المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16676 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


قاعدة الجري والتفسير الموضوعي  
  
971   01:49 صباحاً   التاريخ: 2023-08-09
المؤلف : السيد مرتضى جمال الدين
الكتاب أو المصدر : الأصول المنهجية للتفسير الموضوعي
الجزء والصفحة : ص357-360
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-05 1009
التاريخ: 30-3-2016 1969
التاريخ: 24-10-2014 1882
التاريخ: 23-10-2014 2005

كما عرفنا أن لقاعدة الجري طيف عملي واسع إذا ما أُحسن إستخدامها فإن روح القاعدة يبتني على تحويل الآيات النازلة في الأمم السابقة وتنزيلها على الأمم اللاحقة إلى يوم القيامة[1]. وذلك بواسطة التناظر بين الظاهر والباطن بين ما هي نازلة فيهم وجارية فينا عبر آليتين:

الأولى: كون القرآن فيه سنن كونية قرآنية وهذه السنن لا تتخلف بل هي منطبقة عليها وقال تعالى: {وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللـَّهَ تَبْديلاً} [2] تبديلاً، فهي أشبه بالقانون الرياضي المحكم.

كذلك الأمثال فهي نصوص حكمية منطبقة على الجميع. فالسنن والأمثال جاريةٌ فينا.

الثانية: التناظر بين مكونات النص القرآني ومن هذا الباب أدخلنا قاعدة الجري في التفسير الموضوعي ونحن نحاول ان نُفعل تعايش القرآن مع عصرنا. ولكن ليست العملية إعتباطية بل إنها تخضع إلى قانون محكم يتحكم فيها والسر الكامن فيها هو إتباع الأشباه والنظائر أيضاً وتطبيقاً لهذا القانون نحاول أن نحلل المثال السابق: فقوله تعالى: ِ{أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ}.

عندما طبق عليها الإمام الباقر(عليه السلام) قاعدة الجري ليحولها من زمان بني إسرائيل إلى زمان النبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم)، وذلك وفق مبدأ التعويض والإبدال بما يناظرهُ من مفهوم أو مصداق، فعندما ذكرت مفردة الرسول تحكمت هي في ما ستؤول إليه فلابد أن يذكر إسم رسول كمصداقٍ لها ولا يمكن أن يضاف إليها مصداق خارج عن ذلك فرفع الإمام الباقر(عليه السلام) كلمة الرسول ووضع كلمة محمد وفق مستند شرعي هو قوله تعالى:  {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللـَّهَ وَ الَّذينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُم}‏ [3].

وعندما وضع كلمة محمد بدل رسول قامت هذه الكلمة بتشفير باقي الآية لتؤول في الواقع المرير الذي عاشه أهل البيت(عليهم السلام)  في أكبر مسألة إسلامية دارت عليها رحى الأحداث وهي الإمامة.

ويؤكد العياشي في حديث آخر عن الإمام الباقر(عليه السلام) في تحليل هذه القاعدة قائلاً: ذلك مثل موسى والرسل من بعده عيسى صلوات الله عليه ضُرب مثلاً لأمة محمد فقال الله لهم: فإن جاءكم محمد بما لا تهوى أنفسكم بموالاة علي أستكبرتم، ففريقاً من آل محمد كذبتم وفريقاً تقتلون فذلك تفسيرها في الباطن[4].

ولقد نجح أهل البيت(عليهم السلام)  في تقرير هذه القاعدة وتطبيقها ولقد جمعها السيد هاشم البحراني في كتابه التفسيري الهداية القرآنية إلى الولاية الإمامية[5] حيث ذكر ما يقارب خمسمائة آية قرآنية في معظمها طُبق عليها قاعدة الجري.

ثمار هذه القاعدة:

كل مثل في القرآن سواء كان تجريدي أو ما ضرب به مثلاً في الأمم السابقة فإنه جارٍ في الأمم اللاحقة إلى يوم القيامة.

السنن الآلهية في القرآن سنن قابلة للإنطباق على كل زمان ومكان لأنها لا تتبدل ولا تتغير.

يمتلك القرآن عناصر الخلود التي تجعلهُ حيوياً مواكباً لكل الحضارات وهي العنصر البشري، الذي تحكمهُ قوانين النفس والإجتماع والاقتصاد وغيرها والعنصر الزماني الذي قال عنه الصادق(عليه السلام): إنه لم يجعله لزمان دون زمان ولناس دون ناس. ففيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم العنصر المكاني وهو الكرة الأرضية، والعنصر الموضوعي فيه تبيان لكل شيء حيث يؤول كل عنصر إلى نظيره ففي العنصر البشري الإيجابي كالأنبياء والرسل ينطبق على نظراءهم من الأوصياء، والمجتمع الديني ينطبق على كل مجتمع رسالي، والفراعنة والطواغيت ينطبق على كل من كان على شاكلتهم وهكذا. وقد حاول أحد الباحثين إسقاط ما يحمله المجتمع الفرعوني الذي ألفه السيد محمد باقر الصدر وأسباب سقوطه أن يطبقه على المجتمع الماركسي وما آل إلى سقوطه معتمداً نفس الآلية وإن لم يصرح فيها متتبعاً للنظائر التي يشترك فيها المجتمعان[6].

 


[1] يمتلك القرآن أربعة عناصر هي سرُ خلوده كما ذكرها داوود العطار في علوم القرآن وهي البعد الشخصي: يشمل جميع الناس، البعد المكاني يشمل جميع الأرض، البعد الزماني وزمان القرآن مفتوح، ثم بعدهُ الموضوعي فيه تبيان كل شيء فهذه هي سر خلود القرآن.

[2] فاطر /43.

[3] الفتح /29.

[4] تفسير العياشي، 1/67 ح68، تفسير البرهان 1/272.

[5] السيد هاشم البحراني، الهداية القرآنية إلى الولاية الإمامية، ط/1 1425 هـ قم منشورات ذوي القربى.

[6] د. حازم الحسيني، السقوط الحضاري في ضوء السنن التاريخية في القرآن الكريم بحثٌ مستقل من موقع الإنترنت. www.balagh.com




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .