تتواصل الأعمال وتتظافر الجهود في مشروع صناعة الشبّاك الجديد لضريح المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام)، وتجري جميع أعماله وفقاً لخطّةٍ موضوعة وبشقّيها التصنيعيّ والتركيبيّ دون حدوث تقاطعٍ أو تأثير إحداها على الأخرى، واليوم تمّت المباشرة بصناعة الوردات الذهبية العُليا للشباك والتي تعتلي الكتيبة القرآنية الثانية وترتبط معها بواسطة مسطرةٍ معدنيةٍ مصنّعة من مادة (الستل ستيل) وترتبط بشريطٍ معدنيّ آخر يكون أكثر سُمْكاً، وتحيط بالشبّاك من جميع اتّجاهاته.
الوردات التي يبلغ عددها (60 وردة) موزّعة كالآتي: (17 وردة) من جهة باب القبلة ونفس العدد من الجهة المقابلة لها (جهة باب الإمام الجواد" عليه السلام")، و(13) من جهة باب الشبّاك (مقابل باب الفرات –العلقمي-) ونفس العدد من الجهة التي تقابلها، وهي على شكل ورقة التين أو قريبة منها، وتكون منحنية الى الداخل لتبرز باقي الأجزاء والنقوش، يبلغ طولها (38سم) عند أعلى نقطةٍ لها وعرضها (30سم) عند أعرض نقطةٍ لها، تتوسّط هذه الوردة (الورقة) وردةٌ أصغر منها بيضوية الشكل يبلغ طولها (12سم) وعرضها (8سم) وتكون أرضيّتها من مادة المينا الزرقاء ويُحيط بها حزامٌ مذهّب، تنطلقُ منها نقوشٌ نباتية بشكلٍ شعاعيّ وهي نفس النقوش الموجودة على الوردة القديمة في الشبّاك الحالي.
وتمرّ عمليات صناعة هذه الوردات بعدّة مراحل وصولاً الى شكلها النهائيّ، فبعد أخذ القياسات اللازمة لها والنقوش الخاصة بها والتي ستُنقش بمكائن (CNC) يتمّ تصحيحُها يدويّاً، وهذا يستغرق وقتاً وجهداً طويلين، لكون أنّ هذه الماكنة لا تُعطي نتائج وفقاً لما هو مطلوب، بعدها تأتي أعمال استئصال الزوائد المعدنية (التشذيب) والتنعيم والتلميع ولُحام أماكن تثبيتها على الهيكل الخشبيّ، وبعد التأكّد من مطابقتها للقياسات عن طريق ربطها على هيكل الخشب تُختَتَم بأعمال الطلاء بماء الذهب والمينا، والتي تتمّ في ورشٍ خاصة داخل مصنع شبابيك الأضرحة في العتبة العباسية المقدّسة وبمعايير ونسب خلط قياسية خاصة ودقيقة.
وتمتاز القطع التي وصلت نسبة إنجازها الى مراحل متقدّمة وتمّ تركيب قسمٍ منها على هيكل الشبّاك الخشبيّ لكونها تُركّب بعد التصنيع ثمّ تُطلى بعد ذلك لتعود ثانيةً الى الهيكل الخشبيّ، وتتميّز كباقي الأجزاء بميزة طريقة التثبيت على الشريط المعدنيّ، وهي من الإضافات التي أبدع فيها القائمون على أعمال الشبّاك الجديد، حيث تكون مخفيّةً وتجعلها مع باقي الأجزاء كقطعةٍ واحدة.