المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



حفاظ علي (عليه السلام) على الإسلام والمسلمين  
  
1387   01:33 صباحاً   التاريخ: 2023-08-30
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص182 ــ 184
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

الإمام علي (عليه السلام) يجعل مصلحة الإسلام والمسلمين فوق كل مصالحه الشخصية ويبذل كل جهده وطاقاته في سبيل الحفاظ على كيان الإسلام ولم شمل المسلمين، فقد ورد عن الحسن بن سلمة قال: لما بلغ أمير المؤمنين صلوات الله عليه مسير طلحة والزبير وعائشة من مكة إلى البصرة نادى: الصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه (صلى الله عليه وآله) قلنا: نحن أهل بيته، وعصبته وورثته وأولياؤه وأحق خلائق الله به، لا ننازع حقه وسلطانه، فبينما نحن على ذلك إذ نفر المنافقون فانتزعوا سلطان نبينا (صلى الله عليه وآله) منا، وولوه غيرنا، فبكت لذلك والله العيون والقلوب منا جميعاً، وخشنت والله الصدور.

وأيم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين وأن يعودوا إلى الكفر، ويعور الدين (1) لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا. 

وقد ولي ذلك ولاة، ومضوا لسبيلهم، ورد الله الأمر إليّ. وقد بايعني هذان الرجلان طلحة والزبير فيمن بايعني (2) وقد نهضا إلى البصرة ليفرقا جماعتكم ويلقيا بأسكم بينكم. اللهم فخذهما بغشهما لهذه الأمة، وسوء نظرهما للعامة.

علي (عليه السلام) المحسود 

وتتابع الرواية وتقول - فقام أبو الهيثم بن التيهان وقال: يا أمير المؤمنين إن حسد قريش إياك على وجهين: إما خيارهم فحسدوك منافسة في الفضل، وارتفاعاً في الدرجة، وإما أشرارهم فحسدوك حسداً أحيط الله به أعمالهم وأثقل به أوزارهم، وما رضوا أن يساووك حتى أرادوا أن يتقدموك، فبعدت عليهم الغاية وأسقطهم المضمار، وكنت أحق قريش بقريش نصرت نبيهم حيًّا، وقضيت عنه الحقوق ميتاً، والله ما بغيّهم إلا على أنفسهم، ونحن أنصارك وأعوانك، فمرنا بأمرك، ثم أنشأ يقول:

إن قوماً بغوا عليك وكادوك          وعـابـوك بـالأمور القباح

 ليس من عيبها جناح بعوض        فيك حقا ولا كعشر جناح

أبصروا نعمة عليك من الله و        قرماً يدق قرن النطاح (3)

وإماماً تأوي الأمور إليه             ولجاماً يلين غرب الجماح (4)

حاكماً تجمع الإمامة فيه             هاشمياً له عراض البطاح (5)

حسداً للذي أتاك من الله              وعادوا إلى قلوب قراح (6)

ونفوس هناك أوعية البغض         على الخير للشقاء شحاح (7)

من مسر يكنه حجب الغيب           ومن مظهر العداوة لاح

يا وصي النبي نحن من الحق       على مثل بهجة الإصباح

فخذ الأوس والقبيل من الخزرج     بالطعن في الوغى والكفاح (8)

ليس منا من لم يكن لك في الله       ولياً على الهدى والفلاح

فجزاه أمير المؤمنين (عليه السلام) خيراً، ثم قام الناس بعده فتكلم كل واحد بمثل مقاله (9).

والحاصل أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) يمثل الإسلام الحقيقي، الإسلام المحمدي فمن تمسك والتزم بتعاليمه وهديه فبهدي الإسلام اهتدى، وبسيرة المصطفى (صلى الله عليه وآله) اقتدى، فإنه لن يُخرج من باب هدى ولن يدخل في باب ضلالة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في بعض نسخ الحديث: (وأن يعود الكفر ويبور الدين) وفي بعضها: (يعود الدين) أي ارتد إلى ما كان عليه في الجاهلية بعد ما كان أعرض عنها.

2ـ في الإرشاد هذه الزيادة: (على الطوع منهما والإيثار).

3ـ القرم: السيد أو العظيم على التشبيه بالفحل والنطاح بالكسر الكباش الناطحة بالقرن، استعيرت هذا للشجعان. وفي بعض النسخ بالنون.

4ـ الغرب: الحدة وجماح الفرس امتناعه من راكبه.

5ـ العراض بالكسر: الناحية، والبطاح: جمع الأبطح، يعني بها أبطح مكة وهو مسيل واديها.

6ـ أي مقروحة بالحسد.

7ـ في بعض النسخ: (للشفاء شحاح). وشحاح نعت لنفوس.

8ـ فخذ القوم بالتخفيف أي خذهم بالطعن، وأما بالتشديد ففي الأقرب: (فخذ القوم من فلان: خذلهم وفخذ بينهم: فرقهم). وقال الأصمعي: (كافحوهم إذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها ترس ولا غيره). والوغى: الحرب.

9ـ الأمالي للشيخ المفيد، ص 154 – 156. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.