أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
3285
التاريخ: 20-6-2017
1492
التاريخ: 13-2-2019
6891
التاريخ: 20-6-2017
3361
|
ما انتهت فتنة الزنوج التي أتعبت الدولة العباسية أعوامًا طوالًا ولى الخليفة المعتمد إمارة البصرة في سنة 271ﻫ العباس بن تركس، وأمره بتعمير ما خربته تلك الفتنة، فصدع بالأمر، وعاد البصريون الذين انهزموا إلى مدينتهم، ولكن بعد الخراب، كما قيل بالمثل: «بعد خراب البصرة»؛ لأن هذه المدينة كانت قد خربت لتوالي الفتن والحروب، وأخذت منذ حادثة الزنوج بالتقهقر والانحطاط، وقل سكانها، وذهب أكثر عمرانها، وزالت ثروتها وخيراتها.
ولما تُوفِّيَ الخليفة المعتمد ببغداد في سنة 279ﻫ وتولى الخلافة المعتضد بالله ولى على البصرة أحمد بن محمد بن يحيى، فظهر في أيامه في سنة 285ﻫ في البحرين رجلًا يُدْعَى أبو سعيد الجنابي، وكان قد تأمر على القرامطة، وجمع حوله جماعات من رعاع الناس، وفتك بأهل البحرين والقطيف، ثم قصد البصرة في سنة 286ﻫ، فكتب إلى الخليفة المعتضد بالله أميرها أحمد يخبره بما عزم عليه زعيم القرامطة من الهجوم على البصرة، فأمره ببناء سور البصرة، فبناه وأنفق عليه أربعة عشر ألف دينار.
وعلى إثر ذلك هجم أبو سعيد القرمطي بجموعه على البصرة في سنة 287ﻫ فجمع أميرها أحمد (1) أهلها، وضمهم إلى عساكره التي أرسلها إليه الخليفة، وكانوا ثلاثة آلاف مقاتل، فدافع عن المدينة حتى طرد القرامطة فعادوا بالفشل، ولكنهم انتصروا على جيوش الخليفة بالبحرين. ثم انتشرت القرامطة في سنة 289ﻫ — في السنة التي مات بها ببغداد الخليفة المعتضد وتولى مكانه ابنه المكتفي — في أطراف الكوفة، فوجه الخليفة إليهم جيشًا فانتصر جيش الخليفة، وقُتِلَ منهم عدد كبير، وأسر زعيمهم أبا سعيد وجماعة من أصحابه، وجيء بهم إلى بغداد، فعذبهم الخليفة، فمات أبو سعيد الهجري تحت العذاب، وقُتِلَ قائده أبو الفوارس مع أصحابه المأسورين، وعلى أثر ذلك أمر القرامطة عليهم أبا طاهر سليمان بن أبي سعيد، وحملوا على البصرة وحاصروها في السنة نفسها — 289 — ودامت الحروب بينهم وبين البصريين ثمانية عشر يومًا، فانتصر البصريون، وعاد القرامطة بالفشل والخسران.
وتُوفِّيَ الخليفة المكتفي بالله في سنة 295ﻫ وتولى الخلافة بعده المقتدر بالله، فولى على البصرة في سنة 299ﻫ محمد بن إسحاق بن كنداج، وفي أوائل أيامه زحف القرامطة على البصرة بقيادة زعيمهم أبي طاهر سليمان، فوصلوا البصرة على حين غفلة من أهلها في يوم الجمعة، والناس في الصلاة؛ فدخلوا المدينة، وقتلوا من صادفهم من أهلها، فأسرع الأمير محمد وجمع الجنود فقاتلهم حتى طردهم.
......................................
1- ويُرْوَى: كان أميرها إذ ذاك محمد الواثقي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|