المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22
Lexical Phonology and its predecessor
2024-11-22
عادات الأبوين وأثرها على الأبناء / بعض العادات الحسنة
2024-11-22
The rôle of history Internal and external evidence
2024-11-22



الآثار الإيجابية للمشترك اللفظي  
  
1935   02:48 مساءً   التاريخ:
المؤلف : د. احمد مختار عمر
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة
الجزء والصفحة : ص180- 173
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / المشكلات الدلالية / المشترك اللفظي /

 

من الممكن أن يصل الباحث الى مجموعة من الآثار الإيجابية لهذه الظاهرة منها :

1- ان وجود كلمة مستقلة لكل شيء من الأشياء التي قد نتناولها بالحديث من شأنه أن يفرض حملا ثقيلا على الذاكرة الإنسانية . وسوف يكون حالنا حينئذ أسوء من حال الرجل البدائي الذي قد توجد لديه كلمات خاصة للدلالة على المعاني الجزئية كغسل نفسه ، وغسل رأسه ، وغسل شخص آخر ، وغسل رأس شخص آخر ، وغسل وجهه ، وغسل وجه شخص آخر ... في حين أنه لا توجد لديه كلمة واحدة للدلالة على العملية العامة البسيطة وهي مجرد الغسل . إن اللغة في استطاعتها أن تعبر عن الأفكار المتعددة بواسطة تلك الطريقة الحصيفة القادرة على تطويع الكلمات وتأهيلها للقيام بعدد من الوظائف المختلفة . وبفضل هذه الوسيلة تكتسب الكلمات نفسها نوعا من المرونة والطواعية فتظل قابلة للاستعمالات الجديدة من غير أن تفقد معانيها القديمة (1) .

2- استغلال الغموض كخاصة من خواص الأسلوب ، وهو أمر وجد في الآداب القديمة وما يزال يوجد في الآداب الحديثة (2) . ويدخل تحت هذا الاستغلال صور من الفنون الأدبية والبلاغية مثل التلاعب بالألفاظ والجناس والتورية وأسلوب الحكيم . وقد قام بدراستها والتمثيل لها وتحليلها في اللغة الإنجليزية William Empson في كتابه البديع Seven Types of Anibiguity . ومن الأنواع التي ذكرها : الغموض الذي يقع في الشعر بسبب التصوير ، ووضع الكلمة في سياقات غير متوقعة فتثير انتباه السامع ، والتعبير عن معنيين أو أكثر يمكن تبادلهما بشيء واحد ، وتقديم معنيين لا يبدو اتصال بينهما في وقت واحد ، وإثارة نوع من التناقض في ذهن القارئ أو السامع مما يضطره الى أن يوجد تفسيرا أو تحليلا يرفع هذا التناقض (3) .

ص180

ويمكن التمثيل من اللغة العربية للاستغلال الأدبي لهذه الظاهرة بالأمثلة الآتية :

أ- قال تعالى : ويقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة .

ب- وقال أبو تمام :

ما مات من كرم الزمان فإنه         يحيا لدى يحيى بن عبد الله

حـ - وقال أبو العلاء المعري :

لم نلق غيرك إنسانا يلاذ به                  فلا برحت لعين الدهر إنسانا

د- وقال أبو نواس :

عباس عباس إذا احتدم الوغى                    والفضلُ فضلٌ ، والربيعُ ربيعُ

فالكلمات الأولى في بيت أبي نواس أعلام ، والثانية أوصاف .

وهذه كلها أمثلة للجناس .

أما أمثلة التورية فمنها قول الشاعر :

أ- أصون أديم وجهي عن أناس                لقاء الموت عندهم الأديب

ورب الشعر عندهم بغيض                     ولو وافى به لهم حبيب

فالتورية في كلمة (حبيب) التي تعنى المحبوب ، وهو المعنى القريب الذي يتبادر الى الذهن بسبب التمهيد له بكلمة (بغيض) ، كما تعنى حبيب بن أوس ، وهو الشاعر أبو تمام . وهذا المعنى بعيد ، وقد أراده الشاعر ، ولكنه تلطف فورّى عنه .

