المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

استراتيجيات حل المسائل الرياضية-7
15-4-2018
المكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus
2024-01-18
ارسال الأشتر واليا على مصر وقتله
14-10-2015
استعمال الأرض الحالي
4-12-2019
The Nuclear Force
24-5-2016
الجهود الدلالية عند الجاحظ
14-8-2017


الآيات القرآنية الدالة على إمامة علي عليه السلام  
  
9511   07:53 صباحاً   التاريخ: 1-3-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج1 ، 82- 89
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / امامة الامام علي عليه السلام /

(الأولى) قوله تعالى‏ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] فقد اتفق المفسرون والمحدثون من العامة والخاصة انها نزلت في علي (عليه السلام) لما تصدق بخاتمه على المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة ، وهو مذكور في الصحاح الستة ، وممن روى نزول الآية في علي من المخالفين السيوطي بأسانيد كثيرة في الدر المنثور ج 2 ص 293، والفخر الرازي في تفسيره بسندين ج 3 ص 618، والزمخشري في تفسيره ج 1 ص 264 والبيضاوي في تفسيره ص 154، والنيشابوري في تفسيره ج 2 ص 28، وانظر مجمع البيان للطبرسي ج 6 ص 165، ونور الابصار للشبلنجي ص 69، وكنز العمال ج 6 ص 391. وابن البتيع والواحدي والسماني والبيهقي والنشري وصاحب المشكاة ومؤلف المصباح والسدي ومجاهد والحسن البصري والأعمش وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد اللّه وقيس بن الربيع وعباية بن ربعي وابن عباس، ورواها ابو ذر الغفاري وجابر بن عبد اللّه الانصاري، ونظمها شاعر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) حسان بن ثابت وغيره من الشعراء.

(ووجه الاستدلال) أن‏ «إِنَّما» للحصر باتفاق اهل اللّغة، «و الولي» بمعنى الأولى بالتصرف المرادف للإمام الخليفة، وهو معنى مشهور عند اهل اللغة والشرع كقوله (صلى الله عليه واله) «أي امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل» وقولهم «السلطان ولي الرعية» و«فلان ولي الميت»، وهذه الكلمة وإن استعملت في اللغة بمعنى الناصر والمحب إلا انهما لا يناسبان المقام، لأن المحب والناصر غير منحصرين فيمن ذكر في الآية بل عامان لجميع المؤمنين، كما قال تعالى‏ {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } [التوبة: 71] ولفظ الجمع إما للتعظيم أو لشمول سائر الائمة الطاهرين.

(الثانية) قوله تعالى‏ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] ووجه الاستدلال: أن المراد بوجوب الكون مع الصادقين مشايعتهم في أقوالهم وأفعالهم لا الاجتماع معهم في الأبد ان لاستحالة ذلك وعدم فائدته، والخطاب جار في جميع المؤمنين في سائر الأزمنة والامكنة، فلا بد في كل زمان من صادق يجب اتباعه، وليس المراد بالصادق صادقا ما وإلا لزم وجوب متابعة كل‏ من صدق مرة وهو باطل اجماعا، بل الصادق في جميع اقواله وأفعاله وهو المعصوم فيلزم وجوب وجود المعصوم في كل زمان ووجوب متابعته وليس غير علي واولاده اتفاقا، فثبت إمامتهم. على أنه قد روى العامة كالسيوطي في الدر المنثور ج 3 ص 290 والثعلبي عن ابن عباس أن المراد بالصادقين في الآية الصادقين من آل محمد وعن علي (عليه السلام) ان الصادقين عترة رسول اللّه (صلى الله عليه واله).

وعن جعفر بن محمد (عليهما السلام) : أن الصادقين آل محمد (صلى الله عليه واله).

