المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



عرض شبهات الأشاعرة والرد عليها  
  
1247   08:58 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص 97-100
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الجبر و التفويض /

 الأشاعرة احتجوا على مقالتهم بوجهين و يلزمهم بهما مخالفة ضرورة الدين:

احدهما: انه لوكان العبد فاعلا لشيء ما بالقدرة والاختيار، فإما ان يتمكن من تركه او لا، والثاني يلزم منه الجبر ، لان الفاعل الذي لا يتمكن من ترك ما يفعله موجب لا على الترك حالة الايجاد او لا، والثاني يلزم منه ترجيح احد طرفي الممكن على الاخر، لا الموجد كان ترجيح القادر للفعل على الترك ترجيحا للمساوي بغير مرجح وان ترجح ، فلامتناع وقوعه حالة التساوي فحالة المرجوحية اولا، واما ثانيا فلانه مع قيد الرجحان يمكن وقوع المرجوح فلنفرصه واقعا في وقت والراجح في اخر، فترجيح احد الوقتين بأحد الامرين لا بد له من مرجح غير المرجح الاول ، والا لزم ترجيح احد المتساويين بغير مرجح، وينتهي الى الوجوب والا تسلسل، واذا امتنع وقوع الاثر الا مع الوجوب والواجب غير مقدور ونقيضه ممتنع غير مقدور ايضا فيلزم الجبر والايجاب فلا يكون العبد مختارا.

ثانيهما: ان كل ما يقع فإن اللّه تعالى قد علم وقوعه قبل وقوعه، و كلما لم يقع فإن ‌اللّه تعالى قد علم في الأزل عدم وقوعه، وما علم اللّه تعالى وقوعه فهو واجب الوقوع، وإلا لو لم يقع لزم انقلاب علم اللّه تعالى جهلا و هو محال، وما علم عدمه فهو ممتنع، إذ لو وقع انقلب علم اللّه جهلا و هو محال أيضا، والواجب و الممتنع غير مقدورين للعبد، فيلزم‌ الجبر.

الرد على شبهات الأشاعرة :

قال آية اللّه العلامة رحمه اللّه في نهج الحق بعد تقدير هاتين الشبهتين و الجواب عن‌ الوجهين من حيث الحل، ومن حيث المعارضة. أما الحل ففي الأول من وجوه :

الأول: وهو الحق أن الوجوب من حيث الداعي و الإرادة لا ينافي الإمكان في نفس ‌الأمر، ولا يستلزم الإيجاب وخروج القادر عن قدرته، وعدم الفعل بها، فإنا نقول الفعل ‌مقدور للعبد يمكن وجوده عنه و يمكن عدمه، فإذا خلص الداعي إلى إيجاده و حصلت‌ الشرائط وارتفعت الموانع و علم القادر بخلوص المصالح الحاصلة من الفعل عن شوائب‌ المفسدة البتة، وجب من هذه الحيثية إيجاد الفعل، ولا يكون ذلك جبرا و لا إيجابا بالنسبة إلى القدرة و الفعل لا غير.

الثاني: يجوز أن يترجح الفعل فيوجده المؤثر أو العدم فيعدمه و لا ينتهي الرجحان‌ إلى الوجوب على ما ذهب إليه جماعة من المتكلمين، فلا يلزم الجبر و لا الترجيح من غير مرجح قوله مع ذلك الرجحان لا يمتنع النقيض، فليفرض واقعا في وقت فترجيح الفعل في ‌وقت وجوده يفتقر إلى مرجح آخر، قلنا ممنوع بل الرجحان الأول كاف فلا يفتقر إلى ‌رجحان آخر.

