المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



جانب من قصيدة في الحسين  
  
2730   11:08 صباحاً   التاريخ: 19-8-2017
المؤلف : عبد الرزاق المقرم
الكتاب أو المصدر : العباس
الجزء والصفحة : ص366-368.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-9-2017 3301
التاريخ: 14-8-2017 2812
التاريخ: 12-8-2017 2612
التاريخ: 8-8-2017 2739

للعلاّمة الشيخ حسن ابن الشيخ محسن مصبّح الحلّي  من قصيدة في الحسين (عليه السلام):
فهناك هبّ ابن الوصيّ إلى الوغى ... بهمّة ليث لم يرعه قتامها
أبو الفضل حامي ثغرة الدين جامع ... فرائده إن سلّ منها نظامها
نضى لقراع الشوس غضباً بحدّه ... ليوم التنادي يستكنّ حمامها
عليه انطوت في حلبة الطعن فانطوى ...  عليه الفضا منه وضاق مقامها
وخاض بها جرّاً يرفّ عبابه ... ضباً ويد الأقدار جالت سهامها
فحلأها عن جانب النهر عنوة ... وولّت عواديها يصل لجامها
ودمدم ليث الغاب يعطو بسالة ... إلى الماء لم يكبر عليه ازدحامها
ثنى رجله عن صهوة المهر وامتطى ... قرى النهر واحتلّ السقاء همامها
وهبّ إلى نحو الخيام مشمّراً ... لري عطاشا قد طواها أوامها
ألّمت به سوداء يخطف برقها ... البصائر من رعب ويعلو قتامها
جلاها بمشحوذ الغرارين أبلج ... يدبّ به لدار عين حمامها
فلولا قضاء اللّه لم يبق منهم ... حسيس ولم يكبر عليه اتّصامها
بماضية الأقدار جدّت يساره ... وثنت بيمنى منه طاب التثامها
وفي عمد حتم القضا شجّ رأسه ... ترجّل وانثالت عليه لئامها
به انتظمت سمر القنا وتشاكلت ... وكم فيه يوم الروع حلّ نظامها
دعا يا حمى الإسلام يا بن الذي به ... دعائم دين اللّه شدّ قوامها
جرى نافذ الأقدار في من تحمه ... سراعاً فإنّ النفس حان حمامها
فشدّ مجيباً دعوة الليث طالباً ... تراب به الأعداء طال اجترامها
طواها ضراباً سلّ فيه نفوسها ... وحلّق فيها للبوار اخترامها
وأحنى عليه قائلا هتك العدى ... حجاب المعالي واستحلّ حرامها
أخي بمن أسطو وإنّكَ ساعدي ... وعضبي إذا ما ضاق يوماً مقامها
أخي فمَن يُعطي المكارم حقّها ... ومَن فيه إعزازاً تطاول هامها
أخي فمن للمحصنات إذا غدت ... بملساء يذكي الحائمات رغامها
أخي لمن أُعطي اللواء ومَن به ... يشقّ عباب الحرب إن جاش سامها
أخي فمن يحمي الذمار حفيظة ... إذا ما كبا بالضاريات اعتزامها
كفى أسفاً أنّي فقدت حشاشتي ... بفقدكَ والأرزاء جدّ احتدامها
فوالهفتا والدهر غدر صروفه ... عليكَ وعفواً ناضلتني سهامها
إلى اللّه أشكو لوعة لو أبثّها ... على شامخات الأرض ساخ شمامها
على أنّني والحكم للّه لاحق ... بأثرك والدنيا قليل دوامها
فقام وقد أحنى الضلوع على جوى ... يئنّ كما في الدوح أنّ حمامها
حسبتك للأيتام تبقى ولم أخل ... تجرّ عليّ الداهيات طغامها




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.