تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
مبدأ التتام(بين الواقع الكلاسيكي والاحتمالية الكمومية)
المؤلف:
رولان أومنيس
المصدر:
فلسفة الكوانتم
الجزء والصفحة:
ص212
2025-10-13
29
إن مبادئ النظرية تربط ذهنيا بين مقادير فيزيائية وكيانات رياضية معينة تسمى عوامل * operator ) . ومن خصائصها الرئيسة عدم تبادل أحدها مع آخر. ودون دخول في التفاصيل دعنا نقل إن هذه الحقيقة هي الأصل الصوري لعلاقات اللايقين لهيزنبرغ. وهي تمنعنا من أن تحدث عن موضع جسيم وسرعته في آن واحد بتحديد بالغ الدقة وعلى المنوال نفسه لا يمكننا وصف الضوء بأنه موجة كهرومغناطيسية ويتألف من فوتونات في الوقت نفسه.
يبدأ الإسهام الرئيس الأول لبور في التأويل وينشأ في المستحيلات المذكورة أعلاه. وبشكل أساسي يقول بور إنه يستطيع الحديث عن موضع ذرة وسرعتها في لحظة معينة، لكن عليه أن يختار. هذه الأساليب في الكلام، وهذه الأوصاف تكون متتامة complementary. وأقصد بهذا أن كلا منها صحيح في حد ذاته دون أي تناقضات داخلية، ولكن يستحيل ربطهما والجمع بينهما. وهذا من منظور الحس المشترك، غريب جدا بكل تأكيد، مثلما يمكن أن يقال عن شخص ما نسميه «هو»: عندما أتحدث إليه «هو» بالهاتف، فإنه يتحدث كإنسان، ولكن عندما أراه «هو» فإنه لا يتكلم البتة ويبدو كأنه «قطة». «هو» أو «هي» يمكن أن يكون إلكترونا، أو ذرة، أو الضوء ذاته. فالجسيمات أو الموجات، فضلا عن سماعها أو رؤيتها ، يمكن الكشف عنها من خلال ظاهرات التداخل هل «هو» جسيم أم موجة؟ كيف يمكن أن يوجد في كل من هاتين الصورتين وفي الوقت نفسه لا يكون أبدا في كلتيهما؟ إن استحالة اتحاد هاتين الصفتين اللتين تقتصر كل منهما على نوع خاص قد تم تقديمها باعتبارها المبدأ الأول في التأويل، مبدأ التتام principle of complementarity كان بور مقتنما بأهمية هذا المبدأ ومغزاه حتى أنه بحث بعد ذلك عن أمثلة أخرى له في الفلسفة، كما في البيولوجيا وعلم النفس. ومن المدهش أنه يبدو كأنه لم يكن على دراية بمفهوم عالم المقال الذي برهن عليه المنطق قبل ذلك بكثير.
يحمل مبدأ التتام معه مخاطرتين مباشرتين الأولى تهدد بالقياس الفاسد : كيف يمكن لجسم أن يظل منطقيا ومتماسكا، عندما يُنظر إليه في الوقت نفسه بطريقتين مختلفتين، أو حتى بمائة طريقة مختلفة؟ الخطر الثاني يكمن في عشوائية الاختيار، أي المعايير هي التي يمكن أن أفضل طبقا لها وصفا على الآخر، إن لم يكن ذلك بإرادتي الحرة إرادتي أنا الذي أفكر وأتكلم وبهذا نغدر بالموضوعية؟ إجابة بور مريبة وغير حاسمة، فهو يقول إننا لا ينبغي حتى أن نذكر أجساما ذرية وعلينا أن نستخدم الصورية فقط بما تقدمه لنا الأعداد والاحتمالات. دعنا لا نتحدث عن تلك الأجسام الذرية، ولنعط هذا المنع منزلة القاعدة الملزمة.
ولنعتبر للحظة هذه الوصية أو هذا الأمر: لن نتحدث عن العالم الذري في حد ذاته. هناك عوالم أخرى، لكن هذا العالم نموذجي من ناحية التأويل الذي اتخذه بور ولا يزال بإمكاننا أن نحافظ على التمثيل العادي للعالم، إلا أن مداه يجب أن يكون مقيدا إلى حد بعيد . توجد أشياء محظورة، ولا يمكننا إغفال تفكير كانط، والقدر المحتوم على العقل، إذ يعاني دائما من أسئلة لا يمكن تجاهلها، لأنها أسئلة تنبع من صميم العقل، ولا يمكن الإجابة عنها، لأنها تتجاوز قدرات العقل. لقد أبدى بور مثل هيوم من قبله، ولأسباب غير منفصلة، رأيا بمنع افتراض وجود ما لا يمكن الوصول إليه وما لا مجال للتفكير فيه. ومن ثم يمكن أن نأخذ هيوم، الذي أنكر معرفة أصل نظام العالم، وكانط ونقائضه العصية على الحل وأخيرا بور، باعتبارهم كبار أمراء الحظر والتحريم.
