المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
احكام الاسارى
2024-11-24
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24

الظاهرة في ضوء علم الفلك الحديث
15-2-2017
مشكلات خاصة بالإذاعة التربوية
31/10/2022
بيكريل، انطوان سيزار
2-11-2015
المعابد في عصر فجر السلالات
18-10-2016
درجة حرارة التكثف condensation temperature
19-6-2018
مجموعة مبيدات النيكوتين الحديثة
2023-05-12


احواله (صلّى اللّه عليه و آله)أيام رضاعته‏  
  
4181   12:49 مساءً   التاريخ: 10-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص27-30.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله قبل البعثة /

في حديث معتبر عن الصادق (عليه السّلام)انّه قال: «لمّا ولد النبي (صلّى اللّه عليه و آله) مكث اياما ليس له لبن، فالقاه أبو طالب على ثدي نفسه فأنزل اللّه فيه لبنا فرضع منه اياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها» .

وفي حديث آخر، قال (عليه السّلام): «انّ عليا (عليه السّلام) ذكر لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)ابنة حمزة (ليتزوجها)، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): أ ما علمت انها ابنة أخي من الرضاعة، و كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وعمّه حمزة قد رضعا من امرأة» .

وروى ابن شهرآشوب: «انّه ارضعته ثويبة مولاة أبي لهب ثم ارضعته حليمة السعدية، فلبث فيهم خمس سنين، و خرج مع أبي طالب في تجارته و هو ابن تسع سنين، و يقال: ابن اثنتي عشرة سنة، و خرج الى الشام في تجارة لخديجة و له خمس و عشرون سنة».

وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) انّه قال: «و لقد قرن اللّه به (صلّى اللّه عليه و آله) من لدن أن كان فطيما، أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق‏ المكارم و محاسن اخلاق العالم، ليله و نهاره، و لقد اتبعته اتباع الفصيل إثر أمّه، يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علما، و يأمرني بالاقتداء به، و لقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه و لا يراه غيري و لم يجمع بيت واحد يومئذ بالاسلام غير رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وخديجة و انا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة و أشمّ ريح النبوة ...» .

وقد روى ابن شهرآشوب والقطب الراوندي و جمع آخر انّه: «ذكرت حليمة بنت أبي ذؤيب عبد اللّه بن الحرث من مضر، زوجة الحرث بن عبد العزى المضري، انّ البوادي اجدبت، و حملنا الجهد على دخول البلد، فخرجت على أتان‏  لي قمراء، معنا شارف‏ لنا واللّه ما تبض قطرة وما ننام ليلنا أجمع من صبيّنا الذي معنا من بكائه من الجوع ما في الثدي ما يغنيه، وما في شارفنا يغذيه، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منّا امرأة الا وقد عرض عليها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وذلك انا، إنمّا كنّا نرجوا المعروف من أبي الصبي، فاذا برجل ينادي ايتها المرتضعات هل منكن من لم تأخذ طفلا؟ فقلت من هو هذا؟ قيل: عبد المطلب بن هاشم سيد مكة، فذهبت إليه، فقال لي: من أنت؟ قلت حليمة من بني سعد فتبسم و قال: بخ بخ خصلتان جيدتان سعد و حلم فيهما عزّ الدهر و عزّ الابد، ثم قال يا هذه عندي بني لي يتيم اسمه محمد و أبين المرضعات أخذه، لانه يتيم، و إنمّا يكرم الظئر الوالد فحملته لأنّي لم أجد غيره و ذهبت الى بيت آمنة فلما وضعته في حضني فتح عينه لينظر بهما إليّ فسطع منهما نور فشرب من ثدي الايمن ساعة و لم يرغب في الايسر اصلا و استعمل في رضاعه عدلا، فناصف فيه شريكه فاقبل ثدياي باللبن، و قام زوجي الى شارفنا تلك يلمسها بيده، فاذا هي حافل فحلبها و أرواني من لبنها و روى الغلمان، فقال: يا حليمة لقد اصبنا سمة مباركة فحملته على الاتان و كانت قد ضعفت عند قدومي مكة.

