المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
احكام الاسارى
2024-11-24
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24

يحيى بن الطيِّب
14-08-2015
زوج إلكترونات electron pair
27-12-2018
طفرات النضوح Permeability Mutants
21-7-2019
التمثيل في الآية (35) من سورة النور
11-10-2014
Factor Analysis
29-9-2018
مقاومة مكافئة equivalent resistance
22-2-2019


[مقاتلة عك وهمدان وحسن البلاء لهمدان]  
  
4304   05:59 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص281-282
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

لما اشتد القتال ارسل معاوية إلى عمرو ان قدم عكا والأشعرين إلى من بازائهم فبعث عمرو إلى معاوية اني أقدم عكا إلى همدان فاتاهم عمرو فقال يا معشر عك ان عليا قد عرف انكم حي أهل الشام فعبأ لكم حي أهل العراق همدان فاصبروا وهبوا لنا جماجمكم ساعة من النهار فقد بلغ الحق مقطعه فقال ابن مسروق العكي أمهلوني حتى آتي معاوية فاتاه فقال اجعل لنا فريضة ألفي رجل في ألفين ألفين ومن هلك فابن عمه مكانه لتقر اليوم عينك قال ذلك لك فرجع ابن مسروق إلى أصحابه فأخبرهم الخبر فقالت عنك نحن لهمدان فتقدمت عك إلى همدان وفي ذلك يقول القائل :

همدان همدان وعك عك * سيعلم اليوم من الارك

وكانت على عك الدروع وليست عليهم رانات فنادى سعيد بن قيس يا لهمدان خدموا القوم اي اضربوا سوقهم والتخديم ضرب مكان الخدمة وهي الحجل فنادى أبو مسروق العكي يا لعك بركا كبرك الكمل ثم رموا بحجر بين أيديهم وقالوا لا نفر حتى يفر هذا الحكر وهم يقلبون الجيم كافا وفي رواية ان عكا قيدت أرجلها بالعمائم يوم صفين حتى لا تفر فبركوا تحت الحجف وشجروهم بالرماح وتقدم شيخ من همدان وهو يقول :

يا لبكيل لخمها وحاشد * نفسي فداكم طاعنوا وجالدوا

حتى تخر منكم القماحد * وأرجل تتبعها سواعد

بذاك اوصى جدكم والوالد

وتقدم رجل من عك وهو يقول :

يدعون همدان وندعو عكا * ان خدم القوم فبركا بركا

لا تدخلوا نفسي عليكم شكا

فالقى القوم الرماح وساروا إلى السيوف وتجالدوا حتى أدركهم الليل فقالت همدان يا معشر عك انا والله لا ننصرف حتى تنصرفوا وقالت عك مثل ذلك فأرسل معاوية إلى عك أبروا قسم القوم فانصرفت عك ثم انصرفت همدان وقال عمرو في ذلك :

ان عكا وحاشدا وبكيلا * كأسود الضراب لاقت اسودا

وحبا القوم بالقنا وتساقوا * بظبات السيوف موتا عتيدا

يعلم الله ما رأيت من القوم * ازورارا ولا رأيت صدودا

غير ضرب فوق الطلى وعلى الها * م وقرع الحديد يعلو الحديدا

ولقد قال قائل خدموا السوق * فخرت هناك عك قعودا

كبراك الجمال اثقلها الحمل * فما تستقل الا وئيدا

ولما اشترطت عك والأشعرون على معاوية ما اشترطوا من الفريضة والعطاء فأعطاهم لم يبق من أهل العراق أحد في قلبه مرض الا طمع في معاوية وشخص بصره إليه حتى فشا ذلك في الناس وبلغ عليا فساءه وجاء المنذر بن أبي حميضة الأوزاعي وكان فارس همدان وشاعرهم فقال يا أمير المؤمنين ان عكا والأشعرين طلبوا إلى معاوية الفرائض والعقار فأعطاهم فباعوا الدين بالدنيا وانا رضينا بالآخرة من الدنيا وبالعراق من الشام وبك من معاوية والله لآخرتنا خير من دنياهم ولعراقنا خير من شامهم ولإمامنا اهدى من امامهم فامتحنا بالصبر واحملنا على الموت وقال :

ان عكا سألوا الفرائض والأشعر * سألوا جوائزا بثنيه

تركوا الدين للعطاء وللفرض * فكانوا بذاك شر البرية

وسألنا حسن الثواب من الله * وصبرا على الجهاد ونيه

فلكل ما سأله ونواه * كلنا يحسب الخلاف خطيه

ولأهل العراق أحسن في الحر * ب إذا ما تدانت السمهرية

ولأهل العراق احمل للثقل * إذا عمت البلاد بليه

ليس منا من لم يكن في الله * وليا يا ذا الولا والوصية

فقال علي (عليه السلام) حسبك رحمك الله وأثنى عليه خيرا وعلى قومه وانتهى شعره إلى معاوية فقال والله لأستميلن بالأموال ثقات علي ولأقسمن فيهم المال حتى تغلب دنياي آخرته .

ولما أصبح الناس غدوا على مصافهم ونادى معاوية في احياء اليمن فقال عبوا كل فارس مذكور فيكم اتقوا به لهذا الحي من همدان فخرجت خيل عظيمة فلما رآها علي عرف انها عيون الرجال فنادى يا لهمدان فاجابه سعيد بن قيس فقال علي احمل فحمل حتى خالط الخيل بالخيل واشتد القتال وحطمتهم همدان حتى الحقوهم بمعاوية فقال ما لقيت من همدان وجزع جزعا شديدا وأسرع في فرسان أهل الشام القتل وجمع علي همدان فقال يا معشر همدان أنتم درعي ورمحي يا همدان ما نصرتم الا الله ولا أجبتم غيره فقال سعيد بن قيس أجبنا الله وأنت ونصرنا نبي الله (صلى الله عليه واله) في قبره وقاتلنا معك من ليس مثلك فارم بنا حيث أحببت وفي ذلك اليوم قال علي (عليه السلام) :

 ولو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلي بسلام

فقال علي لصاحب لواء همدان اكفني أهل حمص فاني لم الق من أحد ما لقيت منهم فتقدم وتقدمت همدان وشدوا شدة واحدة على أهل حمص فضربوهم ضربا شديدا متداركا بالسيوف وعمد الحديد حتى ألجأوهم إلى قبة معاوية وارتجز رجل من همدان في أرحب فقال :

قد قتل الله رجال حمص * حرصا على المال وأي حرص

غروا بقول كذب وخرص * قد نكص القوم وأي نكص

 عن طاعة الله وفحوى النص  وحمل أهل حمص ورجل من كندة يقدمهم وهو يقول :

قد قتل الله رجال العالية * حتى يكونوا كرجال باليه

من عهد عاد وثمود الثاوية * بالحجر أو يملكهم معاوية

ولما عبا معاوية حماة الخيل لهمدان فردت خيله اسف فخرج بسيفه فحملت عليه فوارس همدان ففارقها ركضا وانكسر حماة أهل الشام ورجعت همدان إلى مكانها .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.