أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-09-2015
2941
التاريخ: 29-09-2015
15335
التاريخ: 27-7-2017
9993
التاريخ: 30-09-2015
7754
|
ويرى د. خفاجي "أن ما ذهب إليه د. غنيمي هلال في الصورة يؤدي إلى إهماله الفكرة من القصيدة أو من الصورة الكلية وهي كما نعلم عنصر أساسي من عناصر القصيدة، وركن ركين في بنائها الفني، بل يهمل بقية العناصر الأخرى من موسيقى وعاطفة وانفعال، وهذه مغالاة تؤدي إلى إهمال القيم النقدية التي يقوم عليها النص الأدبي، فيقول في هذا الرد:
"ويغالي بعض الكتاب فيجعل القصيدة صورة فقط، مهملًا الفكرة وغير ذلك من عناصر القصيدة كما فعل غنيمي هلال في كتابه المدخل حين ذهب إلى أن التجربة تكون بواسطة الصورة الكلية، أو الصورة الجزئية أي إن وسيلة التجربة هي الصورة"(1).
وعلى ذلك يرى أن الصورة الأدبية هي التعبير بأسلوب جميل عن عاطفة الأديب سواء أكان عنصر الفكر هو العنصر البارز أو عنصر العاطفة هو الأوضح، والصورة هي الشكل في النص الأدبي وتقابل المضمون الذي هو الفكرة، وتشمل العبارة أي الأسلوب، والخيال الذي يلون العاطفة ويصورها(2)"، ثم يضع ميزانًا دقيقًا في المعادلة بين الشكل والمضمون حيث لا يطغى أحدهما على الآخر وإلا خرج الكلام من باب الأدب فيقول:-
"فيجب على الأديب أن يوازن بينهما موازنة دقيقة فلا يطغى المضمون على الشكل أي الصورة، وإلا خرج الكلام من باب الأدب إلى باب العلم، ولا تطغى الصورة على المضمون وإلا كان الكلام أدبًا لفظيًّا لا قيمة له في باب الفكر"(3).
ويحدد عناصر الصورة الأدبية في الدلالة المعنوية للفظ فيها والعبارة، ثم المؤثرات الأخرى في دلالتها من الإيقاع الموسيقي والصور والظلال، التي توحي بها العبارات ثم تناول الموضوع وحسن عرضه وتنسيقه، وروعة الخيال، ووحدة العمل الأدبي وأصالة الأديب، وظهور شخصيته في التصوير والوحي فيه، ويوضح هذه العناصر بالتفصيل واحدة واحدة مع إيراد الأمثلة التي تبرز هذه المعالم في الصورة، وتشخص العناصر فيها(4)، يقول: "تتكون عناصر الصورة من الدلالة للألفاظ والعبارات".
ويضاف إلى ذلك مؤثرات أخرى يكمل بها الأداء الفني، وهذه المؤثرات هي الإيقاع الموسيقي للكلمات والعبارات والصور والظلال، التي يشعها التعبير، ثم طريقة تناول الموضوع أي الأسلوب الذي تعرض به التجربة الأدبية والصورة المثيرة للالتفات، هي القادرة قدرة كاملة على التعبير عن تجارب الأديب ومشاعره، والتي تتجمع فيها روعة الخيال والموسيقى، ووحدة العمل الأدبي، وشخصية الأديب، وتخيره للألفاظ تخيرًا فنيًّا دقيقًا(5).
ويرى أيضًا أن العلاقات التي تكون بين ألفاظ الصورة تعد عنصرًا أساسيًّا من عناصر التصوير، وهو ما يسميه عبد القاهر الجرجاني بالنظم يقول:
"العلاقات الأسلوبية بين الألفاظ هي في رأي عبد القاهر موطن البلاغة، وهي ما عبر عنه بالنظم، وما يعبر النقاد عنه بالشكل أو الصورة، فمن مجموع العلاقات بين الألفاظ في النص الأدبي تتكون الصورة، وفيها تظهر البلاغة أو الجمالية، وهذه هي أساس نظرية التحليل اللغوي عند سويسر السويسري، وهي نظرية سبق إليها عبد القاهر ناقدنا الكبير. فاللفظ والمعنى لا يمكن فصلهما عن بعض، إنهما وجه الصورة وعمادها وهذه نظرية الكثير من النقاد العالميين، وبخاصة النقاد الجماليون"(6).
ويحدد معالم الصورة فيقول: "وأما الصور الشعرية فنعني بذلك أنك حين تقرأ للشاعر قطعة يكون الشيء كأنه مرسوم أمامك. بوضوح شديد ومجسم "بارز" تجاه بصرك(7).
وما أشار إليه ووضحه هو ما عبر عنه الدكتور ناجي حيث يرى أن الشعر يجب أن يكون أسلوبه معبرًا بالصور أي يرسم الأسلوب مواقف الشاعر وأفكاره وتجاربه وانفعالاته رسمًا معبرًا قويًّا واضحًا بحيث تصبح فكرة الشاعر مصورة في صورة حقيقية تزخر بالعاطفة والتجربة والانفعال، ولا مجرد تصوير عادي ميت، وتصبح وكأنك أمام مناظر متحركة موحية مؤثرة(8).
وهو ما ذكره د. خفاجي "في كتابيه" "مذاهب الأدب" و"نداء الحياة" إثر ما كتبه بعض شباب الشعراء ممن ذهبوا إلى أن الشعر صورة فقط"(9).
__________
(1) دراسات في النقد الأدبي: د. محمد عبد المنعم خفاجي 293 طبعة أولى- المحمدية بالأزهر.
(2) النقد العربي الحديث ومذاهبه: الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي ص46 الحلقة الثانية المحمدية.
(3) النقد العربي الحديث ومذاهبه الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي ص46 الحلقة الثانية المحمدية.
(4) المرجع: من ص46، 54.
(5) المرجع: 4.
(6) منهج عبد القاهر في كتابه دلائل الإعجاز تحقيق الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي ص20.
(7) الأدب العربي الحديث ومدارسه. الحلقة الأولى: د. خفاجي ص270 المحمدية.
(8) مجلة أبولو ديسمبر 1932م.
(9) دراسات في النقد الأدبي: د. خفاجي ص294.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|