أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-06-2015
2413
التاريخ: 24-7-2016
1877
التاريخ: 30-12-2015
5506
التاريخ: 13-08-2015
2607
|
هو أبو جعفر أحمد بن أيّوب اللمائيّ من أهل مالقة، كان كاتبا لدى ناصر الدين عليّ بن حمّود صاحب مالقة (4٠٧-4٠٨ ه) و مدبّر أموره، كما كتب لغيره (من ملوك مالقة؟) . و قد علا صيته بسبب ذلك و علت مكانته. و يبدو أنّه حصل على أملاك في غرناطة فكان يتردّد عليها فيتفقّد أملاكه و يزور ملوكها الصنهاجيّين، في أيام باديس بن حبّوس (4٣٠-466 ه) في الأغلب، أو في أيام أبيه حبّوس (4١٠-4٣٠ ه) أيضا.
و عرضت لأبي جعفر اللمائيّ النسمة (من أمراض الصدر: الربو؟) و أزمنت فتوفّي من أثرها في مالقة، سنة 465 ه (١٠٧٢-١٠٧٣ م) . و قد نقلت جثّته إلى حصن الورد عند مونت ميور (الجبل الكبير) بحسب وصيّته و دفن هنالك في قبر كان قد ابتناه. و إذا كان أبو جعفر اللمائيّ قد راسل أبا جعفر بن عبّاس (ت 4٢٧ ه) فيجب أن يكون قد عاش سبعين سنة أو تزيد.
أبو جعفر اللمائيّ أديب مترسّل و ناثر شاعر. و شعره مدح و وصف للطبيعة. و يبدو أن معظم شعره وجدانيّ قاله في أحوال مرضه و في الشكوى من الأيام. و له نسيب أيضا.
مختارات من آثاره :
- كتب أبو جعفر اللمائيّ إلى أبي جعفر بن عبّاس (1) يعزّيه بأبيه:
إن لم أجد التأبين فأجد (2) البكاء و الحنين، و إن لم أحسن التملّق و الإطراء فأحسن الإخلاص و الدعاء. و اتّصل بي موت الوزير أبيك-لقّاه اللّه غفرانه-و كونك بفضل اللّه مكانه، فروّع جنان (3) الصبر و أخرس لسان الشكر: بدر أفل و هلال استقلّ (4) . أعزّيك و أسلّيك: قدر مصابك قدر ثوابك (5) . صبرا جميلا عليه لتؤجر، و فعلا حميدا (6) بعده لتذكر. . .
- وقال أبو جعفر اللمائيّ في علته (داء النسمة) :
عظم البلاء فلا طبيب يرتجى ... منه الشفاء، و لا دواء ينجع (7)
لم يبق شيء لم أعالجها به طمع الحياة؛ و أين من لا يطمع ؟ (8)
(و إذا المنيّة أنشبت أظفارها ألفيت كلّ تميمة لا تنفع) (9)
- و دخل عليه بعض أصحابه في علته (في فترته التي مات فيها) فجعل يروّح عليه بمروحة. فقال ارتجالا:
روّحني عائدي فقلت له ... مه، لا تزدني على الذي أجد (10)
أ ما ترى النار، و هي خامدة ... عند هبوب الرياح تتّقد؟
- و قال (يصوّر الربيع و هو يطلب الندى-العطاء-من يد باديس) :
طلعت طوالع للربيع فأطلعت... في الروض وردا قبل حين أوانه (11)
حيّا أمير المؤمنين مبشّرا ... و مؤمّلا للنيل من إحسانه (12)
- و قال يشكو نوائب دهره:
أمسى سقامي زاجري ومؤنّبي ... و غدا مشيبي واعظي و مؤدّبي
أوهت خطوب الدهر مني عاتقي ... ثقلا، و زعزع منكباه منكبي (13)
وهمت سحائبه عليّ فغادرت ... أرضي قرارة كل خطب معجب (14)
يا سيّدي و أخي الوفيّ، و ما أخي ... منه إلى قلب الإخاء بأقرب
و إذا غدا العلم المشرّف ... أهله نسبا يؤلّفنا، فنحن بنو أب
و كتبت عن ودّ، و قد كتب الإخا ... بين النفوس صحائفا لم تكتب (15)
بأرقّ من دمع المشوق فؤاده ... و أرقّ من ريق الحبيب و أعذب
فظللت منه في غدير بلاغة ... عذب و ملتف الحدائق معشب
كرمت مغارسه فأورق فرعه ... علما و أثمر بالكلام الطيّب
خفيت معانيه على أوهامنا... فالفكر بين مصدّق و مكذّب
________________________________________
١) هو أبو جعفر أحمد بن عبّاس كان وزيرا لزهير صاحب المريّة و لباديس صاحب غرناطة. و كان غنيّا جدّا و بخيلا جدّا. و قد نكبه باديس و سجنه ثمّ أمر بقتله، سنة 4٢٧ ه و هو ابن ثلاثين سنة.
٢) التركيب خاطئ. ليس هنا مكان لربط جواب الشرط (و هو فعل مضارع بالفاء) . و الصواب أن يقال مثلا: فإن لم أجد التأبين فأنا أجيد الدعاء (فيكون جواب الشرط جملة اسمية مربوطة بالفاء) .
3) جنان: قلب.
4) بدر (رجل كبير) أفل (غاب) ، و هلال (رجل شابّ) استقلّ (طلع) .
5) كلّما عظم مصابك بالميت كان أجرك عظيما على مقدار ذلك.
6) صبرا جميلا: أصبر صبرا جميلا. . .
7) ينجع: ينفع.
8) طمع الحياة (طمعا في الحياة) . و هل في الدنيا أحد لا يطمع بطول الحياة.
9) البيت لأبي ذؤيب الهذلي (بضمّ ففتح) و هو شاعر مخضرم (ت ٢٨ ه) .
10) العائد: الذي يزور المريض. مه: كف، كفي.
11) طالعة: أول نبات (الربيع) .
12) النيل: العطاء.
13) المنكب: ما بين الكتف و العنق. للدهر منكبان (هو أقوى منّي) .
14) هما: سقط، هطل، (نزل الماء من السحاب) . القرارة: المكان المنخفض تستقرّ فيه الأشياء. الخطب: المصيبة. المعجب: الداعي إلى العجب (الكبير، الشديد) .
15) للأخاء (الصداقة) صفحات كثيرة جميلة لم يستطع أن يكتب بقلمه مثلها.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|