(الثالثة) قوله تعالى‏ {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} [المعارج: 1، 2] روى الثعلبي الذي هو من قدوة مفسري المخالفين في شأن نزلوها (انظر هامش ج 8 تفسير الفخر الرازي لأبي السعود ص 292 والسيرة الحلبية ج 3 ص 302 ونور الابصار ص 69) أنه لما كان النبي (صلى الله عليه واله) بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي (عليه السلام) فقال «من كنت مولاه فعلي مولاه» فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ الحارث بن النعمان الفهري فأتى نحو النبي (صلى الله عليه واله) على ناقته حتى الأبطح فنزل عن ناقته فأناخها وعقلها، ثم أتى النبي (صلى الله عليه واله) وهو في ملأ من اصحابه فقال: يا محمد امرتنا من اللّه أن نشهد أن لا إله إلا اللّه وانك رسول اللّه ففعلناه، وأمرتنا أن نصلى خمسا فقبلنا، وامرتنا أن نصوم شهر رمضان فقبلنا، وأمرتنا ان نحج البيت فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته علينا وقلت «من كنت مولاه فعلي مولاه» وهذا الشيء منك أم من اللّه؟ فقال النبي (صلى الله عليه واله): والذي لا إله إلا هو من اللّه. فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول «اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء، أو أتنا بعذاب أليم» فما وصل إليها حتى رماه بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وانزل اللّه تعالى‏ {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ } [المعارج: 1 - 3].

(الرابعة) قوله تعالى‏ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ} [المائدة: 3] فقد روى العامة (انظر الدر المنثور للسيوطي ج 2 ص 259) ومنهم ابو نعيم الاصفهانى عن أبي سعيد الخدري: أن النبي (صلى الله عليه واله) لما أخذ بضبعي علي (عليه السلام) يوم الغدير لم يتفرق الناس حتى نزلت هذه الآية، فقال (صلى الله عليه واله) اللّه اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضاء الرب برسالتي وبالولاية لعلي (عليه السلام) من بعدي. ثم قال (صلى الله عليه واله): من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

(الخامسة) قوله تعالى‏ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] فقد روى المخالف‏ (1) والمؤالف بأسانيد عديدة وطرق شتى أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وفي هذه الآية دلالة على عصمتهم من جميع الأرجاس والمعاصي مع التأكيد بلفظة إنما وادخال اللام في الخبر واختصاص الخطاب والتكرير بقوله تعالى «يطهر» والتأكيد بقوله تعالى‏ «تَطْهِيراً» وغيرهم ليس بمعصوم اتفاقا فتكون الإمامة فيهم، ولأن امير المؤمنين (عليه السلام) قد ادعى الخلافة في مواضع، ومنها قوله (عليه السلام) في خطبته الشقشقية التى رواها العامة والخاصة «اما واللّه لقد تقمصها ابن أبي قحافة وانه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى» وقد ثبت نفي الرجس عنه عليه السلام فيكون صادقا.

(السادسة) قوله تعالى‏ {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] وقد روى‏ العامة (2) والخاصة بطرق عديدة عن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال: أنا المنذر وعلي الهادي وبك يا علي يهتدي المهتدون. فيكون إماما لقوله تعالى‏ {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس: 35] وفيها أيضا دلالة على احقية مذهب الامامية من عدم خلو الزمان من حجة هاد.

(السابعة) آية المباهلة، وهي قوله تعالى‏ {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران: 61] فقد روى الجمهور بطرق مستفيضة (3) إن هذه الآية نزلت في اهل البيت عليهم السلام، وان ابناءنا اشارة الى الحسن والحسين ونساءنا إلى فاطمة وانفسنا إلى علي، فهي تدل على ثبوت الإمامة لعلي (عليه السلام) حيث جعله اللّه تعالى نفس رسول اللّه (صلى الله عليه واله) والاتحاد محال فتعين المساواة في الولاية العامة الا النبوة.

(الثامنة) قوله تعالى‏ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24] فقد روى العامة (4) بأسانيد عديدة عن ابن عباس وابي سعيد الخدري انهم مسئولون عن ولاية علي عليه السلام.

