يُعدّ مضيفُ أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) صاحبَ الرّيادة والسبق على باقي مضايف العتبات المقدّسة، فهو يمدّ بساط الجود والمكرمات ويفتح ذراعيه المقطوعتين ضيافةً تليق بعطائه الذي هو رمز الكرم والوفاء والإيثار، ليقدّم الطعام زاد بركةٍ وشفاء لزائريه وزائري مرقد أخيه الإمام الحسين(عليهما السلام) إكمالاً لنهجه وكرمه الذي مثَّله (عليه السلام) بجميع صوره في معركة الطفّ فهو ساقي عطاشى كربلاء.
ولمعرفة تفاصيل أكثر عن عمل قسم المضيف وما يقدّمه من خدماتٍ للزائرين الكرام التقت شبكةُ الكفيل برئيس القسم الأستاذ كاظم عبد الحسين عبادة ليتحدّث لنا قائلاً:
"يُعدّ مضيفُ أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) من أقدم مضايف العتبات المقدّسة في العالم الإسلاميّ أجمع، حيث يعود تاريخ تشييده كبناية الى عام (1980م)، وبعد سقوط اللانظام أُجريت عليه بعض أعمال الصيانة والترميم وتنظيم الأمور الإداريّة، وبلُطْفٍ إلهيّ وفيوضاتٍ من صاحب الجود افتُتِحت بنايةُ هذا المضيف بحلّته الجديدة كقسمٍ من أقسام الأمانة العامّة للعتبة المقدّسة في ذكرى مولد قمر العشيرة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في (3شعبان 1424هـ) ليقدّم الطعام للزائرين الكرام، لكنّ طموحنا لم يتوقّف عند هذا الحدّ بل بدأ يزداد من أجل توسعة مساحة المضيف، وفعلاً عندما حصلت عمليّة التوسعة في الحائر الشريف خُصّصت لنا مساحةٌ لتوسعة صالة المضيف التي بدأت تستوعب (700) زائر في الوجبة الواحدة بعد أن كانت تستوعب (150) زائراً فقط، لذلك أصبح بإمكاننا أن نستقبل ما يقارب عشرة آلاف زائر في وجبة الغذاء الواحدة وأقلّ منها في وجبة العشاء".
وأضاف: "مضيفُ أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) الذي يحتلّ مكانةً طيّبة في قلوب الزائرين من بين بقيّة المضايف التابعة للعتبات المقدّسة في العراق وخارجه، يسعى لإعطاء الوجه الأمثل للضيافة العربيّة الكريمة من خلال إدارته والشعب العاملة فيه البالغ عددُها خمس شعب، وهذه الشعب هي:
1- الشعبة الإداريّة: وتتكوّن من ثلاث وحدات هي: (وحدة الماليّة، وحدة المكتب، وحدة السائقين)، وتهتمّ بتنظيم العمل الإداريّ والإشراف على تدقيق وصولات المصرف الشرائيّ، والإشراف على المعاملات الماليّة الإداريّة بالتنسيق مع قسم الشؤون الماليّة، بالإضافة الى تنظيم وجبات العمل ومتابعة الأوامر الإداريّة الصادرة من إدارة العتبة المقدّسة وغيرها من الأمور.
2- شعبة الضيافة: وتتكوّن من ثلاث وحدات هي: (التشريفات والاستقبال، وحدة الخدمات العامّة، وحدة القهوة العربيّة)، تهتمّ هذه الشعبة بنظافة المضيف بجميع مرفقاته وخدماته المقدّمة للزائرين منذ دخولهم لسفرة الكرم الهاشمي الى أعتاب خروجهم.
3- شعبة التغذية: وتتكوّن من: (وحدة المطبخ، وحدة القصابة، وحدة المخبز)، وتضمّ مجموعة من أمهر الطبّاخين الذين يعدّون الطعام للزائرين الكرام وتقديم أفضل الأكلات العراقيّة بأنواعها المختلفة.
4- شعبة الحانوت التعاونيّ التي تختصّ بتجهيز منتسبي العتبة المقدّسة بمختلف أنواع الطعام مقابل مبلغٍ ماليّ مدعوم بأمرٍ من إدارة العتبة المقدّسة.
5- شعبة مستشفى الكفيل التي تهتمّ بتجهيز الكوادر الطبيّة في المستشفى وكذلك المرضى الراقدين فيها بالطعام".
مبيّناً: "نقدّم في وجبة الغداء من ثلاثة آلاف الى خمسة آلاف وجبة غذائيّة باستثناء أيّام الزيارات وليالي الجمع التي تصل الى أكثر من عشرة آلاف وجبة، أمّا وجبة العشاء فقد توقّفنا عن تقديمها منذ انطلاق الفتوى المباركة للمرجعيّة الدينيّة العُليا وباشرنا بتجهيز المقاتلين، وتشرّفنا بالوصول الى القطعات العسكريّة في كلّ مكان، وفي الزيارات المليونيّة نقوم بتوزيع عشرات الآلاف من الوجبات الغذائيّة المتنوّعة على الزائرين، وكذلك لدينا أكثر من منفذ لتوزيع الطعام في الطرق الخارجيّة على الزائرين القادمين مشياً على الأقدام وعلى جميع المحاور المؤدّية الى مدينة كربلاء المقدّسة".
مضيفاً: "باشرنا بافتتاح مجموعة مطاعم بركات الكفيل التي تختصّ بتقديم أشهى المأكولات وبأسعار مدعومة أيضاً عندما لاحظنا أنّ الزائرين الوافدين الى المدينة القديمة لزيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) يرغبون بمختلف أنواع الطعام، حيث يقع الفرع الأوّل قرب نقطة الحوراء(عليها السلام) والفرع الثاني في نهاية شارع العلقمي".
أمّا عن مصادر تمويل المضيف وآليّة دخول الزائرين اليه فبيّن الأستاذ كاظم قائلاً: "تمويل المضيف يتمّ من جهتين أوّلها عن طريق استلام سلفة ماليّة من قبل إدارة العتبة المقدّسة، أمّا الجهة الثانية فهي من الهدايا والنذور التي يقدّمها الزائرون للعتبة المقدّسة، ويتمّ دخول الزائرين الى مضيف العتبة المقدّسة عن طريق ثلاثة مصادر، أوّلها نقوم بتوزيع بطاقات المضيف على الزائرين دون تمييز بين زائرٍ وآخر من الساعة السابعة صباحاً ولغاية الساعة العاشرة، من خلال مكتبنا الكائن قرب المضيف، أما المصدر الثاني فهو من خلال قسم الهدايا والنذور، فكلّ زائرٍ يتبرّع بأيّ مادّة عينيّة وغيرها يُعطى بطاقة مضيفٍ له ولعائلته، والمصدر الثالث من خلال قسم العلاقات العامّة الذي يأتي بمؤسّسات الأيتام ومنظّمات المجتمع المدني وعوائل الشهداء والجرحى".