أكد قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة أنّ النسخة الثانية من مسابقة (الأسوة الحسنة) شهدت تطورًا إيجابيًّا ملحوظًا مقارنة بالعام السابق. جاء ذلك في كلمة للدكتور ليث الوائلي معاون رئيس دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) التابعة للقسم في حفل توزيع الجوائز على الفائزين بمسابقة الأسوة الحسنة التي تنظمها الدار. وأدناه نص الكلمة: لا جدال في أنّ سيرة نبي الرحمة (صلواتُ اللهِ عليهِ) معين لا ينضب من العظمة والطهر والحكمة والموعظة الحسنة، وسبيل أمثل لتهذيب الأخلاق، وانتهاج المجتمعات الوجهة التي فيها سيادة العدل والإحسان، ومهما بالغنا في بذل الجهود المخلصة، وتنافسنا في سبيل تقديم الأفضل فنحن إنّما نقدّم الأقلّ من الواجب، ففي أعناقنا جميعًا دين كبير لخاتم المرسلين (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين). فالرسول الأكرم هو الدليل المعجز الذي أرسله اللهُ (عزّ وجل) ليهدي به إلى دين الحق الذي ارتضاه سبحانه، خلقه القرآن، وهو المبلغ به، والهادي إليه، وأمينه، والمدافع عنه، وكفاه بذلك فخرًا، وأيّ فخر!
نلتقي اليوم من جديد لنجدّد معًا مناسبتين مباركتين، الأولى خاصة بالندوة العلمية التي دأبت الدار على إقامتها في مواسمها الأربعة تحت عنوان (ملتقى السيرة)، التي يحاضر فيها جناب الأستاذ الدكتور حامد عبد الحسين الجنابي، الذي سيرصد لنا فيها موضوعًا مهمًّا؛ إذ سيُسلّط الأضواء على كتاب (الشخصية المحمدية) لمعروف الرصافي. الثانية: بتوفيق من الله سبحانه بادرت دار الرسول الأعظم لتأسيس قناة جديدة ضمن نشاطاتها الكثيرة، لتكون سبيلاً لتثقيف شرائح مجتمعية كبيرة، وتعليمهم جوانب أساسية من حياة الرسول الأكرم، ومحطات سيرته الصحيحة الخالدة، وذلك بإطلاق مسابقة (الأسوة الحسنة)، التي نشهد اليوم حفل توزيع جوائز نسختها الثالثة. وتأتي مسابقة (الأسوة الحسنة) لتمثّل إضافة جديدة لسلسلة من الفعاليات الهادفة لدار الرسول الأعظم في سبيل التعريف بالقيم التربوية والأخلاقية لسيرة النبي الأكرم . فقد تنوعت المشاريع لتشمل جوانب متعدّدة، كان منها النشاطات الفكرية والأدبية التي أقامتها الدار طوال سنوات عملها المباركة، مثلما تجلّى في كثير من المؤتمرات والندوات، وفي الحرص على جمع جوانب كثيرة من السيرة النبوية العظيمة ودراستها ونشرها في كتب ودوريات ونشرات متخصّصة من إبداع أهل العلم والفضل. لقد بذل أعضاء دار الرسول الأعظم جهودًا طيبة في سبيل إنجاح مسابقة (الأسوة الحسنة)، وإظهارها بأفضل صورة، فخُصّصت جوائز مالية مجزية للفائزين، لجذب أكبر عدد ممكن من المشاركين، ووُضعت الأسئلة المناسبة، لكي تدفع المشاركين إلى البحث في مسالك الحياة الزاخرة بالعطاء لعظيم الإنسانية، وخاتم الأنبياء والمرسلين. بفضل الله سبحانه شهدت النسخة الثانية من مسابقة (الأسوة الحسنة) تطورًا إيجابيًّا ملحوظًا مقارنة بالعام السابق، فبينما كان عدد المشاركين في الدورة الأولى قد بلغ (250) مشتركًا، وصل عدد المتسابقين الذين أسهموا في النسخة الثانية إلى (350) مشتركًا، وكانت اللجنة المختصة بإدارة المسابقة قد أعلنت عن المسابقة في وقت مناسب، وقامت بنشر الإعلان بوسائل متعددة، وذُللت جميع المصاعب أمام المشاركين، فكانت النتيجة أن فاز في المسابقة أحد عشر متسابقًا، حاز الفائز الأول فيها على درجة مئة من مئة وحصل عشرة منهم على (98) درجة، وهي نتائج طيبة ومفرحة بلا شك. أيُّها الحفل الكريم.. إنّ دار الرسول الأعظم، بعد أن شاهدت النتائج الطيبة للمسابقة، والإقبال الكبير على المشاركة فيها تنوي- بمشيئة الله- أن تجعل المسابقة في الأعوام القادمة شاملة لسيرة الرسول الأكرم، وسير أئمة الهدى من آل بيته الكرام، وهم نهر واحد، وشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، بهدف دفع المشاركين في المسابقة للبحث عن جهودهم العظيمة في بناء دعائم الإسلام الحنيف، ونسأله سبحانه التوفيق والسداد.