أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016
1981
التاريخ: 24-4-2017
2450
التاريخ: 29-4-2017
1966
التاريخ: 19-4-2017
2029
|
اذا كان لديك اكثر من طفل ـ وما دمت لم ترزق بتوأم من البداية فلا يمكنك الادعاء بانك لم تكن تعلم ما انت مقبل عليه ـ فسيكون صوت الشجار المتواصل مألوفا لديك. وقد يتشاجر بعض الاطفال اكثر من البعض الاخر، لكن كلهم يتشاجرون. وجزء كبير من الاحباط الذي يصيبك من هذا الامر هو معرفتك بان تلك المشاجرات ليست لها أي معنى، أليس كذلك؟
فهل يهم حقا من يملك لعبة الكمبيوتر تلك؟ أو من يملك الحذاء الاجمل؟ او يخرج من الباب الامامي قبل الاخر (نعم، فدائما ما يتشاجر الاطفال حول هذا الامر) حسنا! الاجابة هي لا، ليس من وجهة نظرك على أي حال.
اذا انه من المفيد لصغارك ان يتعلموا كيف يتشاجرون. لماذا؟ لانهم لن يمتنعوا عن المشاجرات، الا اذا كانوا يعرفون كيف يتشاجرون من الاساس. ونحن نريد لهم ان يكبروا وهم قادرون على منع انفسهم من الدخول في مشاجرات. هل لاحظت كيف ان الاطفال الذين يكبرون ولا اخوة لهم (ربما كنت انت واحدا منهم) يجدون صعوبات اكثر من التعامل مع مسائل عدوانيين للغاية او على النقيض من ذلك، منسجمين للغاية، وعلى العكس من ذلك فان معظم الاشخاص الذين يستطيعون التعامل بدبلوماسية مع مواقف الصراع كان لهم اخوة وهم صغار.
ان الوسيلة الوحيدة لتعلم اساليب حل وتسوية النزاعات بدبلوماسية ـ اضافة الى كافة المهارات الشبيهة التي يفتقدها الاطفال (وكثير من الكبار ايضا) هي الدخول في مشاحنات؛ فتلك المشاجرات والمشاحنات تعلمك الوسيلة التي تستطيع، او لا تستطيع بها، حمل الناس على التعاون معك؛ فعبر السنين يتعلم الطفل ان اخاه يكون اقل تعاونا اذا ما لطمه على وجهه، او ان اخته لن تسمح له بدخول حجرتها ما لم يسمح لها هو بالمثل اولا. من الصعب ان يتوصل الاطفال لمعرفة هذه الاشياء من خلال التفاعل مع اصدقائهم؛ لأنه بتلك الوسيلة قد ينتهي المطاف بهم وهم بدون أصدقاء من الأساس. أما مع الإخوة فلا يستطيع الواحد منهم ان يقول: (اذا لم تلعب معي، فلن اكون اخا لك بعد الان)؛ فهم متسامحون للغاية، حتى ان كان هذا نابعا من انه ليس لهم خيار اخر.
المشاجرات تعلمك الوسيلة التي تستطيع، او لا تستطيع بها حمل الناس على التعاون معك.
ان الشجار بين الاخوة يتعلق دوما بصراع القوى؛ فعن طريقه يحددون من يعطى الاوامر (المكانة) او من يملك تلك المسافة (السيطرة) او من المسموح له باتخاذ قراراته بنفسه (الاستقلالية)، ولابد ان تمنع نفسك من التدخل في تلك الموضوعات الاساسية (حتى لو اضطررت الى ارسال قوات حفظ سلام لتهدئة الامور عندما تندلع المشاحنات بينهم احيانا)؛ لأنك مهما فعلت فلن تغير من الصفات الموروثة الموجودة في اطفالك بمحاولتك حل الموقف بعدالة. انظر الى البلقان والشرق الاوسط وفيتنام ـ لن يجدي مطلقا ان تتخذ القرارات نيابة عن الاخرين، وكم يمكن للأطفال المتصارعين ان يكونوا مثل الامم المتحاربة في عنفهم حقا.
لذا، ففي المرة القادمة التي يتشاجر فيها ابناؤك (لن يطول انتظارك لهذا) تقبل الامر بصدر رحب، انني اعلم ان طلبي هذا يبدو مبالغا فيه، لكن على الاقل لا تتخيل انك بعدم تدخلك قد اخطأت او انك يجب ان توقفهم عن الشجار لانهم في حقيقة الامر لا يتشاجرون بل هم يتعلمون مهارات مهمة تساعدهم في هذه الحياة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|