من دأب الأمم العظيمة تمجيد شخوصها المتميزة ورؤسائها وعلمائها على مرّ التاريخ في المحافل والمجالس والمؤتمرات تقديراً لجهودهم الاستثنائية في خدمة شعوبهم وتطورها, فكيف إذا كانت تلك الشخصية هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين الزهراء البتول "عليها السلام"؟ التي تمر علينا ذكرى استشهادها في هذه الأيام الأليمة فحريّ أن نقيم لها العزاء ونستذكر أمجادها ومواقفها وتضحياتها الجسيمة في حفاظها على دين الإسلام وضمان استمراريته. لهذا كان من واجب العتبات المقدسة التي هي منبر للهداية والصلاح والإصلاح ومنها العتبة الكاظمية المقدسة إقامة المجالس والمآتم , إذ أقامت خادماتها مجلساً خاصاً بهذه المناسبة الحزينة أفتتح بتلاوة آي من الذكر الحكيم وقراءة زيارتها المباركة, تلتها المحاضرة الدينية التي تضمنت شرح جانب من حياتها الشريفة وكيف أنها تغلبت على صعوبات الحياة وضغوطاتها من خلال عبادتها وصلاتها وتسبيحها المبارك لتحث النساء وتعطيهن درساً مهماً بأن لكل مشكلة أو ضائقة أو معضلة حلاً مؤثراً وفعلياً يجدنه من خلال رسالة الإسلام التي تبناها خاتم الرسل "صلّى الله عليه وآله" لأنها لم تترك شيئاً من أمور الدنيا صغيرها وكبيرها إلا ووضعت له حلاً ناجعاً يقوّمها ويُصلحها بألوان من الأدوية المعنوية كصلاة معينة أو تسبيح أو استغفار أو دعاء أو وِرد وغيرها الكثير, كما وأعقب المحاضرة شرح لبعض المسائل الفقهية وتبيانها للزائرات الكريمات. واختتم المجلس بالدعاء لحفيد السيدة الزهراء المنتظر المهدي بتعجيل ظهوره المبارك ولجميع المؤمنين والمؤمنات.