بعد ان تتكون الكتل الهوائية فانها عادة تبدأ بالانتقال من منطقة المصدر والتي اخذت منها صفاتها الى منطقة اخرى ذات خصائص مختلفة واثناء عملية الانتقال فانها لا تعدل فقط طقس المناطق الذاهبة نحوها بل انها تتعدل تدريجيا نفسها وتبدأ يحمل صفات السطح الذي انتقلت اليه نحو البرودة او نحو الدفء او تفقد رطوبتها او تكتسب رطوبة.

ان عملية تعديل خصائص الكتل الهوائية اثناء انتقالها إلى مناطق جديدة يمكن ان يكون قليلا او يمكن أي يكون بشكل كبير بحيث ان الكتل تفقد كل خصائصها التي اكتسبتها من منطقة المصدر وتكتسب خصائص جديدة.

فعندما تنتقل كتلة هوائية متجمدة قارية (CA) او قطبية قارية (CP) الى المحيطات خلال فصل الشتاء فانه يحدث تعديلات كبيرة فيهما اذ تنتقل كميات كبيرة من الرطوبة الى هذه الكتل القارية الجافة وبما أن سطح المحيط ادفى من الهواء القائم فوق الماء فان الطبقة السفلية من الكتل القارية ستصبح أكثر دفئا وهذه العملية ستؤدي الى عدم استقرار الكتل القارية من الاسفل وتنشأ تيارات حمليه تنقل الرطوبة والدفئ الى طبقات اعلى وخلال ايام قليلة تتحول الكتل القارية الباردة والجافة والمستقرة (Stable) الى كتل هوائية قطبية بحرية (mP) غير مستقرة (Unstable).

وعندما تنتقل كتلة هوائية أبرد من السطح القادمة نحوه فان الحرف الصغير (k) سيضاف الى الرموز الخاصة بالكتل الهوائية اما اذا انتقلت كتلة هوائية ادفى من السطح القادمة نحوه فان الحرف الصغير (W) سيضاف الى الرموز الخاصة بالكتل الهوائية، ويجب الانتباه ان الاحرف (k) و (7) لا تعني ان الكتل الهوائية باردة او دافئة وانما تعني ان الكتل الهوائية باردة أو دافئة مقارنة بالسطح الذي انتقلت نحوه اثناء تحركها .

ان الاحرف (k) و (w) تعطي مؤشر لمدى استقرارية الكتل الهوائية وطبيعة الطقس المتوقع داخل هذه الكتل فالكتل الهوائية الباردة والمتنقلة الى سطح دافئ فان طبقاتها السفلى ستصبح دافئة وبالتالي تكون غير مستقرة وتنشأ فيها تيارات حرارية مكونة الغيوم والتساقط وبشكل عام فان الكتل الهوائية ذات الرمز تتميز بغيوم ركامية الشكل ويكون التساقط بشكل زخات مصحوبة بعواصف رعدية ويكون مدى الرؤيا جيد (باستثناء عند نزول المطر).

ومن جانب آخر اثناء انتقال كتلة هوائية نحو سطح أكثر برودة فان طبقاتها السفلى ستتبرد ويتكون فيها انقلاب حراري سطحي والتي ستزيد من استقرارية الكتلة الهوائية وفي حال تكونت الغيوم فانها ستكون من نـوع الغيوم الطبقية ذات الامطار الخفيفة بشكل رذاذ وبسبب انعدام تيارات الحمل داخل هذه الكتلة فان الملوثات ستتركز في طبقاتها السفلى مما يقلل من مدى الرؤيا مع احتمال لتكون الضباب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ Frederick K. Lutgens, Edward J. Tarbuck, The Atmosphere an Introduction to Meteorology, op, cit, p. 181.

2 ـ  Ibid, p.181.