المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24

ضمورشبكية العين (Gyrate atrophy of the Retina)
5-10-2021
Edsger Wybe Dijkstra
18-3-2018
القانون الذي يحكم الميراث
10-4-2021
مفاهيم التواصل الإنساني
29-6-2016
WORDS AS LABELS FOR CATEGORIZATION PROCESSES
2024-08-24
سهل بن محمد بن عثمان بن القاسم (أبو حاتم السجستاني)
26-06-2015


اُكذُوبَةُ المُسْتشرقيْن  
  
3857   01:30 مساءً   التاريخ: 9-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص233-237.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله قبل البعثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2014 4666
التاريخ: 18-4-2017 6538
التاريخ: 18-4-2017 3676
التاريخ: 18-4-2017 5094

لقد آلينا على أنفسنا في هذا الكتاب ان نشير إلى أخطاء المستشرقين وغلطاتهم بل وربما أكاذيبهم واتهاماتهم الباطلة وشُبههُم الواهية ليتضح للقراء الكرام الى أي مدى يحاول هذا الفريق إرباك أَذهان البُسطاء من الناس وبلبلة عقولهم حول قضايا الإسلام!!

إن قضية اللقاء الّذي تم ـ في بصرى ـ بين النبي (صـلى الله علـيه وآله) والراهب بحيرا لم تكن سوى قضية بسيطة وحادثة عابرة وقصيرة إلا أنها وقعت في ما بعد ذريعة بأيدي هذه الزمرة ( المستشرقون ) فراحوا يصرّون أشدّ اصرار على أنّ ما أظهره رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من تعاليم رفيعة سامية بعد 28 عاماً واستطاع بها أن يُحيي بها تلك الاُمة الميّتة قد تلقاها من الراهب بحيرا في هذه السفرة. ويقولون : إن محمَّداً بما تمتع به من قوة ذاكرة وصفاء نفس ودقة فكر وعظمة روح وهبته اياها يد القدر أخذ من الراهب بحيرا في لقائه به قصص الانبياء السالفين والاقوام البائدة مثل عاد وثمود وكثيراً من تعاليمه الحيوية.

ولا ريب في أن هذا الكلام ليس سوى تصور خيالي لا يتلاءم ولا ينسجم مع حياته (صـلى الله علـيه وآله) بل وتكذبه الموازين العقلية واليك بعض الشواهد على هذا :

1 ـ لقد كان محمَّد (صـلى الله علـيه وآله) بأجماع المؤرخين اُميّاً لم يتعلم القراءة والكتابة وكان عند سفره إلى الشام ولقائه ب‍ بحيرا لم يتجاوز ربيعه الثاني عشر بعد فهل يصدق العقل ـ والحال هذه ـ أن يستطيع صبيٌ لم يدرس ولم يتعلّم القراءة والكتابة ولم يتجاوز ربيعه الثاني عشر ان يستوعب تلك الحقائق من التوراة و الإنجيل ثم يعرضها ـ في سن الاربعين ـ على الناس بعنوان الوحي الالهيّ والشريعة السماوية؟!

إن مثل هذا الأمر خارج عن الموازين العادية بل ربما يكون من الاُمور المستحيلة لو أخذنا بنظر الاعتبار حجم الإستعداد البشري.

2 ـ إن مدة هذا اللقاء كان اقل بكثير من أن يستطيع محمَّد (صـلى الله علـيه وآله) في مثل تلك الفترة الزمنية القصيرة أن يستوعب التوراة و الانجيل لأن هذه الرحلة كانت رحلة تجارية ولم يستغرق الذهاب والاياب والاقامة اكثر من أربعة أشهر لأن قريشاً كانت تقوم في كل سنة برحلتين في الصيف إلى الشام وفي الشتاء إلى اليمن ومع هذا لا يُظنّ أن تكون الرحلة برمتها قد استغرقت اكثر من اربعة أشهر ولا يستطيع اكبر علماء العالم واذكاهم من أن يستوعب في مثل هذه المدة القصيرة جداً محتويات ذينك الكتابين فضلا عن صبي لم يدرس ولم يتعلم القراءة والكتابة من احد.

هذا مضافاً إلى أنه لم يكن يصاحب (صـلى الله علـيه وآله) ذلك الراهب كل تلك الاشهر الاربعة بل ان اللقاء الّذي وقع إتفاقاً في أحد منازل الطريق لم يستغرق سوى عدة ساعات لا اكثر.

3 ـ إن النَص التاريخي يشهد بأن ابا طالب كان ينوي اصطحاب النبي (صـلى الله علـيه وآله) إلى الشام ولم يكن مقصده الأصلي بصرى بل إن بصرى كان منزلا في أثناء الطريق تستريح عنده القوافل التجارية أحياناً ولفترة جداً قصيرة.

