المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



كلما توسع أفق العلم كلما ازددنا معرفة باللّه وبطلت كل نظريات من انكر وجوده  
  
892   04:16 مساءً   التاريخ: 28-3-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج2 ، 54- 56
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته /

أليست قوانين الرياضية نتيجة تدبر وتفكر وتعمل وهل يجوز أن يوجد الترتيب والتنظيم دون مرتب ومنظم وهل من الممكن أن توجد عوالم الجماد والحيوان والنبات وما في السموات والأرض وحركة الكواكب والليل والنهار والأمطار والأنهار وأن ترتبط هذه الأشياء بعضها ببعض ارتباطا وثيقا ودقيقا.

دون صانع ومدبر حكيم فلا بدّ من موجد لهذه الأشياء المترتبة بعضها ببعض ونقول في جواب الماديين كيف حصل العقل من المادة على ما يقوله الماديون وكيف وجد الروح هل القوة كانت قبلا أم المادة وكيف انقلبت القوة إلى مادة فلو قلنا أن هناك يدا خفية (و لا بدّ منها) تعمل في حدوث شي‏ء من شي‏ء آخر وتكامل بعض النباتات والحيوانات، فذاك هو اللّه تعالى.

يقول جان جاك روسو: أن نعتقد أن مادة ميتة تقوى على إيجاد هذه الكائنات الحية الكثيرة وأن الضرورة العمياء تتمكن من خلق الموجودات العاقلة وأن شيئا عديم العقل يستطيع أن يوجد أشياء مدركة (عقلا) ومن البديهي أن الحركة ليست بأمر ذاتي في الجسم فلا بدّ من محرك ومتصرف في الكون وأن سلسلة الحركات الكونية كلها تنتهي إلى المحرك الأول هو اللّه تعالى.

وأما هرشل فيقول كلما توسع أفق العلم كلما ازددنا معرفة باللّه ذلك لأن العلم يزودنا ببراهين قطيعة على وجود الخالق الأزلي القدير الذي لا حد لقدرته.

يقول المادي: ان الإلهيين يؤمنون بخالق لا يدرك بحواسنا .

الجواب : أن هناك أشياء كثيرة موجودة ولا تدرك بحواسنا، ولكن العقل يحكم بوجودها كالإلكترون يقول اللّه تعالى : {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ} [الحاقة: 38، 39]. وأن الإنسان الذي جهز بحب الاستطلاع إن لم يلوث الفطرة بخموره وفجوره يعترف بصورة طبيعية باللّه تعالى كما يعترف الفيزيائي بوجود الالكترون ومعلوم أن الالكترون لا يمكن إدراكه ماديا ومع ذلك فهو معروف بآثاره اكثر من قطعة من الخشب.

قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام: وبأسمائك التي ملأت أركان كل شي‏ء.

فما من شي‏ء في الكون إلا وهو ينادي لما فيه من نظام وجمال وكمال بعظمة اللّه تعالى يسبحه ويقدسه أليست هذه القوة قوة الجذب بين الكرات هذه القوة التي يجهل حقيقتها العلم الحديث تدل على أن الكون يسير بإرادة اللّه تبارك وتعالى ومشيئته : {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [فاطر: 41].

وما أعظم ما جاء في دعاء علمه أمير المؤمنين علي عليه السّلام كميلا حين يقول :

اللهم إني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ... إلى أن يقول وبعظمتك التي ملأت كل شي‏ء وبسلطانك الذي علا كل شي‏ء وبوجهك الباقي بعد فناء كل شي‏ء وبأسمائك ملأت أركان كل شي‏ء وبعلمك الذي أحاط بكل شي‏ء وبنور وجهك الذي أضاء له كل شي‏ء يا نور يا قدوس يا أول الأولين ويا آخر الآخرين.

حقا إن من يتتبع العلوم الحاضرة والحديثة وما اكتشف من حقائق وعوالم ونظم ودساتير وخواص لا تعد يعلم إن ما جاء في الدعاء المتقدم يفسر تماما حالة الأجسام اعتبارا من الذرة إلى السماوات العلى فكل شي‏ء لو حلل تحليلا نهائيا يضيء بنور اللّه ويقدس اللّه تعالى وينزهه من كل نقص وينادي بصوت رفيع أن لا إله إلا اللّه العلي القدير خالق الطاقات ومرتبها ترتيبا حكميا وأنه لا متصرف في الكون إلا اللّه تعالى.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.