلة التي كانت في صبيحتها معركة اُحد. فاستأذن رسول الله (صلى الله عليه واله) في ان يبقى مع اهله، فنـزل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ} [النور: 62] فأذن له النبي (صلى الله عليه واله)، وتخلّف حنظلة عند اهله. لكنه حين اصبح وسمع هاتف الحرب اسرع الى ساحة المعركة والجهاد وكان لا يزال جُنباً فقاتل حتى استشهد. قال رسول الله (صلى الله عليه واله): رأيت الملائكة تغسّل حنظلة بين السماء والارض بماء المزن في صحائف من ذهب.

5- لما استشهد حمزة (رض) جاءت هند ام معاوية بن ابي سفيان فاستخرجت كبده ولاكته فلم تستطع اكله فلفظته وقطعت اذنه وجعلتها قلادة في عنقها وقطعت يديه ورجليه ومذاكيره ولذلك تسمى هند: «آكلة الاكباد» وكانت هند قد اعطت وحشياً الحبشي الذي قتل حمزة عهداً لان قتل محمداً (صلى الله عليه واله) او علياً (عليه السلام) أو حمزة (رض) لتعطيه رضاه. ولذلك اشارت زينب الكبرى في خطبتها: «وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الاذكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء». ودفن النبي (صلى الله عليه واله) حمزة بثيابه التي استشهد فيها وزاده برداً فقصر عن رجليه فدعا بأذخر حشيش من الارض وطرحه عليه وصلى عليه سبعين صلاة وكبّر عليه سبعين تكبيرة، وما كان يوم أشدّ على رسول الله (صلى الله عليه واله) أشدّ من يوم اُحد لما سمع (صلى الله عليه واله) النوح قال: «ولكن حمزة لا بواكي له» فبكته نسوة الانصار. وكانت فاطمة الزهراء (عليه السلام) تبكي حمزة وتزور قبره.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.