فكيف يمكن في مثل هذه الصورة ان يمكث رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في تلك المنطقة ويشتغل بتحصيل علوم التوراة و الانجيل ومعارفهما؟ سواء قلنا بأن ابا طالب أخذه معه إلى الشام أو عاد به من تلك المنطقة إلى مكة أو أعاده بصحبة أحد إلى مكة؟!

وعلى كل حال فان مقصد القافلة ومقصد ابي طالب لم يكن بصرى ليقال : ان القافلة اشتغلت فيها بتجارتها بينما اغتنم محمَّد الفرصة واشتغل بتحصيل معارف العهدين.

4 ـ إذا كان محمَّد (صـلى الله علـيه وآله) قد تلقى اُموراً ومعارف من الراهب المذكور اذن لاشتهر ذلك بين قريش حتماً ولتناقل الجميع خبر ذلك بعد العودة إلى مكة.

هذا مضافاً إلى أنّ النبي (صـلى الله علـيه وآله) نفسه ما كان يتسطيع أن يدعي امام قومه في ما بعد بأنه اُميُّ لم يدرس كتاباً ولا تلمذ على أحد في حين أن النبيّ الأكرم (صـلى الله علـيه وآله) افتتح رسالته بهذا العنوان ولم يقل أحدٌ يا محمَّد كيف تدعي بأنك لم تقرأ ولم تدرس عند احد وقد درست عند راهب بصرى وتلقيت منه هذه الحقائق الناصعة وانت في الثانية عشرة من عمرك؟

لقد وَجَّه مشركوا مكة جميع انواع الإتهام إلى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وبالغوا في البحث عن أيّة نقطة ضعف في قرآنه يمكن أن يتذرعوا بها لتفنيد دعوته حتّى أنهم عندما شاهدوا النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) ذات مرةْ عند مروة يجالس غلاماً نصرانياً استغلوا تلك الفرصة وقالوا : لقد أخذ محمّد كلامه من هذا الغلام ويروي القرآن الكريم مزعمتهم هذه بقوله : {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103] .

ولكن القرآن الكريم لم يتعرض لذكر هذه الفرية قط كما أن قريشاً المجادلين المعاندين لم يتذرعوا بها أبداً وهذا هو بعينه دليلٌ قاطعٌ وقويٌ على أن هذه الفرية من افتراءات المستشرقين في عصرنا هذا ومن نسج خيالهم!!

5 ـ إن قصص الانبياء والرسل الّتي جاءت في القرآن الكريم على وجه التفصيل تتعارض وتتنافى مع ما جاء في التوراة والانجيل.

فقد ذُكِرَت قصصُ الأنبياء واحوالهم في هذين الكتابين بصورة مشينة جداً وطُرحت بشكل لا يتفق مع المعايير العلمية والعقلية مطلقاً وان مقايسة عاجلة بين هذين الكتابين من جانب وبين القرآن الكريم من جانب آخر تثبت بأن قضايا القرآن الكريم ومعارفه لم تتخذ من ذينك الكاتبين بحال ولو أن النبيَ محمَّداً (صـلى الله علـيه وآله) قد اكتسب معارفه ومعلوماته حول الانبياء والرسل من العهدين لجاء كلامُه مزيجاً بالخرافات والأَوهام .

6 ـ إذا كان راهب بُصرى يمتلك كل هذه الكمية من المعلومات الدينية والعلميّة الّتي عرضها رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فلماذا لم يحض هو بأي شيء من الشهرة ولماذا ترى لم يُربِّ غير محمَّد في حين أن معبَده كان مزار الناس ومقصدَ القوافل؟!

7 ـ يعتبرُ الكتاب المسيحيّون محمّداً (صـلى الله علـيه وآله) رجلا أميناً صادقاً والآيات القرآنية تصرح بأنه (صـلى الله علـيه وآله) لم يكن على علم مسبق أصلاً بقصص الأَنبياء والاُمم السابقين وأن معلوماته في هذا الصعيد لم تحصل لديه إلا عن طريق الوحي.

فقد جاء في سورة القصص الآية (44) هكذا : وما كُنْتَ بجانِب الغرْبيِّ إذْ قَضيْنا إلى مُوْسى الأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشّاهِديْن .

وجاء في سورة هود الآية (49) بعد نقل قصة نوح : {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ ...} .

إن هذه الآيات توضح أن النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) لم يكن على علم أبداً بهذه الحوادث والوقائع.

وهكذا جاء في الآية (44) من سورة آل عمران : {ذلِكَ مِنْ أنْباء الْغيْبِ نُوْحيه إلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيهِمْ إذْ يُلْقُوْنَ أقْلامهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَديْهم إذْ يَخْتصِمُونَ} .

إن هذه الآية وغيرها من الآيات العديدة تصرح بأن هذه الأخبار الغيبيّة وصلت إلى النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) عن طريق الوحي فقط وهو لم يكن على علم بها مطلقاً.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.