ما هو المسموح لنا إذن أن نفكر فيه، تفكيرا إيجابيا طبقا لآراء بور؟ إنه يعلم بوضوح: لن نتحدث إلا عن الأشياء التي نستطيع أن نراها ونلمسها، أي في الظروف المحيطة بنا والأدوات التي نستخدمها في الفيزياء. سوف نتغاضى عن الطبيعة الذرية للمادة التي تتكون منها تلك الأدوات، علاوة على قوانين الكوانتم المناظرة. وسوف لا نأخذ في الاعتبار غير الوقائع بدون أي تحفظات عقلية. أجل الأشياء التي أراها تكون مثلما أراها . إنها الأصل وهي قياسية، وأنا أحظر التفكير فيها بأي طريقة أخرى. أما أولئك الذين يجرؤون على تحدي هذا التحريم والحظر فينبغي تحذيرهم، إنهم يعرضون أنفسهم لأسوأ إحباطات خيبة الأمل ولاضمحلال الفكر.
وأيضا يشرح بور الأسباب التي قادته إلى تبني هذا الوضع فهو عندما يتحدث عن الفيزياء الكلاسيكية لا يعني في واقع الأمر ميكانيكا نيوتن أو أي إنتاج فكري آخر منسوب لعالم ما أو ألمعي فذ. وإنما تمتد جذور حديثه إلى أعماق ما يمكن تمثله تماما بوضوح وجلاء، إلى الأساس الوحيد الذي يعتقد أنه ممكن لتقرير الصدق، إلى تذكر الماضي وتسجيل وقائعه إلى التعليل والتفكير بكل يقين. تنتمي أسبابه إلى مجال المنطق الكلاسيكي، وهو أكثر المجالات موثوقية بالنسبة إلى معايير البشر. وقد تم اختيار المسار الكلاسيكي لأنه الوحيد، أو هكذا يبدو الذي يسمح بتصور منطقي للعالم.
کمردود مباشر يستطيع بور بسهولة أن يزيل المركبة component الاختيارية التحكمية في مبدأ النتام سوف نتحدث فقط عن الكميات الذرية التي نكتشفها مباشرة بواسطة وسيلة قياس مناسبة. كيف أمضي في الحديث عن الإشعاع الكهرومغناطيسي الضعيف، مثلا؟ لن أفعل ذلك ببساطة، ما لم يكن قد تم اكتشافه وتعيينه وتذكر الحظر القائم على الحديث عن عالم الكوانتم في حد ذاته. فإذا حدث أن تم اكتشاف الإشعاع بواسطة هوائي antenna ، فلن تكون هناك مشكلة، ويمكننا عندئذ أن نتحدث عن موجة أو عن مجال كهربي، إن كان هذا مطلوبا لأن هذا هو ما يقيسه الهوائي. وإذا اكتشفت الإشعاع بواسطة مضاعف ضوئي photomultiplier ، وهو عداد للفوتونات، فإنه يمكن الحديث عندئذ عن فوتونات الحل الذي قدمه بور جدير بأن يكون ضروريا، لأنه أتاح للفيزياء مواصلة مسارها نحو اكتشافات جديدة. لكنه من ناحية أخرى، سبب صعوبة هائلة، لأن الفيزياء الآن تبدو مشطورة بين منظومتين متقابلتين من القوانين قوانين الفيزياء الكلاسيكية، وهي حتمية وملاذ لليقين، ومنظومة قوانين الكوانتم الاحتمالية الخالصة مع إمكانياتها المتممة وهي تحت رحمة المصادفة واللايقين. كيف يتسنى لامرئ أن يخدم ربين بمعنى أن يكون موزع الولاء بين مبدأين متناقضين فيكون العلم هو نفسه تماما في كلتا الحالتين وخاضعا لمجموعتين مختلفتين من القوانين؟ إن بور بتشبثه بالوقائع وإظهارها على أنها الصدق الوحيد، قد أحدث صدعا منطقيا خطيرا لأنه هدد تساوق العلم ووحدته في الصميم.
رفض كثيرون أن يقتربوا من الطبيعة الكوانتية للمادة بصورة جوهرية إبقاء على مظهرها الكلاسيكي فقط، وتعتبر قطة شرودنغر التي سوف نتحدث عنها في ما بعد مثالا توضيحيا لمثل هذا الموقف، ومحاولات فون نيومان لوضع نظرية كوانتية لأدوات ووسائل القياس أطلقت تحذيرا للفيزيائيين، تماما مثلما نبهت القطة الشهيرة غير الاختصاصيين لم يستطع أينشتين أبدا أن يحمل نفسه على اتباع ،بور، بل إن عدم ثقته أدت به إلى أن يرتاب في الخاصية العشوائية الكامنة في صلب الظواهر الكوانتية. أما دي بروي وبوم فقد حاولا مقاربة نظرية أخرى لتعديل ميكانيكا الكوانتم أو تكملتها . إن أينشتين وبودولسكي وروزن وبوم مرة أخرى، وفي ما بعد بيل فكروا جميعا بطرق مختلفة لوضع مبدأ التتام على وجه الخصوص موضع الاختبار في مواقف دقيقة وظل بور هادئا حتى آخر لحظة لا يأبه بكل تلك المحاولات.
الاكثر قراءة في ميكانيكا الكم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