 (التاسعة) قوله تعالى‏ {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] روى الجمهور في الصحيحين واحمد بن حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره‏ (5) عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول اللّه من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال (صلى الله عليه واله) : علي وفاطمة وابناهما. ووجوب المودة يستلزم وجوب الإطاعة، لأن المودة إنما تجب مع العصمة، إذ مع وقوع الخطأ منهم يجب ترك مودتهم كما قال تعالى‏ {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة: 22] وغيرهم عليهم السلام ليس بمعصوم اتفاقا، فثبت مودة علي وولده. وقد روى في الصواعق المحرقة في الباب العاشر عن ابن ادريس الشافعي شعرا في وجوب مودة من ذكرناهم آنفا:

يا أهل بيت رسول اللّه حبكم‏                فرض من اللّه في القرآن انزله‏

كفاكم من عظيم القدر انكم‏                  من لا يصلي عليكم لا صلاة له‏ .

(العاشر) قوله تعالى‏ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 207] فروى الفخر والنيسابوري والثعلبى‏ (6) أنها نزلت في علي (عليه السلام) لما هرب النبي (صلى الله عليه واله) من المشركين إلى الغار خلفه لقضاء ديونه ورد ودائعه ، فبات على فراشه وأحاط المشركون بالدار فأوحى اللّه إلى جبرائيل وميكائيل أني قد آخيت بينكما وجعلت عمر احد كما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة، فاختار كل منهما الحياة، فأوحى اللّه إليهما ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب (عليهما السلام) آخيت بينه‏ وبين رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثر بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فنزلا وكان جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه فقال جبرائيل: بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي اللّه بك الملائكة.

(الحادية عشرة) قوله تعالى‏ {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] روى الجمهور ومنهم الإمام الرازي والنيشابوري‏ (7) انها نزلت في امير المؤمنين (عليه السلام)، والود المحبّة في قلوب المؤمنين، وفي الصواعق المحرقة (ص 103 ط مصر سنة 324) قال: في رواية صحيحة عن النبي (صلى الله عليه واله) قال:

ما بال أقوام يتحدثون فاذا رأوا الرجل من أهل بيتى قطعوا حديثهم، واللّه لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبهم اللّه ولقرابتهم مني. ومن يوقع اللّه محبته في قلوب المؤمنين ويذكر ذلك في مقام الامتنان لا بد أن يكون معصوما لما تقدم.

(الثانية عشرة) سورة «هل أتى» فقد روى جمهور (8) علماء المسلمين أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وعامة العرب (يعني أهل المدينة) فنذر علي صوم ثلاثة أيام وكذا امهما فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليها وخادمتهما فضة لئن برئا، فبرئا وليس عند آل محمد قليل ولا كثير، فاستقرض امير المؤمنين (عليه السلام) ثلاثة اصوع من شعير وطحنت فاطمة الزهراء عليها السلام منها صاعا فخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص وصلى علي (عليه السلام) المغرب، فلما أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه للإفطار أتاهم مسكين وسألهم فأعطاه كل منهم قوته ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا، ثم صاموا اليوم‏ الثاني فخبزت فاطمة عليها السلام صاعا فلما قدم بين ايديهم للإفطار أتاهم يتيم وسألهم القوت فأعطاه كل واحد منهم قوته، فلما كان اليوم الثالث من صومهم وقدم الطعام أتاهم أسير وسألهم القوت فأعطاه كل واحد منهم قوته ولم يذوقوا في الأيام الثلاثة سوى الماء ، فرآهم النبي (صلى الله عليه واله) في اليوم الرابع وهم يرتعشون من الجوع وفاطمة (عليها السلام) قد التصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فقال: واغوثاه يا اللّه اهل بيت محمد يموتون جوعا. فهبط جبرائيل (عليه السلام).