فجعلت تبادر سائر الحمر اسراعا و قوة و نشاطا، و استقبلت الكعبة و سجدت لها ثلاث مرات، وقالت: برئت من مرضي و سلمت من غثّي و عليّ سيد المرسلين و خاتم النبيين و خير الاولين والآخرين، فكان الناس يتعجبون منها و من سمني و برئي و درّ لبني.

فلمّا انتهينا الى غار خرج رجل يتلألأ نوره الى عنان السماء و سلّم عليه و قال: انّ اللّه تعالى وكّلني برعايته، و قابلنا ظباء و قلن: يا حليمة لا تعرفين من تربين هو أطيب الأطيبين و أطهر الاطهرين، وما علونا قلعة و لا هبطنا واديا الّا سلّموا عليه فعرفت البركة و الزيادة في معاشنا و رياشنا حتى اثرينا و كثرت مواشينا و اموالنا و لم يحدث في ثيابه و لم تبد عورته و لم يحتج في اليوم الّا مرّة و كنت ارى شابا على فراشه يعدل له ثيابه، فربيته خمس سنين و يومين.

فقال لي يوما: أين يذهب اخواني كل يوم؟.

قلت: يرعون غنما، فقال: انّني اليوم أرافقهم فلمّا ذهب معهم أخذه ملائكة وعلوّه على قلّة جبل و قاموا بغسله و تنظيفه فأتاني ابني و قال: ادركي محمدا فانه قد سلب، فأتيته فاذا هو بنور يسطع في السماء فقبلته، فقلت: ما أصابك؟

قال: لا تحزني انّ اللّه معنا، فانتشر منه فوح مسك أذفر، فرآه كاهن و صاح و قال: هذا الذي يقهر الملوك و يفرّق العرب».

وروي عن ابن عباس انّه قال: كان يقرب الى الصبيان يصبحهم فيختلسون و يكفّ و يصبح الصبيان غمصا رمصا  و يصبح صقيلا دهينا .

ونادى شيخ على الكعبة يا عبد المطّلب انّ حليمة امرأة عربية و قد فقدت ابنها اسمه محمد، فغضب عبد المطّلب و كان اذا غضب خاف الناس منه، فنادى يا بني هاشم، يا بني غالب اركبوا فقد محمد، و حلف ان لا أنزل حتى اجد محمدا أو أقتل ألف اعرابي و مائة قرشيّ و كان يطوف حول الكعبة و ينشد اشعارا منها:

يا ربّ ردّ راكبي محمدا                    ردا إليّ و اتخذ عندي يدا

يا ربّ ان محمدا لن يوجدا                 تصبح قريش كلهم مبددا

فسمع نداء: انّ اللّه لا يضيع محمدا، فقال: أين هو؟ قال: في وادي فلان، تحت شجرة أمّ غيلان، فلمّا ذهبوا الى الوادي رأوه يأكل الرطب من أم غيلان و حوله شابان، فلمّا قربوا منه ذهب الشابان و كانا جبرائيل و ميكائيل (عليهما السّلام) فسأله من أنت؟ و ما ذا تصنع؟ قال: انا بن عبد اللّه بن عبد المطّلب، فحمله عبد المطّلب على عنقه و طاف به حول الكعبة و كانت النساء قد اجتمعن عند آمنة على مصيبته فلمّا رآها تمسّك بها، و ما التفت الى أحد .

فلما أتى الى امّه ربته أمّ ايمن الحبشية جارية ابيه عبد اللّه و قد ورثها النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، و كان لا يشكو من الجوع و العطش و كان يأتي زمزم فيشرب منها شربة و لا يحتاج الى الطعام، و ربما عرض عليه الطعام فيقول: انا شبعان.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.