المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

شرح الدعاء الخامس من الصحيفة السجّاديّة.
2023-10-07
العقل وفكرة البعث
9-11-2014
قاعدة الطهارة
15-9-2016
جانب من قصيدة في الحسين
19-8-2017
الخلل الواقع في الصلاة ولا يوجب شيئا
17/12/2022
كيفية الدعم للأطفال
18-1-2016


التعاون بين البيت والمدرسة  
  
2483   01:01 مساءً   التاريخ: 20-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص126
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

لا مفر من التعاون والتنسيق بين البيت والمدرسة من أجل إصلاح الطفل وتأهيله. على الوالدين ومربي المدارس ان يضعوا ايديهم بأيدي بعضهم ليقوموا سوياً بإعداد الطفل وتربيته في شتى الجوانب، وجبران نقاط ضعفه، وتنمية قدراته وإرشاده.

إن ضرورة هذا التعاون والتنسيق تبرز من عدم تمكن اي من الوالدين أو المربين بمفرده بالقيام بمهمة تربية الطفل وتنفيذ برنامج إصلاحه، ولا يمكنه ان يحل جميع مشاكل الطفل ومصاعبه بمفرده، بل لا بد من قيام تعاون وتنسيق بين البيت والمدرسة. فمن العقبات الأساسية والمهمة في التربية عدم وجود تنسيق بين البيت والمدرسة، واختلاف وتضارب الاساليب والمفاهيم التربوية بين الوالدين والمربين.

إن التفاهم والتعاون بين الاهل والمدرسة أمر ضروري جداً من أجل بناء الطفل وإصلاحه، وتأهيل الجيل المستضعف. وأكثر أهمية لأهله الأكثر استضعافاً منه. كما ان هذا التعاون يشكل خدمة للمجتمع ككل.

ترى ما هي حال ذلك المربي والمعلم الذي يسعى الى القيام بواجبه التربوي على احسن وجه، لكنه لا يلقى من الاهل اي تعاون.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.