أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-28
1153
التاريخ: 2024-09-07
292
التاريخ: 2023-09-04
1202
التاريخ: 26-1-2016
9909
|
الإمام علي (عليه السلام) يجعل مصلحة الإسلام والمسلمين فوق كل مصالحه الشخصية ويبذل كل جهده وطاقاته في سبيل الحفاظ على كيان الإسلام ولم شمل المسلمين، فقد ورد عن الحسن بن سلمة قال: لما بلغ أمير المؤمنين صلوات الله عليه مسير طلحة والزبير وعائشة من مكة إلى البصرة نادى: الصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه (صلى الله عليه وآله) قلنا: نحن أهل بيته، وعصبته وورثته وأولياؤه وأحق خلائق الله به، لا ننازع حقه وسلطانه، فبينما نحن على ذلك إذ نفر المنافقون فانتزعوا سلطان نبينا (صلى الله عليه وآله) منا، وولوه غيرنا، فبكت لذلك والله العيون والقلوب منا جميعاً، وخشنت والله الصدور.
وأيم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين وأن يعودوا إلى الكفر، ويعور الدين (1) لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا.
وقد ولي ذلك ولاة، ومضوا لسبيلهم، ورد الله الأمر إليّ. وقد بايعني هذان الرجلان طلحة والزبير فيمن بايعني (2) وقد نهضا إلى البصرة ليفرقا جماعتكم ويلقيا بأسكم بينكم. اللهم فخذهما بغشهما لهذه الأمة، وسوء نظرهما للعامة.
علي (عليه السلام) المحسود
وتتابع الرواية وتقول - فقام أبو الهيثم بن التيهان وقال: يا أمير المؤمنين إن حسد قريش إياك على وجهين: إما خيارهم فحسدوك منافسة في الفضل، وارتفاعاً في الدرجة، وإما أشرارهم فحسدوك حسداً أحيط الله به أعمالهم وأثقل به أوزارهم، وما رضوا أن يساووك حتى أرادوا أن يتقدموك، فبعدت عليهم الغاية وأسقطهم المضمار، وكنت أحق قريش بقريش نصرت نبيهم حيًّا، وقضيت عنه الحقوق ميتاً، والله ما بغيّهم إلا على أنفسهم، ونحن أنصارك وأعوانك، فمرنا بأمرك، ثم أنشأ يقول:
إن قوماً بغوا عليك وكادوك وعـابـوك بـالأمور القباح
ليس من عيبها جناح بعوض فيك حقا ولا كعشر جناح
أبصروا نعمة عليك من الله و قرماً يدق قرن النطاح (3)
وإماماً تأوي الأمور إليه ولجاماً يلين غرب الجماح (4)
حاكماً تجمع الإمامة فيه هاشمياً له عراض البطاح (5)
حسداً للذي أتاك من الله وعادوا إلى قلوب قراح (6)
ونفوس هناك أوعية البغض على الخير للشقاء شحاح (7)
من مسر يكنه حجب الغيب ومن مظهر العداوة لاح
يا وصي النبي نحن من الحق على مثل بهجة الإصباح
فخذ الأوس والقبيل من الخزرج بالطعن في الوغى والكفاح (8)
ليس منا من لم يكن لك في الله ولياً على الهدى والفلاح
فجزاه أمير المؤمنين (عليه السلام) خيراً، ثم قام الناس بعده فتكلم كل واحد بمثل مقاله (9).
والحاصل أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) يمثل الإسلام الحقيقي، الإسلام المحمدي فمن تمسك والتزم بتعاليمه وهديه فبهدي الإسلام اهتدى، وبسيرة المصطفى (صلى الله عليه وآله) اقتدى، فإنه لن يُخرج من باب هدى ولن يدخل في باب ضلالة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ في بعض نسخ الحديث: (وأن يعود الكفر ويبور الدين) وفي بعضها: (يعود الدين) أي ارتد إلى ما كان عليه في الجاهلية بعد ما كان أعرض عنها.
2ـ في الإرشاد هذه الزيادة: (على الطوع منهما والإيثار).
3ـ القرم: السيد أو العظيم على التشبيه بالفحل والنطاح بالكسر الكباش الناطحة بالقرن، استعيرت هذا للشجعان. وفي بعض النسخ بالنون.
4ـ الغرب: الحدة وجماح الفرس امتناعه من راكبه.
5ـ العراض بالكسر: الناحية، والبطاح: جمع الأبطح، يعني بها أبطح مكة وهو مسيل واديها.
6ـ أي مقروحة بالحسد.
7ـ في بعض النسخ: (للشفاء شحاح). وشحاح نعت لنفوس.
8ـ فخذ القوم بالتخفيف أي خذهم بالطعن، وأما بالتشديد ففي الأقرب: (فخذ القوم من فلان: خذلهم وفخذ بينهم: فرقهم). وقال الأصمعي: (كافحوهم إذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها ترس ولا غيره). والوغى: الحرب.
9ـ الأمالي للشيخ المفيد، ص 154 – 156.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|