أخذت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على عاتقها ضمن برنامجها الفكري والثقافي، التصديَ إلى نشر علوم النبي محمد وآل بيته الأطهار "عليهم السلام" وأن تصون هذا التراث الضخم من المعارف، والعمل على نشر الوعي الفكري والإنساني بين أبناء المجتمع الإسلامي النابع من صميم العقيدة والمتميز بصوره المشرقة، ولإبراز الدور الرسالي والمسؤوليات التي كان يضطلع بها الإمام الضامن علي بن موسى الرضا "عليه السلام" وعرافناً لمسيرة حياته الجهادية التي تكتنز بالدروس والعبر، ولأجل تسليط الضوء على تراثه الخالد برؤىً وأفكار بحثية معاصرة، من خلال المؤتمر العلمي الدولي السنوي الثاني عشر بعنوان: (الإمام الرضا "عليه السلام" منهج نبوة .. وعمق إمامة .. وشمس هداية) والذي سيقام للمدة من 27/28 ربيع الأول 1445هـ الموافق 13ـ14/10/2023م تحت شعار: (بالكاظمين نستعصم ومن الرضا نستلهم)، كان للجنة تسلم البحوث دورٌ كبير في التهيئة لهذا الملتقى الثقافي السنوي وقد حدثنا رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي فضيلة  الشيخ (عَدِي الكاظمي) عن البحوث المشاركة في المؤتمر قائلاً: تمكنت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبجهود مباركة من قبل أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري أن تقطع أشواطاً كبيرة وتأخذ مكانتها الطبيعية وتمارس دورها الحقيقي للمساهمة في إثراء الساحة العلمية والمعرفية، فضلاً عن تنمية روح البحث العلمي الإسلامي المعاصر وإيجاد حالة من التواصل بين الباحثين وتلاقيهم في العتبة المقدسة، حيث عقدت لجنة تسلم البحوث سلسلة من الاجتماعات للمشاروة في وضع آليات عملها والتي تشمل المراجعة الأولية للبحوث لمعرفة مدى مطابقتها لشروط المشاركة من حيث موافقتها لمحاور المؤتمر، والكتابة وفق المنهج العلمي، وعدد الصفحات وغيرها، وإمكانية مراسلة الباحث حول تكييف البحث إن احتاج إلى ذلك، والتواصل مع السادة الباحثين من داخل العراق وخارجه لتسلم ملخصات البحوث ضمن المدة المقررة.
وأشار الشيخ عَدِي الكاظمي إلى طبيعة البحوث التي وصلت للجنة ومحاورها وأعدادها قائلاً: أن أغلب محاورها كانت الدراسات القرآنية، والفلسفية، والأدبية، والاستشراقية، وتسلمنا (100) بحث، تم رد بعض منها لأنها خارج محاور المؤتمر، وإرسال البحوث المختارة إلى اللجنة العلمية والمؤلفة من أساتذة البحث العلمي من ذوي الشهادات العُليا في الجامعات والكليات العراقية الرصينة وفق استمارة التقييم المرفقة مع البحث.
ونسأل الله التوفيق والسداد لجميع الباحثين وأصحاب الأقلام النيرة ونأمل أن تكون مشاركاتهم هذا العام تُسهم في تطوير المشروع الثقافي، وإننا من موقع المسؤولية الشرعية نحرص على أن تأخذ هذه البحوث القيّمة، وهذه الجهود الكريمة مجالها العملي في المجتمع وإثراء الطبقة المثقفة بالحوث العلمية والاستدلالات والنتائج العقائدية والفلسفية وغيرها.