تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
قرن الفيزياء الصورية
المؤلف:
رولان أومنيس
المصدر:
فلسفة الكوانتم
الجزء والصفحة:
ص172
2025-10-13
31
بأعمال ماكسويل مع خواتيم القرن التاسع العشر وصلت الفيزياء الكلاسيكية إلى تبدل عميق في طبيعتها . انتهى الدور الرائد للمفاهيم القديمة العيانية - الموضع والسرعة والقوة - وكثيرا ما أضفت عليها الرياضيات مزيدا من الدقة دون تغيير المعنى الحدسي الأصلي لها. الآن، تلك الرؤية الواضحة الجلية حلت محلها بشكل جزئي تصورات أكثر تجريدا بما لا يُقارن، مثلا تصورات المجال الكهربي أو المغناطيسي، والذي لم يعد التعبير الرياضي عنه مجرد ترجمة بسيطة لحدس، بل إنه الشكل الوحيد الممكن الواضح فعلا. وكمحصلة لهذا أصبحت قوانين هذه الفيزياء الجديدة علاقات رياضية بين كميات؛ بعض القوانين تصف ارتباطاتها والبعض الآخر يعبر عن ديناميكيتها، أي سبل نمائها وتطورها مع مرور الزمن. وإذ لا يزال عقل الفيزيائي يحاول استنقاذ ما يمكن استنقاذه من التمثل الحدسي للمفاهيم، فإن حقبة جديدة قد أشرقت حقبة سوف تعلو فيها الصورة الرياضية للأفكار والقوانين الفيزيائية على سائر صور الفهم الأخرى.
من الآن فصاعدا سوف ترسو الفيزياء بأسرها أيضا على مبادئ صورية غالبا ما تحول دون أي تأويل حدسي، هذا إذا لم نتحد جهارا نهارا الحس المشترك أو ما نعتقد فيه بحكم الحس المشترك. على أي حال، سوف يكون من قبيل الخطأ أن ننظر إلى هذا التطور المربك والمرعب من ناحية أو من أخرى على أنه نتيجة لمؤامرة صاغتها بضعة عقول مغلفة بالغموض أو رهط من الميتافيزيقيين منفلتي العيار، الذين يفضلون أن تعلو أحلامهم الجامعة على البساطة الطبيعية للأشياء. والحق أن أحدا لم يدخر وسعا لبث الحياة النابضة والدماء الدافقة في أعطاف التصورات التي تبدو كأنها تحظر شهادة الحواس: وإذا كانت تلك التصورات بجمود المشاعر فيها تتولى الآن مقاليد السلطة في صلب معرفتنا، فذلك لأن أحدا لم يستطع انتزاعها من على العرش.
وسوف يكون خطأ بالقدر نفسه الاعتقاد بأن الفيزياء، وهي تسارع الخطى نحو التجريد، قد فصلت نفسها تماما عن الواقع، لتتشح بأردية رياضية أثقل وأثقل الحق الصراح أن الفيزياء جنت أرباحا وفيرة، انتشر سؤددها المعرفي انتشارا تكاد لا تحده حدود حتى أبعد الأماد، فلم يعد ثمة سر لم تفض مغاليقه، أو حجر لم تحركه، باستثناء الحدود المترامية جدا. في الآن نفسه نجد الفهم التفصيلي للواقع العيني قد ازداد عمقا وتوالدت أشكال جديدة من التطبيقات التكنولوجية الحدس لم يتم إقصاؤه تماما والأحرى أنه لا يزال يؤدي دورا فعالا في أن يلهمنا أفكارا جديدة في الفيزياء لقد هجر الأسس فقط ، وهذا يكفي .
الحلقات الكبرى من هذه السلسة معروفة وهي معدودة. ومع النظرية النسبية التي اكتشفها آينشتين العام 1905بدأت المغامرة تلامس حدود الخيال، فقد المكان والزمان خاصية المطلق التي طالما نعما بها في عقل كل شخص، والتي افترضها نيوتن بوضوح قاطع. المسافة ومرور الوقت يعتمدان على حركة الملاحظ الذي يقوم بقياس الزمان والمكان. وفي أعقاب هذا سرعان ما جاءت نظرية آينشتين في نسبوية الجاذبية، لتتقدم بإجابة عن السؤال الجلل الذي تركه نيوتن من دون إجابة قوة الجذب لا تمارس فعلها في اللحظة ذاتها، بل إن تأثيرها يتوالد تدريجيا بسرعة الضوء، إن هذا لانتصار عظيم، وهو أيضا مصدر لبلبال كبير، ليس فقط في أن الزمان والمكان أصبحا مرتبطين ارتباطا وثيقا بوصفهما نتيجة للحركة، بل إنهما معا شكلا كيانا جديدا، هو الزمكان spacetime غير متاح للحدس بالمرة، وهو علاوة على ذلك كيان منحن. والرياضيات فقط هي التي تستطيع وضع توصيف لهذا الشيء الجديد. ويبدو الحس المشترك بلا حول ولا حيلة، أو بالأحرى يبدو أحمق أبله حين يواجهه هذا الكيان الجديد.
