المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



الإسلامُ دينُ العلمِ والفضيلة والمعرفة  
  
2185   12:13 مساءاً   التاريخ: 27-12-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص48 -52
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن الاسلام النزيه الواقعي، هو دين الحضارة والمدنية دين التكامل والحق والحقيقة دين العلم والفضيلة والمعرفة. فهو يراعي موضوع حرية التعلم مراعاةً كاملة، ويفرض على اتباعه تعلم العلوم والحكمة، من أي انسان ولو كان ضالا او مشركا، ويوجب منح الحرية بخصوص استيعاب الحقائق العلمية الصحيحة ويرفض كل تقليد اعمى وخرافة وسلوك أهوج.

والإسلام يرى ان العلم له منزلة لا تُسامى، وشرف لا يضاهى وان منزلته وشرفه وفضيلته لا تخفى على احد، لاختصاصه بالإنسانية، لان جميع الخصال ـ سوى العلم ـ يشترك فيها الانسان وسائر الحيوان، كالشجاعة، والإقدام، والشفقة، وغيرها.

وعلى هذا الأساس اصبح للعلماء في المنظور الاسلامي شرف عظيم ومنزلة سامية لأنهم اقترنوا بالعلم وشرفه ومنزلته وفضيلته فبالعلم اظهر الله تبارك وتعالى فضل (آدم) (عليه السلام) على الملائكة وأمرهم بالسجود له.

قال الله تعالى {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}[البقرة:31]

وقال تعالى {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا}[البقرة:34]

فالعلم (هو الوسيلة إلى السعادة الابدية ان وقع العمل على مقتضاه) (1).

أجل ان الاسلام قد كرم العلماء وأعلى منزلتهم ورفع من شأنهم واهتم بهم اهتماما لا نظير له وقد صرح القرآن الكريم بذلك.

قال الله سبحانه {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}[المجادلة:11]

وقال سبحانه {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر:28]

وقال عز من قائل {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر:9]

وكذلك الحال بالنسبة إلى النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) قد حثوا على اكتساب العلم والمعرفة، والتحلي بالفضائل، ولقد كرموا العلماء وقربوهم اليهم، ورفعوا من شأنهم.

فقد اثر عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) أنه قال:

(طلبُ العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة) (2).

وجاء عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال:

ـ (أطلب العلم من المهد الى اللحد)(3).

ـ (خذ الحكمة ولو من رأس المشركين) (4).

ـ ( لا تنظر إلى من قال، وانظر إلى ما قال) (5).

ـ (الحكمة ضالة المؤمنة، فأطلبوها ولو من عند المشرك) (6).

ـ (أعلمُ الناس منْ جمع علمَ الناس) (7).

وقد رود عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال :

ـ (ليت السياط على رؤوس اصحابي حتى يتفقهوا)(8).

وقال (عليه السلام) :

(اني لست احب ان أرى الشاب منكم الا غاديا في حالين : اما عالما او متعلما، فان لم يفعل

فرط فان فرط ضيع فان ضيع اثم فان اثم سكن النار، والذي بعث محمد بالحق)(9).

وهذا غاية التشجيع على طلب العلم، والاجبار على تعلمه وتعليمه للآخرين، وفي الوقت ذاته تحذير من الإمام (عليه السلام) في حالة كونه لا عالماً ولا متعلما فالمآل إلى كسب الإثم ودخول النار، ومن قبله (عليه السلام) حذر رسول الله ( صلى الله عليه واله) من ذلك، حيث قال: (هلاك أمتي في ترك العلم).

أجل، فالرسول الخاتم والائمة الاوصياء الاثنا عشر (عليهم السلام) قد حملوا مشعل الهداية، ونور العلم والمعرفة والفضيلة ومارسوا مسؤولياتهم بحق واخذوا دورهم المتميز في التربية والتعليم ونشر المعرفة والتثقيف والتهذيب الروحي والخلقي وارساء قواعد البناء والاصلاح في الائمة والعالم اجمع.

وقد استمر الائمة الاثنا عشر (عليهم السلام) على هذا المنهج الرسالي التربوي والتهذيبي بعد انتهاء الدور النبوي الشريف، وقد انفتحت عليهم الأمة، وتفاعلت معهم كأعلام للهداية ومنار للحق والصدق وطريق للتربية ونشر الحقيقة ومصابيح لإنارة الدرب للإنسانية جمعاء فكانوا هم الادلاء على الله ومرضاته والناشرين لألوية العلم ورايات الحق واليقين والمعرفة، والسابقين إلى تسلق قمم الكمال الانساني المنشود.

ولقد حفلت حياتهم (عليهم السلام) بأنواع الجهاد والصبر وتحمل الاذى وصنوف المحاربة القاسية، في تربية الامة وتثقيفها وانقاذها ونشر الوعي والمعرفة في المجتمع الاسلامي والانساني، واعداد الجماعة الصالحة والصفوة المخلصة لكي تأخذ دورها في الهداية والصلاح والاصلاح ونشر القيم العلمية والتربوية.

وإغناء البشرية بكنوز العلم والمعرفة وقيم الكمال والتهذيب الروحي، وايجاد الحياة المستقرة المتوازنة، والحضارة التليدة المزدهرة.

ومن الحقيقة بمكان ان مدرسة اهل البيت قد استقطبت طلاب العلم والمعرفة من كل الاقطار والامصار القاصية والدانية لينهلوا من معين علومهم، وبحر عطائهم وتهذيبهم الذي لا ينضب وبذلك لبت الرغبة الجامحة في نفوس الطلبة المتوافدين عليها، وسعت لملء الفراغ العلمي، والروحي والتربوي الذي تعانيه الامة انذآك.

فكان لتلك المدرسة الاثر الأكبر في حياة الامة وازدهارها العلمي، وانفتاحها على مختلف فروع المعرفة الإسلامية والانسانية، والحفاظ على القيم العلمية والمبادئ الاصيلة واحكام الشريعة ومنهاجها من التعطيل والتخريب الذي لعبته التيارات الفكرية الفاسدة والتربية الخاطئة والسياسة الظالمة الاثمة للأمويين والعباسيين، ومن سار على نهجهم من حكام وولاة، وجماعات منحرفة، وجاهلة، وضالة.

وقد ازدهرت مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) وشعّ ضوؤها العلمي والمعرفي والتربوي والاخلاقي اكثر فاكثر ايام الإمام الصادق حيث طورها وانتقل بها إلى آفاق ارحب فقامت بمنهاجها الاصلاحي الشاملة في الأمة الاسلامية وعموم البشرية واغنتها بدور العلم، ولآلئ المعرفة، ومناهج التربية الأصيلة، والكمالات الروحية، فازدهر العلم، واندحر الجهل، وبزغت الحضارة، واشرقت على ارجاء المعمورة....(10).

_______________

1- مقدمة المريد للشهيد الثاني.

2- تنبيه الخواطر ونزهة النواظر:ص176

3- تفسير القمي :ج2، ص104

2- أثبات الهداة: ج1، ص49.

5- نفس المصدر: ج1 ، ص46

6- نفس المصدر السابق : ج1 ، ص47

7- نفس المصدر السابق : ج1 ، ص47

8- المحاسن : ج165، ص229

9- كشف الظنون : ج1، ص53

10- انظر كتاب العلم والفكر في المنظور الاسلامي للمؤلف.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.