ب- وقول الشاعر أبي الحسين الجزار :

كيف لا أشكر الجزارة ما عشــ                  ــت حفاظا وأهجر الآدابا

وبها صارت الكلاب ترجيــــ                   ـــي وبالشعر كنت أرجو الكلابا

ص181

والتورية في كلمة (الكلاب) الثانية التي أراد بها الشاعر : لئام الناس . وقد جمع الشاعر الى التورية الجناس التام بين كلمتي (الكلاب) في البيت الثاني .

حـ - وقول الشاعر :

رفقا بخلّ ناصح           أبليته صدا وهجرا

وافاك سائل دمعه          فرددته في الحال نهرا

(النهر : المعروف ، والنهر : مصدر نهر بمعنى زجر وهو المعنى المراد)

وأما التلاعب بالألفاظ وأسلوب الحكيم فمن أمثلته : دخل حذيفة على عمر بن الخطاب وكان أميرا للمؤمنين فسأله عمر السؤال التقليدي : كيف أصبحت ، فأجاب حذيفة : أصبحت أحب الفتنة ، وأكره الحق ، وأصلي بغير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء . وعندما سمع الخليفة عمر هذا الرد غضب .. ودخل علي بن أبي طالب فقال : والله لقد صدق يا أمير المؤمنين : فقد أصبح يحب الفتنة : أي يحب ماله وولده (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) . وأصبح يكره الحق : أي الموت ... ويصلي بغير وضوء: أي يقول : اللهم صلي على سيدنا محمد . وله في الأرض ما ليس لله في السماء : أي له زوجة وولد .

ومن أمثلته كذلك : لما توجه خالد بن الوليد لفتح الحيرة أتى إليه من قبل أهلها رجل ذو تجربة ، فقال له خالد : فيم أنت ؟ قال : في ثيابي . فقال : علام أنت ؟ فأجاب على الأرض . فقال : كم سنك ؟ فقال : اثنتان وثلاثون (يعني عدد أسنانه) .

والحوار التالي بين الحجاج وأحد خصومه مثال آخر : قال الحجاج متوعدا لخصمه : لأحملنك على الأدهم (يعني القيد) فقال الرجل : مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب (يعني الفرس) . فقال الحجاج : ويلك : إنه

ص182

لحديد . فردّ الرجل : لأن يكون حديدا خير من أن يكون بليداً (4) .

3- استخدام اللفظ في معنى مجازي يجعله أكثر أدبية ، إذ يصبح مليئا بالحيوية والإشراق ، قادرا على التأثير في النفس ، فضلا عما يثيره وبخاصة اذا كان مجازا جديداً - من دهشة واهتمام .

تأمل الأمثلة الآتية :

أ- التهم أخي ثلاثة كتب مساء أمس .

ب- طار الفرس في الطريق .

حـ - بكت الأخلاق موت فلان .

د- ضحت الأشجار .

وبهذا يستطيع الأديب أن ينقلنا الى عالمه المتخيل ، في الصورة التي يختارها .

4- كثيرا ما يأتي تعدد المعنى أو نقله لسد فجوة معجمية ، وكثيرا ما يرد هذا النوع في حياتنا اليومية وفي لغتنا العادية .

وأفضل أمثلة على هذا استخدام أعضاء البدن - في كل اللغات - استخدامات مجازية مع الجمادات مثل : أنف الجبل - عنق الزجاجة - رجل الكرسي - عين الإبرة - حاجب الشمس - جفن السيف - لسان الميزان - صدر النهار - يد القوس - كبد السماء ..

ص183

______________

(1) أولمان : دور الكلمة في اللغة ص 116 .

(2) السابق ص 125 . وانظر اللغة لفندريس ص 229 .

(3) انظر صفحات 2-4 ، 48 ، 102 ، 176 بوجه الحصوص .

(4) وانظر أمثلة أخرى في كتب البلاغة ، وفي حاشية : دور الكلمة في اللغة ص 126.

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.