ونحن قد أقنعنا أنفسنا بقبول حقيقة مفادها أن الزمان والمكان على الرغم مما يبديانه من فتنة طاغية، لا يمكن أبدا فهمهما فهما واضحا، وبالتالي فإن أي تفكر فيهما هو نوع من الميتافيزيقا . وأيضا مادامت التأثيرات الجديدة للجاذبية التي تتنبأ بها النظرية متناهية الصغر، فإننا ببساطة قد اعترفنا بوجود منطقة سرية غامضة تقع خارج حدود الفيزياء، بينما نستبقي رؤية واضحة للمادة، المادة التي لا نزال نراها ونلمسها، ولكننا إذ نفعل هذا، إنما نغلق عيوننا عن حقيقة مفادها أن الأسوأ لم يأت بعد، وأيضا الأفضل لم يأت بعد .
الأسوأ والأفضل هو فيزياء الكوانتم التي تبدو تارة معجزة رائعة وتارة تبدو شيطانية من أفاعيل إبليس. ولكن من الأفضل ألا نفسد جدة الموضوع في التو واللحظة، إذ إن الفرصة متاحة لأن نعالج الكوانتم باستفاضة. غير أننا نستطيع الآن أن نحدد تماما مجالها. وهاك أولى دعاواها : تتكون كل صنوف المادة وكل أشكال الضوء أو الإشعاع من جسيمات متناهية الصغر، هي الإلكترونات والبروتونات والنيوترونات والفوتونات وبضعة جسيمات أخرى. وميكانيكا الكوانتم هي التعبير عن قوانين الفيزياء الملائمة لهذه الجسيمات.
وهي على هذا نظرية كل شيء، ربما باستثناء المكان والزمان هي جوهر الفيزياء وماهيتها النظرية العامة التي يمكن أن نشتق منها البقية الباقية من الفيزياء على الأقل من حيث المبدأ . هكذا نجد أن ميكانيكا الكوانتم من الناحية الفعلية هي الفيزياء بأسرها، وقد تكثفت في بضعة قوانين، ولهذا السبب يقال عنها إنها نظرية معجزة. وسرعان ما سيتبدى لنا أنها يمكن أيضا أن تكون شيطانية شريرة، والأخرى الا نلوك سمعتها قبل أن نتعرف عليها كما ينبغي.
يقال إنه من المستحيل مناقشة تلك النظريات بالتفصيل، وسوف نواصل مسارنا بالتوقف على المسائل الجوهرية، مجرد الحد الأدنى المطلوب لكل من يريد تدبر أمر العلم، وسوف نعرض للنظرية النسبية الخاصة ونظرية الجاذبية النسبوية فقط بإيجاز شديد وليس لنا أن نفسر هذا بوصفه تقويما غير مؤات للمزايا أو للمقصد الجوهري، غير أن فيزياء الكوانتم تتقدم بمدد كاف لإشباع فضولنا وشهوتنا العقلية.
وكديدننا في ما سبق، سوف نواصل فحص هذه الأسئلة عن طريق تتبع مسار التاريخ والتاريخ لسوء الحظ أكثر ثراء وتعقيدا بحيث لا نستطيع أن نحيط بكل جوانبه. إنه مفعم بالمغامرات والاستنارات والهواجس والنكوص والارتداد، وأيضا المفاجآت الكبرى . ولهذا السبب سوف نكون ملزمين بتبسيطه. وبعد رسم حدود تلك العلوم ،المدهشة، سوف نجاهد لاستخلاص بعض المبادئ الأساسية، على الرغم من تعقيداتها الرياضية وذلك من أجل استيعاب أفضل لكل معقباتها ونواتجها . وحينئذ سوف نرى الصورة الكاملة لنشأة المشاكل الفلسفية بعيدة المدى حيث تضرب نظرية المعرفة في يومنا هذا بجذورها .
الاكثر قراءة في ميكانيكا الكم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
