أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2017
1175
التاريخ: 14-3-2018
2652
التاريخ: 27-8-2017
1411
التاريخ: 26-8-2017
2332
|
الإمام (عليه السلام) في عصر المأمون:
كان المأمون ولي العهد من بعد أخيه الأمين الذي بويع له بعد وفاة الرشيد سنة 193هـ بعهد منه، فلما كانت سنة 195هـ أعلن الأمين خلع أخيه المأمون من ولاية العهد، وعهد لابنه موسى، ولقبه الناطق بالحق، وهو لا يزال طفلا رضيعا، فنادى المأمون بخلع الأمين في خراسان، وتسمى بأمير المؤمنين. فجهز الأمين وزيره علي بن عيسى بن ماهان لحرب المأمون، وجهز المأمون طاهر بن الحسين، فالتقى الجيشان، فقتل ابن ماهان، وحمل رأسه إلى المأمون، فطيف برأسه في خراسان. وانهزم جيش الأمين، فتتبعه طاهر بن الحسين حتى حاصر بغداد حصارا طويلا، تعرضت فيه المدينة للقتل الذريع والسلب والنهب والدمار والحرائق، وانتهى الحصار بالقبض على الأمين، وزجه في السجن، ومن ثم قتله وهو في السجن، واحتز رأسه، فنصب على باب من أبواب بغداد يعرف بباب الحديد إلى الظهر، ونودي: هذا رأس المخلوع محمد، ودفنت جثته في أحد بساتين بغداد. وحملوا الرأس إلى خراسان، فأمر المأمون بنصب الرأس في صحن الدار على خشبة، وأعطى الجند، وأمر كل من قبض رزقه أن يلعنه، فكان الرجل يقبض ويلعن الرأس (1). وبويع للمأمون سنة 198هـ بالخلافة في أغلب أطراف الدولة الإسلامية. وظهرت خلال المعارك بين الأمين والمأمون وبعدها عدة حوادث وثارت كثير من الفتن، فقد انتفضت بغداد على السلطة العباسية، وتربص الثائرون من الطالبيين وغيرهم الفرصة للتخلص من حكم بني العباس الذي سامهم الجور والظلم والقتل والتشريد، يساندهم بذلك الشيعة في خراسان، المحيطون بمركز الخلافة مرو. فظهر نصر بن سيار بن شبث العقيلي - وهو من بني عقيل - في الشام، ومحمد ابن إبراهيم المعروف بابن طباطبا في الكوفة، وإبراهيم بن موسى بن جعفر (عليه السلام) في الحجاز، وزيد بن موسى بن جعفر (عليه السلام) المعروف بزيد النار في البصرة وغيرهم (2)، وكان على المأمون إزاء هذه المواقف الحرجة أن يثبت سلطانه، ويقوي أركان حكمه الذي يوشك على الاضطراب والانفصال، وكان عليه أولا بعد مقتل أخيه واستقلاله بالحكم، أن يعهد بولاية العهد لأحد من بعده، ويختار من يراه صالحا لهذا الأمر، جريا على العادة التي اتبعها أسلافه. وكان عليه أن يكون دقيقا في الاختيار، انسجاما مع دقة الظروف التي عاشها في فترة خلافه مع أخيه وما بعدها، وأن يخضع كل خطوة يخطوها إلى حسابات دقيقة، تربط بين نتائج الماضي وتوقعات المستقبل، وتلائم بين الشعور الشيعي العلوي الذي يسيطر على جهة خراسان وما والاها، والشعور العباسي العنصري الذي يسيطر على جهة العراق وغيرها من الأطراف. فاختار لهذا الأمر الإمام الرضا (عليه السلام) لأسباب تعود لصالحه (3)، وفي نفس الوقت جعلها ورقة لمساومة العباسيين الناقمين عليه والمؤيدين لأخيه الأمين في الحكم. فقد جاء المأمون إلى الحكم، ورأى ما رأى من كثرة الشيعة، وإقبال الناس على الإمام الرضا (عليه السلام)، ونقمتهم على أبيه والحاكمين من أسلافه، فحاول المداهنة واستمالة الرأي العام، فأظهر التشيع كذبا ونفاقا، وأخذ يدافع ويناظر عن أفضلية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأحقيته بالخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4)، وهو لا يؤمن بشيء من ذلك، وإنما هو وسيلة لتثبيت ملكه وتوطيد سلطانه. ولم يكن في قرارة نفسه أن يخرج الخلافة من بني العباس إلى غيرهم من العلويين أو سواهم، ورغم تظاهره بالتشيع نظريا لا سلوكا ومنهجا في العمل، فإنه لا يألوا جهدا في المحافظة على التراث الذي تحدر إليه من آبائه إطارا ومحتوى، فالرشيد والمأمون كانا قد بنيا على أساس واحد وهو الاحتفاظ بالسلطة وإن اختلف شكل البناء، فلقد دس الرشيد السم للإمام الكاظم (عليه السلام)، ودس المأمون السم للإمام الرضا (عليه السلام)، ولكن المأمون قد استفاد من أخطاء أبيه الرشيد الذي جاهر بالعداء لأهل البيت (عليهم السلام)، فأحكم الخطط لإخفاء جرائمه وآثامه.
____________
(1) أنظر مروج الذهب 2: 414 - 416.
(2) أنظر مروج الذهب 3: 438 - 441.
(3) سنأتي على أسباب عهده للإمام الرضا (عليه السلام) بالتفصيل لاحقا.
(4) أنظر عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 185 - 200 / 2، بحار الأنوار 49: 189 / 2.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|