المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



السَرَقُسطي المُعافري  
  
2789   04:26 مساءً   التاريخ: 22-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص335-336
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2021 3963
التاريخ: 7-2-2018 3295
التاريخ: 28-12-2015 2586
التاريخ: 5-7-2021 2904

 

هو أبو عثمان سعيد بن محمّد المعافريّ السرقسطيّ المعروف بابن الحدّاد و الملقّب بالحمار (1)، لعلّ مولده نحو 340 ه‍ (951 م) في سرقسطة. ثمّ يبدو أنّه انتقل مع أهله إلى قرطبة و نشأ فيها و تلقّى العلم على جماعة منهم ابن القوطية (ت 367 ه‍) فلازمه و أصبح أشهر تلاميذه، كما روى عن صاعد الربعيّ البغداديّ (ت 4١٧ ه‍) . و استشهد السرقسطيّ المعافريّ في قرطبة في أيام الفتنة (بعد 4٠٠ ه‍ -١٠٠٩ م) .

كان السرقسطيّ المعافريّ ذا اتّجاه دينيّ حمله على التطوّع في سبيل اللّه و هو في الستّين من عمره. و كان نحويّا و أديبا، له «كتاب الأفعال» -على غرار كتاب شيخه «كتاب الأفعال» -(و لكنّه بسط له: مقدّمة و توضيح و توسيع!) ، إلاّ أنّه اقتصر فيه على الغريب من الأفعال و من معاني الأفعال، و لكن أكثر فيه من الشواهد. و قد انتهى من تأليفه بعد وفاة ابن القوطية و قبل وفاته هو ببضع عشرة سنة. و كتاب السرقسطيّ المعافريّ أتمّ الكتب في موضوعه، إذ لم يقيّد المؤلّف فيه نفسه بمذهب معيّن، بل أورد آراء البصريّين كأبي زيد (الأنصاري) و الأصمعيّ و ابن دريد و أبي حاتم (السجستاني) و آراء الكوفيّين كابن الأعرابيّ و ابن السكّيت و أبي عبيدة (معمر ابن المثنّى) إلى جانب آراء نفر آخرين من النحاة.

______________________

١) أبو عثمان سعيد بن محمّد بن الحدّاد الملقّب بالحمار هذا غير أبي عثمان سعيد بن محمّد بن الحدّاد من أهل الطبقة الثالثة من النحاة الاندلسيّين (طبقات الزبيدي 216؛ راجع بغية الوعاة 257) و غير أبي عثمان سعيد بن محمّد القرطبي النحوي (راجع بغية الوعاة 257) و غير سعيد بن فتحون السرقسطي الملقّب بالحمار (راجع نفح الطيب 2:175،5٠٢) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.