خفقت رايات الحزن من جديد لتتقد معها نيران الأسى واللوعة في قلوب الموالين الذين ما زالت تنزف جراحهم لتلك الذكرى الأليمة، ووسط تدفق الزائرين لحرم الإمامين الكاظمين"عليهما السلام" لتقديم آيات الولاء والعزاء بهذه الأيام العاشورائية، أعدت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية منهاجاً عزائياً ًخاصاً للعشرة الأولى من شهر محرم الحرام حافلاً بالنشاطات الدينية والثقافية، حيث يرتقي فيه المنبر الحسيني فضيلة الشيخ الدكتور "علي الشكري" وشهد اليوم الثاني على التوالي إلقاء محاضرة دينية تطرق فيها إلى مفهوم العبادة لله تعالى عز وجل ومصاديقها المادية والعقلية الخالدة التي اجتمعت في القرآن الكريم. وأشار في محاضراته إلى بعض القضايا الاجتماعية والأخلاقية والسلوكية التي أصبح اليوم مجتمعنا الإسلامي بأمس الحاجة إليها، مُهيباً بجميع الملاكات التربوية والتعليمية وعلى وجه الخصوص في الوسط الجامعي خطورة المرحلة من الناحية الفكرية مسلطًاً الضوء على موجة الإلحاد التي عصفت بالوسط الاجتماعي وأثارها السلبية، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بتهذيب سلوكياتنا وأفكارنا من خلال تمسكنا بنهج أهل بيت النبوة وتضحيات الإمام الحسين "عليهم السلام" التي أمست مناراً للإنسانية جمعاء عبر مدرسته العظيمة الحافلة بالقيم والمعاني السامية والتي وجهت الأمة نحو الخير والصلاح. أعقب ذلك إلقاء عدد من القصائد الرثائية بمشاركة رواديد العتبة الكاظمية المقدسة عَبَرت جميعها عن عظم هذه المصيبة التي تجددت فيها أحزان أهل البيت"عليهم السلام".