الثالث: لم لا يوقعه القادر مع التساوي، فإن القادر يرجح أحد مقدوريه على الآخر من غير مرجح، وقد ذهب إلى هذا جماعة من المتكلمين و مثلوا لذلك بصور وجدانية كالجائع يحضره رغيفان متساويان من جميع الوجوه، فإنه يتناول أحدهما من غير مرجح، ولا يمتنع من الأكل حتى يترجح المرجح، والعطشان يحضره إناءان متساويان من جميع ‌الوجوه، والهارب من السبع يعرض له طريقان متساويان فإنه يسلك أحدهما و لا ينتظر حصول المرجح، وإذا كان هذا الحكم وجدانيا كيف يمكن الاستدلال على نقيضه.

الرابع: إن هذا الدليل ينافي مذهبهم، فلا يصح لهم الاحتجاج به، لأن مذهبهم أن‌ القدرة لا تصلح للضدين، فالمتمكن من الفعل يخرج عن القدرة لعدم التمكن من الترك، وإن خالفوا مذهبهم من تعلقها بالضدين لزمهم وجود الضدين دفعة واحدة، لأن القدرة لا تتقدم على المقدور عندهم، و إن فرضوا للعبد قدرة موجودة حال وجود قدرة الفعل ‌لزمهم، إما اجتماع الضدين، أو تقدم القدرة على الفعل، فانظر إلى هؤلاء القوم الذين لا يبالون في تضاد أقوالهم و تعاندها. وفي الثاني من وجهين :

الثاني: إن وجوب اللاحق لا يؤثر في الإمكان الذاتي و يحصل الوجوب باعتبار فرض وقوع الممكن، فإن كل ممكن على الإطلاق إذا فرض موجودا، فإنه حالة وجوده ‌يمتنع عدمه لامتناع اجتماع النقيضين، وإذا كان ممتنع العدم كان واجبا مع أنه ممكن بالنظر إلى ذاته، والعلم حكاية عن المعلوم و مطابق له، إذ لا بد في العلم من المطابقة فالعلم ‌و المعلوم متطابقان، والأصل في هيئة التطابق المعلوم، فإنه لولاه لم يكن علما، ولا فرق ‌بين فرض الشيء و فرض ما يطابقه بما هو حكاية عنه، و فرض العلم هو بعينه فرض ‌المعلوم، وقد عرفت أن مع فرض المعلوم يجب فكذا مع فرض العلم به، وكما أن ذلك‌ الوجوب لا يؤثر في الإمكان الذاتي و كذا هذا الوجوب، و لا يلزم من تعلق علم اللّه وجوبه‌ بالنسبة إلى ذاته بل بالنسبة إلى العلم، واما المعارضة في الوجهين فإنهما آتيان في حق ‌واجب الوجود تعالى، فإنا نقول في الأول لو كان اللّه تعالى قادرا مختارا فإما أن يتمكن من‌ الترك أو لا، فإن لم يتمكن من الترك كان موجبا مجبورا على الفعل لا قادرا مختارا، وإن ‌تمكن فإما أن يترجح أحد الطرفين على الآخر أو لا، فإن لم يترجح لزم وجود الممكن‌ المتساوي من غير مرجح، فإن كان محالا في حق العبد كان محالا في حق اللّه تعالى لعدم ‌الفرق، و إن ترجح فإن انتهى إلى الوجوب لزم الجبر و إلا تسلسل أو وقع المتساوي من غير مرجح، فكلما يقولونه هنا نقوله في حق العبد و نقول في الثاني إن ما علمه اللّه تعالى إن‌ وجب و لزم بسبب هذا الواجب خروج القادر منا عن قدرته و إدخاله في الموجب، لزم في‌ حق اللّه تعالى ذلك بعينه و إن لم يقتض سقط الاستدلال، فقد ظهر من هذا أن هذين‌ الدليلين آتيان في حق اللّه تعالى، وهما إن صحّا لزم خروج الواجب تعالى عن كونه قادرا ويكون موجبا، و هذا هو الكفر الصريح إذ الفارق بين الإسلام و الفلسفة إنما هو هذه‌ المسألة، والحاصل أن هؤلاء إن اعترفوا بصحة هذين الدليلين لزمهم الكفر، و إن اعترفوا ببطلانهما سقط احتجاجهم بهما.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.