(الثالثة عشرة) قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ } [الأنفال: 62] روى‏ (9) الجمهور ومنهم الفضل بن روزبهان عن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش «لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له محمد عبدي ورسولي ايدته بعلي بن أبي طالب» وهذه الفضيلة المكتوبة على العرش الأعظم في ازل الأزل يحيل العقل والنقل أن يكون صاحبها متبعا ورعية لمن صرف اكثر عمره في عبادة الأصنام.

(الرابعة عشرة) قوله تعالى‏ {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4] فقد روى‏ (10) الجمهور أن المراد بصالح المؤمنين امير المؤمنين (عليه السلام) وان الخطاب لعائشة وحفصة. وتقريب الاستدلال ما تقدم.

ولو قصدنا جمع كل الآيات الواردة في علي وأهل بيته عليهم السلام مما يدل على أولويته بالخلافة والامامة وافضليته لخرجنا عن المقصود، بل القرآن كله في شأن علي نزل تأويلا، وفيما ذكرناه كفاية ومن اراد استقصاء ذلك فعليه بمطالعة كتب العلامة وآية اللّه في العالمين حسن بن يوسف بن المطهر الحلي.

_________________________

(1) انظر تفسير الفخر ج 6 ص 783، والدر المنثور ج 5 ص 199، والنيشابوري ج 3 في تفسير سورة الاحزاب، وصحيح مسلم ج 2 ص 331، والشرف المؤبد ص 10، ومصابيح السنة ج 2 ص 200 ذكره احتمالا، والخصائص الكبرى ج 2 ص 264، والاتحاف ص 18، واسعاف الراغبين حاشية نور الابصار ص 82، واصابة ابن حجر ج 4 ص 207.

(2) تفسير روح البيان للشيخ اسماعيل الحقي البروسى ج 3 ص 230، والدر المنثور ج 4 ص 45، وتفسير الفخر ج 5 ص 272، والنيشابوري ج 2 ص 367، ومنتخب كنز العمال ج 5 ص 39، وينابيع المودة ج 1 ص 99 ونور الابصار للشبلنجي ص 69.

(3) انظر الدر المنثور ج 2 ص 39، وتفسير الجلالين ج 1 ص 35 وتفسير روح البيان ج 1 ص 457، وتفسير الكشاف ج 1 ص 149، وتفسير الرازي ج 2 ص 699، وتفسير البيضاوي ص 76، وتاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي ص 65، ومصابيح السنة للبغوي ج 2 ص 201، وصواعق ابن حجر ص 93.

(4) انظر صواعق ابن حجر ص 89، وينابيع المودة ج 1 ص 112.

(5) انظر الدر المنثور ج 6 ص 7، وهامش الفخر لابي السعود ج 7 ص 401، وتفسير الفخر ج 7 ص 406، وتفسير الكشاف ج 2 ص 339 وتفسير النيشابوري ج 3 سورة الشورى، وتفسير البيضاوي ص 642، ونور الأبصار للشبلنجي ص 100 وص 99، واسعاف الراغبين بهامشه ص 81.

(6) انظر الفخر ج 2 ص 283، والنيشابوري ج 1 ص 220، وشرح النهج الحديدي ج 3 ص 270.

(7) انظر الدر المنثور ج 4 ص 287، والنيشابوري ج 2 سورة مريم، والفتوحات الاسلامية ج 2 ص 342، وصواعق ابن حجر ص 102، واسعاف الراغبين بهامش نور الابصار ص 85.

(8) انظر روح البيان ج 6 ص 546، وتفسير الفخر ج 8 ص 392، والنيشابوري ج 3 سورة الدهر، وينابيع المودة ج 1 ص 93 وص 94.

(9) انظر الدر المنثور ج 3 ص 199، وينابيع المودة ج 1 ص 28.

(10) انظر الدر المنثور ج 6 ص 244، وينابيع المودة ج 1 ص 93.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.